تواصل أوساط
الاحتلال التحريض بصورة مكثفة على
فلسطينيي48، بزعم أنهم امتداد للمقاومة
الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن
الجديد فيه أن التحريض وصل لقياداتهم السياسية، بزعم أنهم يشاركون في مؤتمرات
سياسية في الأراضي المحتلة، واتهامهم بمحاولة إشعال النار في القدس المحتلة خلال
شهر رمضان، في مشهد مكرر لما حصل عشية هبة الكرامة في مايو 2021.
يشاي فريدمان، الكاتب
في
صحيفة مكور ريشون، قال إنه "بعد شهر من اندلاع انتفاضة الأقصى 2000، وصل عضو
الكنيست آنذاك محمد بركة لجامعة بيرزيت، وأعلن أمام طلابها أننا "نحن أبناء
الشعب الفلسطيني في فلسطين: الجليل والمثلث والنقب، لدينا مهمة التضامن مع شعبنا
الفلسطيني والانتفاضة، ويجب أن نساهم بقوة بدفع مكانتنا الخاصة في نضال شعبنا
الفلسطيني من أجل التحرير والاستقلال"، وبعد مرور 23 عامًا منذ ذلك الحين، أصبح
بركة ابن 67 عامًا رئيسًا للجنة المتابعة لفلسطينيي48، ويواصل الوقوف مع المقاومة
الفلسطينية".
وأضاف في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "قادة فلسطينيي48 يواصلون النطق بنفس الرسائل السياسية،
ويلتقون مع كل عنصر معاد لإسرائيل، ويحتفل بالأسرى المفرج عنهم، ويزداد نشاطهم
السياسي في أيام شهر رمضان، خاصة عندما يكون التوتر بين اليهود والفلسطينيين في
ذروته، ويستغلون الفرصة لإثارة حماس الجمهور الفلسطيني، واتهام حكومة الاحتلال بإشعال المنطقة، لأنها تقتل الفلسطينيين بدم بارد في اطار سياستها ضد الشعب
الفلسطيني، وتخطط لمواجهة في القدس لخلق أجندة سياسية متطرفة وخطيرة".
وأشار إلى أن
"جزءًا أساسيا من قيادات فلسطينيي48 المعادين لإسرائيل يتمثلون بقادة الجناح
الشمالي من الحركة الإسلامية بزعامة الشيخ رائد صلاح، فيما تسعى لجنة المتابعة في
تصريحاتها وأفعالها لإعطاء تعبير موحد على فلسطينيي48 بأسرهم، تضامناً وسياسياً،
ولذلك فإن نشاطها له صلاحية مختلفة، لأنهم هيئة قيادية فوق خلافات الرأي في
السياسة الداخلية، ومع الوقت أصبحت اللجنة من أكثر الهيئات تطرفا في قيادة المجتمع
الفلسطيني، تحتضن وتهيئ كل عنصر راديكالي".
وأوضح أن "بركة
وغيره من قادة فلسطينيي48 حاضرون بانتظام في مسيرات دعم المقاومة الفلسطينية،
والمشاركة في اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا وعد بلفور، وعرض ملصقات تدين اللورد
بلفور، وأغاني معادية للصهيونية، ومهاجمة قانون الجنسية والنهج التاريخي
للصهيونية، كما حرصوا على إظهار حضورهم في هذه الفعاليات التي تحظى بدعاية كبيرة،
فضلا عن مشاركتهم بفعاليات "يوم الشهيد الفلسطيني"، وزيارة المعارض التي
تمجّد المقاومين، بوصفهم قدموا أغلى ما لديهم، وهو حياتهم من أجل الوطن".
وزعم أن "لجنة
المتابعة قادت العديد من أعمال الاحتجاج في المدن الفلسطينية المحتلة، وعملت في
نهايتها على مساعدة المعتقلين على أفعالهم، وسعت لإثارة أحداث مايو 2021 في شهر
رمضان في مدن اللد وعكا ويافا وغيرها، بالتزامن مع ما شهدته القدس المحتلة من
اشتباكات عنيفة وخطيرة، ونشرت اللجنة رسالة حثت فيها المقدسيين على شجاعتهم، وطلبت
من الهيئات الفرعية المحلية التي أنشأتها المسماة "اللجان الشعبية"،
العاملة في القرى العربية والمدن المختلطة الشروع بالمظاهرات".
ونقل عن "قادة
فلسطينيي48 أن مدينة القدس لديها أخوات عزيزات في يافا وحيفا وعكا واللد والرملة، ما دفع منظمات يهودية متطرفة لاتهام لجنة المتابعة بالقيام بثلاثة أعمال رئيسية
وهي: التحريض والتعبئة، وتنظيم المظاهرات الغاضبة، ثم دعم المحتجين، واحتضانهم،
وتمجيدهم، والمطالبة بإغلاق جميع ملفات التحقيق ضد المتظاهرين من فلسطينيي48، لأن
شرطة الاحتلال لا تملك صلاحية قمع احتجاجهم المشروع".
وتكشف هذه المواقف
الإسرائيلية العنصرية أن العداء لفلسطينيي48 ليس مقتصراً على القدماء منهم فقط،
ممن عاشوا النكبة، أو سمعوا عنها من آبائهم، بل إن التحريض يشمل اليوم الجيل
الأكثر شبابا وثقافة، الذي يواصل مقاومة الاحتلال، باعتبار ذلك جزءا من هويته
الفلسطينية.