الموت الرحيم

يعرفه الكثيرون أنه مساعدة شخص في إنهاء حياته إما بتناول عقار مميت أو بالحقن القاتل ليرتاح من معاناته الجسدية والنفسية. هولندا بعد أسبقيتها في تقنينه تعيد الجدل وتجيز لما يسمى "بالموت الرحيم" للأطفال المصابين بأمراض مستعصية دون سن 12 عاما.

ما القصة؟

عام 1973 هزت هولندا قضية قانونية شائكة تعود أطوارها إلى طبيبة استخدمت حقنة قاتلة لإنهاء حياة والدتها المحتضرة بناءً على طلب منها، قضية فتحت باب الجدل في هولندا وطرحت سؤال هل كان للطبيبة الحق في إنهاء حياة والدتها؟ بعد أخذ ورد حول مشروعية العملية سلطات هولندا تفصل المسألة وتُقنن عام 2002 ما يُسمى "بالموت الرحيم" أو كما تعرفه المجلة السنوية للطب التلطيفي هو فعل الإنهاء المُتعمد لحياة الإنسان لتخفيف معاناته.

منظمة الصحة الوطنية البريطانية تقول إنه الانتحار بمساعدة شخص أي مساعدة شخص آخر عمداً على قتل نفسه للتخفيف من معاناة المريض الذي طال مرضه الخطير ويئس من الشفاء أو أي أمل في الحياة.

فوفق المنظمة يقوم هنا الطبيب عمداً بإعطائه دواء مثل جرعة زائدة من المهدئات بهدف إنهاء حياته لإيقاف آلامه وفق وصفها عادة ما تُستخدم هنا مادة "الباربيتورات"المسببة لحالات فقدان الوعي ليحدث الموت ببطء نتيجة الاختناق وضعف التنفس. تبدو هنا العملية بسيطة وعادية لكنها من أكثر القضايا جدلية بين الدول المرخصة له. هولندا أول المقننين له عام 2002 ثم النمسا وبلجيكا وأستراليا وإسبانيا وألمانيا ونيوزيلاندا وفيكتوريا وكندا وكولومبيا ولوكسمبورغ، فرغم الاتفاق بين هذه الدول على مبدأ أنه إجراء للتخفيف من معاناة كبار السن أو المصابين بأمراض خطيرة ومؤلمة أو ميؤوس منها وفق ما نشرته المجلة السنوية للطب التلطيفي.


لكنهم يختلفون في شروط الموافقة عليه وطريقة التنفيذ، فهناك من يطالب بلجنة مراقبة متعددة الاختصاصات لمُراجعة طلب المريض الذي أصر عليه لمدة طويلة وقدمه إلى طبيبه الملزم باتباع إجراء "الموت الرحيم" ناهيك على وجوب أن تكون هناك فترات انتظار بين الطلب وتنفيذ إجراء الوفاة.

لكن يبقى العمر المسموح للمريض "أهم نقاط الاختلاف" بين من يقول يجب ألا يقل عمر الشخص عن 18 عاماً لطلب الانتحار بمساعدة الطبيب واليوم هولندا تسمح لمن هم دون 12 عاما، سبقتها بلجيكا في شباط/فبراير 2014 كأول دولة تسمح للقصّر "ممن لديهم قدرة على التمييز" باختيار الموت الرحيم من دون حدود عمريّة، هذا الأخير الذي ما زال مرفوضا في غالبية دول العالم.