قال
المتحدث العسكري للقوات المسلحة
المصرية، العقيد غريب عبد الحافظ، إنه
"تم إجلاء قوات مصرية في 3 طائرات عسكرية من إحدى القواعد العسكرية في
السودان
إلى مصر"، مشيرا إلى أن "وجودهم كان بهدف عمل تدريبات مشتركة".
وأضاف
عبد الحافظ في بيانه: "كما تم صباح اليوم الخميس ٢٠ نيسان/ أبريل، وبالتنسيق مع
الجهات السودانية المعنية والدول الصديقة والشقيقة واللجنة الدولية للصليب الأحمر
بالسودان، تأمين وصول باقي عناصر القوات المسلحة المصرية لمقر السفارة المصرية
بالخرطوم، تمهيداً لإجراءات إخلائهم من الأراضي السودانية فور استقرار الأوضاع
وتوفر الظروف الأمنية المناسبة لـعودة
الجنود المصريين من السودان".
بالمقابل، وفقا لوكالة الأناضول، قال الجيش السوداني الذي يقوده عبد الفتاح البرهان في بيان له، إن "الجنود المصريين
الذين تم إجلاؤهم إلى القاهرة ليسوا نفس الجنود الذين تم أسرهم من قبل قوات الدعم
السريع في مطار مروي العسكري والبالغ عددهم 28 جنديا".
"أسر
دون مقاومة"
من
جهته، قال السفير عبد الرحمن خليل، الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية، إن
"الجنود المصريين تم تحريرهم من قبل القوات السودانية، وتم ترحيل 177 جنديا بالتنسيق مع القوات المصرية إلى القاهرة، والبقية الآن داخل السفارة المصرية
بالخرطوم، ريثما يتم نقلهم عندما تتحسن الظروف".
وأكد
أنه تم التنسيق بين السودان ومصر والصليب الأحمر في هذه العملية.
وحول
أسباب تواجد الجنود المصريين في قاعدة مروي العسكرية في السودان، أوضح خليل
لـ"عربي21"، أن "وجودهم في مطار مروي يأتي في إطار التحضير
للبرنامج التدريبي المشترك بين القَوات الجوية في البلدين فيما يعرف بحماة النيل، المقرر في أيار/ مايو المقبل".
ولفت
إلى أنه "لم يكن هناك أي مقاومة في أثناء تعرض المطار للهجوم من متمردي الدعم
السريع"، مؤكدا أنه "لا وجود لقوات أجنبية أخرى في المنطقة".
وحول
أسباب تأخر تسليم الجنود المصريين للقاهرة، قال السفير إن التأخير جاء بسبب عدم وجود
مطار آمن حتى الآن".
"أسرى
عند الجيش"
بالمقابل، قال المستشار القانوني لقوات
الدعم السريع، محمد مختار، إن "الجنود المصريين
المتبقين وعددهم 28 هم أسرى عند القوات المسلحة، لكن فيما يخصنا نحن، الجنود
المصريون الذين وجدناهم في قاعدة مروي قرب المطار تم تسليمهم عبر الصليب الأحمر للإخوة
المصريين، وكانوا بالحفظ والصون، وكنا نتعامل معهم تعاملا راقيا جدا وفقا لما هو
مُجهز ومُتابع عبر أجهزة الإعلام الرسمية".
وحول
المهام التي كانوا يقومون بها في السودان، ولماذا تم تأخير تسلميهم، قال مختار
لـ"عربي21": "نحن لا نستطيع معرفة ماهية هذه المهام حتى الآن، ولم
نستجوبهم حولها، فهذا أمر متروك للجهات الاستخباراتية، فهي التي تعلم الأدوار التي
كانوا يقومون بها في السودان، ومعرفة دوافع وجودهم فيها".
ونفى
مختار صحة المقاطع التي انتشرت وتظهر جنود مصريين في السودان بطريقة وصفها البعض بالمهينة، وقال إنه "لم يتم إهانة أي جندي مصري بتاتا".
وأكد
أن "واجب قوات الدعم السريع كان الحفاظ على أمنهم لحين وقت تسليمهم للقاهرة
وأهاليهم عبر الصليب الأحمر، والأمور تمت بسلام وسلاسة. أما عملية التأخير، فسببها
أن الجنود والضباط المصريين كانوا موجودين في مروي، وهي منطقة بعيدة، وكانت قواتنا
كلها في حالة اشتباك، وبالتالي هذا هو سبب التأخير فقط".
وحول
من هي الدول التي توسطت لإعادة الجنود المصريين للقاهرة، قال مختار: "ليس
بيننا وإخوتنا المصريين أي وساطة، فمصر دولة شقيقة لنا، ولدينا معها علاقات تاريخية
وتواصل مستمر، كذلك هناك مصالح مشتركة بين البلدين، وهي محفوظة، والعلاقات الشعبية
بين الجانبين علاقات متجذرة ومتأصلة، وبالتالي لا نحتاج لأي وساطة".
وتابع:
"لكن كان هناك بعض الجهود الدولية والتي نشكرها، ومن ضمنها جهود الإمارات،
والسعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفيين، وعدد من الإخوة السفراء في السودان،
ونحن نقدر هذه الجهود، والتي ساهمت معنا في تمكيننا من تسليم الإخوة المصريين في
أقرب فرصة ممكنة عبر الصليب الأحمر".
يُذكر
أنه بداية المعركة بين الجيش السوداني وقوات الدعم
السريع كانت في محيط مطار مروي والقاعدة العسكرية بقربه، تم احتجاز جنود مصريين في السودان، واستمر احتجازهم لمدة ستة أيام منذ بدء المعركة.