يواجه القسّ الكيني، "بول نثينغي
ماكينزي" تهمة "
الإرهاب" بعد وفاة أكثر من 100 شخص عُثر على جثثهم في غابة بعد أن تعرضوا للتحريض على الصوم حتى الموت.
وتسبّب اكتشاف هذه المقبرة الجماعية الشهر الماضي في غابة قرب بلدة ماليندي الساحلية على المحيط الهندي، بصدمة في هذا البلد الذي تدين غالبية سكّانه بالمسيحية.
وأمام محكمة ماليندي مثُل القسّ "ماكينزي"، الذي أسس كنيسة "غود نيوز" في 2003، والمتّهم بتحريض أتباعه على الموت جوعاً "للقاء يسوع".
وغصّت القاعة بأقارب الضحايا فيما اقتاد ستة شرطيين ماكينزي وثمانية متّهمين آخرين.
وتأكّدت حتى الآن وفاة ما مجموعه 109 أشخاص، غالبيتهم أطفال. وأجريت أولى عمليات التشريح الإثنين لجثث تسعة أطفال وامرأة.
وأكّد تشريح الجثث أنّ سبب الوفاة هو الجوع، علماً بأن بعض الضحايا قضوا اختناقاً، وفق السلطات.
وبعيد جلسة استماع قصيرة، تم نقل القضية إلى المحكمة العليا في مدينة مومباسا، ثاني أكبر مدن
كينيا حيث سيواجه المشتبهون تهما بالإرهاب، بحسب ما أعلنت المدعية فيفيان كامباغا لفرانس برس.
وبالإضافة إلى تهم الإرهاب، سيواجه ماكينزي تهم القتل والخطف والمعاملة القاسية للأطفال من بين عدة جرائم أخرى، بحسب وثائق قضائية اطلعت عليها فرانس برس.
ومثل أيضا القس الثري إيزكييل أوديرو، المعروف بخطبه على شاشات التلفزيون، أمام المحكمة في مومباسا، في أعقاب توقيفه الخميس الماضي.
ويُشتبه بأنّ أوديرو ارتكب جرائم قتل والمساعدة على الانتحار والخطف والتطرّف وجرائم ضد الإنسانية وسوء معاملة الأطفال والاحتيال وتبييض الأموال.
وسمحت المحكمة في مومباسا الثلاثاء للشرطة باحتجاز أوديرو حتى جلسة استماع مقررة في 4 أيار/مايو. ورفضت طلب الادعاء توقيفه 30 يوماً إضافية.
ويشير الادعاء إلى معلومات موثوق بها تربط بين الجثث التي عثر عليها في غابة شاكاهولا ووفاة العديد من "الأتباع الأبرياء والضعفاء" من كنيسة "نيو لايف" التي أسّسها.
وكان "ماكينزي" سائق سيارة الأجرة السابق سلّم نفسه في 14 نيسان/أبريل بعدما توجّهت الشرطة بناء على معلومات إلى غابة شاكاهولا حيث عُثر على 30 مقبرة جماعية.
ويؤكد المدّعون العامّون وجود صلة بين أوديرو وماكينزي، ويقولون في مستندات المحكمة إنّ الإثنين يتقاسمان "تاريخاً من الاستثمارات التجارية" من بينها محطة تلفزيونية تُستخدم لبثّ "رسائل متطرفة" تستهدف أتباعهما.
وبرزت تساؤلات حول كيفية تمكّن ماكينزي الذي له سجلّ في التطرّف، من الإفلات من قوات الأمن رغم شهرته ودعاوى قانونية سابقة بحقّه.
ودفعت الأنباء الصادمة بالرئيس وليام روتو للتعهد بقمع "الحركات الدينية غير المقبولة"، وسلطت الضوء على فشل جهود ضبط جماعات دينية مارقة.
وسيشكّل روتو هذا الأسبوع قوة مكلفة بضبط الأنشطة الدينية في كينيا حيث يبلغ عدد الكنائس نحو 4000 وفق ما أعلن وزير الداخلية كيثوري كينديكي الإثنين.
وقال الوزير إنّ من واجب الحكومة أن "تكفل عدم انتهاكنا للحق المقدس المتمثل بحرية العبادة والرأي والمعتقد".
وتابع: "لكن في نفس الوقت لا يمكننا أن نسمح لمجرمين بإساءة استخدام ذلك الحق، لإيذاء وقتل وتعذيب وتجويع أشخاص حتى الموت".