تزايدت
الاتهامات الصادرة عن معسكر اليمين ضد الإدارة الأمريكية بتهمة التدخل في تصعيد هذه
الاحتجاجات، لا سيما ما صدر عن وزير القضاء ياريف ليفين الذي اتهم الحكومة الأمريكية
بالتعاون مع الاحتجاجات ضد الحكومة، متهما المعارضة بامتلاك ترسانة مذهلة من الأدوات،
وحصولها على تمويل بمبالغ خيالية.
وجاء
اتهام ليفين في فيديو مسرب وهو يتحدث مع نشطاء سياسيين متدينين.
ويظهر
ليفين وهو يتحدث عن المعارضة بقوله: "لديهم المحكمة والمدعي العام وقادة الاقتصاد،
والحكومة الأمريكية التي تعمل بالتعاون معهم بهذه المسألة، وهو ما يتضح من الأشياء
التي يقولها المتحدثون باسم الحكومة هناك".
ياكي
آدمكار مراسل الشؤون الحزبية لموقع "
ويللا"، نقل بتقرير ترجمته "عربي21"
عن "عضو الكنيست غلعاد كريف من حزب العمل، أنه بعد الضرر الهائل الذي أحدثه ليفين
في العلاقات داخل المجتمع
الإسرائيلي، فهو يتجه لإحداث ضرر كبير للعلاقات مع الحكومة
الأمريكية من خلال نشر الأكاذيب والقصص المفبركة".
موقع
"ويللا" ذكر أن "بيني غانتس وزير الحرب السابق، ورئيس المعسكر الوطني،
اعتبر أن اتهامات ليفين بتورط الأمريكيين في الاحتجاجات الجارية لا أساس لها
من الصحة، وخطيرة، مع أن الدعم الوحيد الذي تحظى به الدولة يأتي من الولايات المتحدة،
ومن يعرفون التفاصيل يجب أن يكونوا حذرين للغاية في لغتهم".
ونقل
الموقع في
تقرير ترجمته "عربي21" أن أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل
بيتنا" زعم أن "ليفين بدلا من إلقاء اللوم على
نتنياهو، فقد اختار التشهير بأهم
حليف لنا وهي الولايات المتحدة، هذا تصرف غير مسؤول، ويعكس إحباط ليفين، ليس أبعد من
ذلك، أما وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش فرفض الاتهامات الموجهة إلى ليفين، بالزعم
أن لدينا علاقات جيدة مع الإدارة الأمريكية، وستبقى كذلك، هناك حوار، وفي الوقت ذاته
خلافات في الرأي نعرف كيف نتعامل معها".
تزامنت
هذه الخلافات الإسرائيلية مع زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي، أحد أقوى
الشخصيات في السياسة الأمريكية، لدولة الاحتلال، معلنا أنه "إذا لم يدع بايدن
نتنياهو إلى البيت الأبيض قريبًا، فسأدعوه إلى الكونغرس".
أريئيل
كهانا المراسل السياسي لصحيفة "
إسرائيل اليوم"، أشار في تقرير ترجمته
"عربي21" إلى قول مكارثي "أريد نقل رسالة مفادها أن ما بيننا من ارتباط
فريد مع إسرائيل يذكرنا بالاعتراف بها بعد بضع دقائق على إعلانها فقط، وعلى مدى السنوات
الـ75، نمت روابطنا بصورة أقوى، ورغم أننا نواجه أحيانًا صعوبات، لكننا لسنا مثاليين،
ولذلك أعتقد أن دعم الحزبين لإسرائيل مضمون، ورغم ما يقال أن التغيرات القانونية ستحوّل
إسرائيل إلى ديكتاتورية، فإن على الولايات المتحدة الامتناع عن التدخل".
في الوقت
ذاته، فقد أعلن حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية رون ديسانتيس الذي زار دولة الاحتلال
في الأيام الأخيرة أن طريقة تعامل إدارة بايدن مع التغيرات القانونية التي تقوم بها
حكومة الاحتلال مرفوضة، بزعم أنها مسألة داخلية، معربا عن تأييده لحكومة اليمين فيما
تقوم به من إجراءات، فيما تكشف هذه الاتهامات الإسرائيلية للإدارة الأمريكية بالتدخل
في الاحتجاجات عن خلافات متزايدة بين واشنطن وتل أبيب، لا يبدو أنها في طريقها لطيّ
صفحتها في الفترة القادمة، طالما أن إدارة بايدن ما زالت تناصب نتنياهو العداء.