سوق الأوراق المالية يشتعل بسبب الذكاء الاصطناعي

بقدر ما أثار الذكاء الاصطناعي السحر بقدر ما يثير القلق؛ حيث يكفي أن يُذكر الموضوع حتى يشتعل سعر سوق الأوراق المالية أو ينخفض، فهذا الأسبوع؛ قال سوندار بيشاي، رئيس غوغل، إن التغييرات التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي "هي أكثر عمقًا من تلك التي أحدثتها النار أو الكهرباء أو أي شيء تم القيام به في الماضي"، مؤكدًا أنها "ثورة حقيقية تتجاوز بالتأكيد ثورة الإنترنت".

نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا، ترجمته "عربي21"، قالت فيه إن جميع قطاعات الاقتصاد باتت تهتم بالذكاء الاصطناعي؛ بدءًا من التجارة ومرورًا بالطب ومعظم الصناعات، تهتم جميع قطاعات الاقتصاد وتتضاعف المبادرات.

ووفقًا لمحللي بنك يو بي إس السويسري، فيمكن أن يتجاوز سوق الذكاء الاصطناعي العالمي الناشئ تريليون دولار بسرعة، كما يؤكد جون بلاسارد، المحلل الإستراتيجي في بنك ميرابود: "يشهد هذا السوق نموًا مزدوجًا، ومع الابتكارات الحديثة، لن يتوقف تطويره".

وأوضحت الصحيفة أن المستثمرين لا يريدون تفويت فرصة المشاركة في هذا القطاع الجديد، وخاصة بعدما تسبب نجاح شات جي بي تي، أحدث منتجات مختبر شركة "أوبن إيه آي" الأمريكية، الذي تم إطلاقه في نوفمبر 2022، في هيجان حقيقي في سوق الأسهم حول متخصصي الذكاء الاصطناعي.

وأضافت الصحيفة أن المستثمرين يتدفقون على الشركات المدرجة في هذا القطاع، والتي تشتعل أسعارها حرفيًا.. وأحيانًا تنخفض بنفس السرعة، فقد تضاعفت قيمة سي ثري للذكاء الاصطناعي المتخصصة في برمجيات الذكاء الاصطناعي منذ بداية العام، ويعتبر أسهم الشركة بانتظام من بين الأسهم الأكثر تداولًا من قبل المستثمرين الأفراد في وول ستريت.

وبحسب المحللين؛ من المتوقع أن يصل حجم مبيعات هذه الشركة الشابة إلى 265 مليون دولار هذا العام بخسارة تقارب 50 مليون دولار، لكنها الآن يبلغ رأس المال للشركة أكثر من 2.5 مليار دولار. وقفز سهم ساوند هاوند، وهي شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي الصوتي والتعرف على الموسيقى، بنسبة 110 بالمئة منذ بداية العام.

في غضون ذلك؛ تضاعفت قيمة بيج بير للذكاء الاصطناعي، المتخصصة في تحليل الذكاء الاصطناعي التي حصلت مؤخرًا على عقد كبير مع البنتاغون، بأكثر من أربعة أضعاف منذ بداية العام.

من السابق لأوانه تحديد أبطال الغد
واعتبرت الصحيفة أن معركة الذكاء الاصطناعي ستكون بين الولايات المتحدة والصين، وفقًا لعدد من مديري الشركات التقنية؛ حيث يتمتع الصينيون بدور قيادي في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وليسوا مجرد مشاركين فيها، فهناك عدد من الشركات الصينية المتقدمة جدا في هذا المجال مثل دييب جلينت وهاوانج للتكنولوجيا، والتي قفزت أسهمها بأكثر من 70 بالمئة منذ بداية العام.

وذكرت الصحيفة أن الحالة الأكثر تعبيرًا عن جنون الذكاء الاصطناعي هي حالة شركة باز فيد للإعلام عبر الإنترنت، والتي انخفض سعرها بنسبة 90 بالمئة تقريبًا العام الماضي بعد اكتتاب عام فوضوي بالفعل في عام 2021، ولكن في نهاية يناير الماضي؛ ارتفع سهمها ليتجاوز خمسة دولارات بعد أن أعلنت الشركة عن تطوير محتوى باستخدام الدردشة، ثم هبط سعرها بعد ذلك لأقل من دولار واحد الآن.

ووفق الصحيفة؛ يرى محللو مؤسسة مورجان ستانلي المالية أن الهيجان الحالي حول الذكاء الاصطناعي في  الأسواق المالية شبيه بفقاعات عديدة حصلت سابقا عندما يكون هناك ابتكار جديد يتحمس الجميع له، مؤكدين أن إمكانيات هذه التكنولوجيا الجديدة حقيقية، لكن لا يزال من السابق لأوانه تحديد أبطال الغد.

وأثناء انتظار الرؤية بشكل أكثر وضوحًا، وفقًا للمؤسسة الأمريكية، من المؤكد أن مجموعات أشباه الموصلات والمتخصصين في السحابة هم الأكثر احتمالًا للاستفادة من نشر هذه التقنيات.

واختتمت الصحيفة التقرير بالقول إن رأيا شاركه مديرو بنك ديجروف بيتركام؛ حيث قالوا: "تميل نماذج الذكاء الاصطناعي إلى أن تفرض أكثر فأكثر وتتطلب المزيد من القوة، مما يخلق الحاجة إلى البنى التحتية السحابية وأشباه الموصلات"، ووفقًا لهم؛ ستكون أمازون ومايكروسوفت من بين المستفيدين الكبار، فيما تراهن مؤسسة مورجان ستانلي أن شركة تايوان لرقائق أشباه الموصلات ستكون المورد الوحيد لمعالجات الرسوم المتطورة من نفيديا وهي المعالجات الضرورية لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي.