نشرت صحيفة "واشنطن بوست"
تقريرا للصحفيين ميريام بيرغر ودان لاموث قالا فيه إن شهية واشنطن للاستخبارات عن
الأصدقاء والخصوم على حدٍ سواء معروفة جيدا للحكومات الأجنبية، وفي حال نسوها، فإن
التسريبات الأخيرة للمعلومات العسكرية السرية تعمل على تذكيرهم بها.
ولكن كما هو الحال دائما في التجسس،
فإن الشيطان يكمن في التفاصيل، والتي تم كشفها في تسريب وثائق سرية للغاية تكشف على
ما يبدو عن مدى التجسس الأمريكي. يتدافع المسؤولون الأمريكيون للرد بينما تقوم
الحكومات بتقييم الأضرار.
وقال
البنتاغون الاثنين الماضي إن
وزارة الدفاع تعمل "على مدار الساعة" لتحديد نطاق وحجم أي مادة مسربة،
وتأثير انتشارها وكيفية التخفيف من التسريبات المستقبلية.
وفي المحادثات مع نظرائهم، يقوم مسؤولو
الدفاع والدبلوماسيون بواجب الحد من الأضرار.
وقالت الخارجية الأمريكية الاثنين إن
المسؤولين الأمريكيين "يتواصلون مع الحلفاء والشركاء على مستويات عالية بشأن
ذلك، بما في ذلك لطمأنتهم بالتزامنا بحماية المعلومات الاستخباراتية".
في مثل هذه الحالات في الماضي أعربت
الحكومات الأجنبية عن غضبها أو سخطها لكنها واصلت العمل مع واشنطن.
من جانبها، قالت حكومة كوريا الجنوبية،
وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة، إنها ستناقش في وقت لاحق من هذا الشهر
"القضايا المثارة" من خلال المذكرات المسربة التي توضح بالتفصيل تجسسا
أمريكيا واضحا على كبار المسؤولين في سيول.
مع استمرار
واشنطن في البحث عن مصدر التسريب، قال مسؤولون أمريكيون إن الحادث ليس من المرجح
أن يكون له تداعيات كبيرة في علاقتها بسيول.
قال مسؤول
كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر: "بصراحة، تصرف
الكوريون حيال الأمر بكياسة ودقة".
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، بيانا الأحد الماضي يصف تقارير وسائل الإعلام حول مذكرة توضح بالتفصيل
التدخل المحتمل من جانب وكالة استخبارات الموساد في الاحتجاجات بأنه "كاذب
وبدون أي أساس على الإطلاق".
ووصف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم
الكرملين الاثنين الماضي الكشف عن تجسس أمريكي على دول أخرى بأنه غير مفاجئ.
وقالت وزارة العدل الأمريكية، الجمعة
الماضي، إنها تفتح تحقيقا في التسريبات التي تظهر معلومات عن ساحة المعركة
وتقييمات لقدرات أوكرانيا وإيجازات استخباراتية عالمية حول مجموعة من البلدان.
ويتعلق الكثير من المعلومات المسربة
بالحرب الروسية في أوكرانيا، وتفاصيل مدى تسلل واشنطن الواضح إلى الجهاز العسكري
لموسكو ومعرفة مسبقة بالخطط الروسية.
ومن المحتمل أن تواجه أجهزة التجسس
الروسية صعوبة في اكتشاف الشبكات أو المصادر البشرية التي تم اختراقها.
وقال غلين غيرستيل، المستشار العام
السابق في وكالة الأمن القومي: "إنها مثل شبكة أنابيب مسربة.. تريد معرفة
مكان الثقب وإصلاحه على الفور".
وأضاف أن ذلك سيخلق المزيد من التحديات
لوكالة الأمن القومي ووكالات التجسس الأخرى التي تتمثل مهمتها في الحصول على
معلومات استخبارية عن الخصوم الأجانب.
وأشار مسؤولو استخبارات سابقون إلى أن
الكثير من المعلومات تكتيكي، وبالتالي تقل قيمتها بمرور الوقت. لكن هذا لا يعني
أنه لا ضرر للمصادر والأساليب، خاصة على المدى القريب، حسب قولهم. وفي غضون ذلك،
يمكن لروسيا الاستفادة مما تتعلمه لتعديل خططها الحربية.
وقال ميخايلو بودولاك مستشار الرئاسة
الأوكراني يوم السبت على تويتر: "الهدف من 'تسريبات' البيانات السرية واضح:
تحويل الانتباه وإلقاء الشكوك والشكوك المتبادلة وإثارة الفتنة".
وقالت وكالة أمن الاتصالات الوطنية
الكندية، في بيان الإثنين، إنها وبناء على السياسة التي تتبعها لن تعلق، بما في
ذلك على الوثيقة التي يبدو أنها تصف اختراق مجموعة قراصنة موالية لروسيا لخط
أنابيب كندي.
كما رفضت فرنسا السبت التعليق على
تداعيات الوثائق، رغم أنها نفت المعلومات الواردة في مذكرة مسربة تقول إن الجنود
الفرنسيين موجودون في أوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان.
ونفت وزارة الدفاع البلغارية، في بيان
صدر الإثنين، أنها أجرت محادثات بشأن التبرع بطائرات ميغ -29 المقاتلة لأوكرانيا،
كما أشارت إحدى الوثائق.