بحسب
تقرير لصحيفة "
يوس إس توداي" فإن العلماء يقتربون من إمكانية إنجاب طفل جديد
من الجلد أو خلايا الدم، دون الحاجة إلى ممارسة الجنس.
يذهب
هذا النهج إلى ما هو أبعد من الإخصاب في المختبر - الذي يجمع بين البويضة والحيوانات
المنوية في المختبر - لأنه لا يتطلب بويضات أو حيوانات منوية طبيعية.
يُطلق
على هذه العملية "
التولد الجيني"، أو "IVG"، وهي تعد بتوفير علاج في يوم من الأيام للعديد من أنواع العقم،
لإبطاء أو حتى إيقاف تشغيل الساعات البيولوجية، ولتمكين هذا النوع من اختيار الأجنة
الذي يرسل قشعريرة العديد من العمود الفقري.
في واحدة
من أحدث التطورات في هذا المجال، أظهر الباحث الياباني كاتسوهيكو هاياشي في آذار/ مارس
أنه يستطيع تحويل خلايا الجلد من ذكور فئران بالغة إلى بيض سليم.
وكان
الفريق قد أجرى التجربة على فأر ذكر بعد أن سبق تطبيقها على أنثى، إذ تم أخذ خلايا
الجلد من ذيله، قبل أن يحولها الباحثون إلى ما يسمى بالخلايا الجذعية متعددة القدرات،
أي القادرة على التحول إلى أي نوع من الخلايا.
وكما هو الحال لدى البشر، فإن خلايا الفئران الذكرية تحتوي على أزواج XY (إكس واي) من الكروموسومات (الصبغيات)، وتحتوي الخلايا الأنثوية على
أزواج XX (إكس إكس).
وخلال
هذه العملية، حصل الباحثون على نحو 6 بالمئة من الخلايا التي فقدت كروموسوم "واي"
الذي يمنحها الصفة الذكورية، ثم استنسخوا كروموسوم "إكس" المتبقي، للحصول
على زوج "إكس إكس" الخاص بالأنثى.
واستُخدمت
الخلايا المحولة لتكوين بويضات، جرى تخصيبها بنطفة ذكر فأر، ثم زرعها في رحم فئران
بديلة.
وقال هاياشي في مقابلة الشهر الماضي: "أمنيتي الأساسية هي المساهمة في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من العقم.. ما أفعله الآن هو علم الأحياء الأساسي للغاية".
لكنه حذر من أن عقبات كثيرة لا تزال تعترض التجارب
البشرية.
المنظور الأخلاقي
وبينما
قد يكون العلم مدفوعًا بالفضول، فإن الجميع يتفقون على أنه سيتم استخدامه لكسب المال من الأشخاص
اليائسين لمواصلة خطهم البيولوجي أو المستعدين فقط لدفع ثمن النسل الذي يختارونه.
ووصف
بن هورلبوت، عالم أخلاقيات علم الأحياء ومؤرخ
العلوم في جامعة ولاية أريزونا هذه
الطريقة بأنها "تحريف لقدسية الإنجاب باعتباره جانبًا أساسيًا من جوانب الحياة
البشرية"، مضيفا أنها "تجعلها مشروعًا صناعيًا يستجيب لرغبات العملاء في
المستقبل ويلهمهم ويغرسها".
بالفعل،
تتطلع العديد من الشركات الناشئة المدعومة برأس مال استثماري خاص إلى تسويق إنتاج بويضات
وحيوانات منوية مصنعة في المختبر، ربما أولاً في حيوانات المزرعة.
لكن
أحد الأسئلة الأخلاقية التي أثارتها طريقة "IVG" هو: من الذي يستفيد من هذا النوع من العمل؟
قال
هيرلبوت: "الطفل الذي سيخلق ليس لمصلحته، ولكن من أجل الآخرين.. هذا الطفل هو
تعبير عن رغبات الآخرين".
وأثار
العديد من الأشخاص في اجتماعات عقدت في الأكاديمية الوطنية للعلوم في أمريكا الأسبوع
الماضي، شبح إنجاب أطفال يبلغون من العمر 90 عامًا بهذه الطريقة، أو أطفال ينجبون أطفالًا،
أو يموتون منذ فترة طويلة.
وقال
هيرلبوت إن منظور التاريخ لا يجعل مجال الخصوبة يبدو جيدًا، ولا يبدو أن نهج
"الغرب المتوحش" يتغير.