أثار إعلان مندوب الرئيس الروسي الخاص في سوريا ألكسندر يفيموف، تأجيل موعد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية
تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، الذي كان متوقعاً الاثنين 10 نيسان/ أبريل الحالي، إلى أيار/ مايو المقبل، تساؤلات حول الأسباب، وما إن كان التأجيل يؤشر إلى تعثر مسار
التطبيع بين تركيا والنظام السوري.
وكان يفيموف قد أكد في تصريحات لصحيفة "الوطن" السورية شبه الرسمية، الأحد، أن انعقاد الاجتماع، جرى تأجيله إلى مطلع أيار/ مايو المقبل، مضيفا أن مسار تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري "طويل ولا يمكن حل جميع الملفات والمسائل ومناقشتها في جولة واحدة أو أكثر من المفاوضات".
وأعرب عن تفاؤله بإمكانية الوصول إلى نتائج إيجابية لعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، قائلاً: إن "المسار طويل، لكننا نتقدم في هذا المسار خطوة بعد خطوة".
وأشارت صحيفة الوطن إلى أن التأجيل "يأتي في ظل إصرار دمشق على التمسك بضماناتها الخاصة بإنهاء الوجود العسكري التركي على أراضيها، ووقف دعم التنظيمات المسلحة، والمساعدة في مكافحة الإرهاب ووقف التدخل في شؤونها الداخلية".
ويبدو أن تأجيل الاجتماع الذي كان متوقعاً يوم غد الاثنين جاء نتيجة طبيعية لعدم تحقيق أي تقدم في اجتماع نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري الأسبوع الماضي بموسكو، وكذلك خلال اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في أنقرة الثلاثاء، لبحث مسار التطبيع بين أنقرة والنظام السوري.
وحول أسباب تأجيل الاجتماع، يقول المحلل السياسي المقرب من وزارة الخارجية الروسية رامي الشاعر، إنه "أساساً كان قد تم الاتفاق بخصوص يوم الاثنين من حيث المبدأ، ولكن لم يتم تثبيت هذا الموعد لأسباب عدة أهمها الإنهاك الجسدي لوزراء الخارجية نتيجة المهام التي قاموا بها في زيارات متعددة مؤخراً".
النظام السوري يحتاج إلى الوقت
وتابع لـ"
عربي21" بأن من بين الأسباب الأخرى أن "دمشق تحتاج إلى المزيد من الوقت خاصة أن إصرار الجانب التركي على الاستناد على اتفاقية أضنا لتبرير تواجده العسكري في الأرض السورية، شكل عامل مفاجأة لدمشق".
وبحسب الشاعر فإن "الوفد السوري برئاسة معاون وزير الخارجية أيمن سوسان لم يكن جاهزاً لهذا المستوى من النقاش ونقل وجهة النظر التركية إلى القيادة في دمشق، والتي تتجاهل نهائيا اتفاقية أضنا وتصر على وصف التواجد التركي بـ"الاحتلال" للأرض السورية، وتتجاهل أيضا كل معطيات الوضع على الأرض، وعلى أن الانسحاب التركي يجب أن يكون نتيجة اتفاق على قضايا عديدة توضع في ملف واحد، ومنها قضية اللاجئين، وقضية ما تبقى من الإرهابيين وقضية المعارضة السورية و فصائلها المسلحة وكيف سيكون دورها لكي يتم التوصل إلى الأمن والاستقرار في سوريا"، على حد قوله.
وبذلك يؤكد المحلل السياسي أن التأجيل جاء بسبب حاجة النظام السوري إلى وقت إضافي، مستدركا بأن "اللقاء سيتم بشكل أكيد، وكنت سابقا ذكرت أن المبادرة التي تسعى إليها مجموعة أستانا لتسوية العلاقة بين سوريا وتركيا، تحتاج لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر".
أما الخبير بالشأن الروسي الدكتور محمود حمزة، فيقول إن تأخير اجتماع وزراء الخارجية "هو بالأمر المتوقع بالنظر إلى إصرار روسيا على استكمال هذا المسار، رغم فشل اجتماع نواب وزراء الخارجية.
وشارك أيمن سوسان نائب وزير الخارجية ممثلاُ عن النظام السوري في الاجتماع التمهيدي، و نائب وزير الخارجية التركي بوراك أكجابار ممثلا عن تركيا، وميخائيل بوغدانوف ممثلاً عن روسيا، وعلي أصغر حاجي مستشار الشؤون السياسية لوزير الخارجية ممثلا عن إيران.
وفي حديثه لـ"
عربي21" يلفت حمزة، إلى التصريحات الصادرة عن رئيس وفد النظام السوري أيمن سوسان، عندما قال إن "نظامه لن يصالح تركيا ما لم تسحب الأخيرة قواتها من سوريا".
النظام السوري يراوغ
ويضيف أن من الواضح أن المسعى الروسي لعقد لقاء قريب بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد لقاء وزراء الخارجية، ومع حلول عيد الفطر، قد فشل أو تعثر، بسبب مراوغة النظام.
و"روسيا مسؤولة عن ذلك، لأنها جعلت النظام يشعر بأنه المنتصر، علماً بأنها لو تركته بدون حماية لكان انهار"، كما يرى حمزة.
وتولي روسيا أهمية كبيرة لمسار التقارب بين تركيا والنظام السوري، واستضافت لذلك اللقاء التمهيدي على مستوى نواب وزراء الخارجية، على أمل اجتماع وزراء الخارجية قريباً.