نفى
مدير
الحج السوري سامر بيرقدار في حديث خاص لـ"عربي21" الأنباء عن نية
السعودية
تسليم ملف الحج السوري للنظام السوري، مؤكداً أن "لجنة الحج العليا
السورية" (تابعة للائتلاف المعارض) تعمل على إدارة ملف الحج السوري منذ عقد،
وأنها مستمرة في خدمة
حجاج سوريا.
وجاء
نفي بيرقدار على خلفية التقارب السعودي مع النظام السوري، والزخم الذي أعطته زيارة
وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد الأولى منذ اندلاع الثورة السورية في
العام 2011 إلى السعودية، لهذا المسار.
وكانت
تقارير إخبارية قد تحدثت عن توجه الرياض لإعادة تسليم ملف الحج للنظام السوري، بعد
أن سحبت منه هذا الملف في العام 2013، وسلمته للمعارضة كخطوة لسحب الشرعية عن
النظام السوري.
وقال
بيرقدار إن "لجنة الحج" عملت منذ تسلمت هذا الملف بحيادية ولم تفرق بين
أي من مكونات الشعب السوري، معتبراً أن "السعودية تعلم جيداً أنه لو تم تسليم
هذا الملف للنظام، فإن أكثر من نصف الشعب السوري سيحرم من أداء مناسك الحج".
وأبعد
من ذلك، أكد مدير الحج السوري أن "لجنة الحج" بدأت عمليات تسديد الدفعة
الأولى من كلفة الحج للمقبولين في هذا الموسم 1444هـ 2023م، بعد أن وقعت كافة
العقود مع وزارة الحج في السعودية وكامل المؤسسات التابعة لها والتي تعمل على خدمة
الحجاج السوريين.
وأشار
بيرقدار إلى أن مكاتب اللجنة شهدت في هذا العام إقبالا كبيرا على التسجيل، وقد بلغ
عدد المسجلين ما يقارب الـ43,000، وتم قبول 22,500 حاج وهي حصة سوريا لهذا الموسم.
وكانت
المملكة قد طالبت السوريين الراغبين بأداء الحج لهذا الموسم، باستصدار جوازات
سفر صادرة عن النظام السوري، خلافاً للمواسم السابقة، حيث كانت المملكة تعتمد
الجوازات الصادرة عن الائتلاف.
وفي
هذا الإطار، قال بيرقدار إن "التأشيرات لها متطلبات، ولجنة الحج تعمل على
إنهاء هذه المتطلبات، ومن ثم يأتي دور القنصليات لمنح التأشيرات بعد رمضان بشهر تقريباً.
بدوره،
نفى مصدر رسمي من "الحكومة السورية المؤقتة" لـ"عربي21" أن
تكون المملكة قد أبلغت الائتلاف أو الحكومة المؤقتة بنيتها تسليم هذا الملف إلى
النظام السوري.
وقال
المصدر طالبا عدم ذكر اسمه، إن رئيس الحكومة المؤقتة ورئيس لجنة الحج العليا
السورية عبد الرحمن مصطفى كان قد أجرى زيارة في مطلع العام 2023 إلى
مكة المكرمة
بدعوة رسمية، لإتمام ترتيبات اتفاقية الحج السوري مع وزير الحج والعمرة السعودي
توفيق الربيعة.
ويؤكد
ذلك من وجهة نظر المصدر أن لجنة الحج العليا هي الجهة المعتمدة من السعودية لإدارة
هذا الملف.
في
المقابل، لا تستبعد مصادر سورية أن تُعيد السعودية تنظيم هذا الملف للنظام السوري،
بعد التقارب الأخير، وخاصة أن النظام السوري قد هاجم مراراً الرياض، بسبب رفضها
توقيع اتفاقية تنظيم الحج معه، زاعماً أن "السعودية تمنع السوريين من أداء
هذه الفريضة".
ويؤيد
ذلك الصحفي السوري عبد العزيز الخطيب، مرجحاً لـ"عربي21" أن يطالب
النظام خلال المفاوضات مع السعودية بإعادة هذا الملف إلى وزارة الأوقاف التابعة
له، وقال: "باعتقادي لن تمانع المملكة هذا الطلب، لأن تنظيم المعارضة لملف
الحج خلق بعض الإشكاليات المتعلقة بمشكلة تأمين جوازات السفر، حيث يحتكر النظام
السوري هذه الإجراءات".
وبحسب
الخطيب، فإنه مع اقتراب موسم الحج لم يعد ممكنا على المملكة سحب ملف الحج السوري
من المعارضة، مختتماً بقوله: "لكن يبدو أن الأمور ستتغير في موسم حج
2024م".