لقب انتزعته من الدانمارك وآيسلندا وسويسرا وهولندا وفازت به لأكثر من مرة... ما السر في فوز فنلندا بلقب "الدولة السعيدة" في العالم؟
فصل الشتاء فيها طويل وقاس. مطبخها من دون نكهة. تكلفة المعيشة فيها مكلفة للغاية. معظم شعبها يعاني الاكتئاب وإدمان الكحول، لكنها للعام الخامس على التوالي تفوز بلقب "أسعد بلد في العالم".
فنلندا.. بلد الخمسة ملايين نسمة.. ماذا تعرف عنها؟ وما السر وراء سعادتها؟
"فنلندا" البلد الواقع في شمال أوروبا الحقيقة أنه جميل و ذو طبيعة خلابة تسحر كل زائر أراد اكتشاف غاباتها وبحيراتها. لكنك ستنبهر أكثر عند سماعك غرائب شعبها.
للفلنديين يوم وطني للفشل.. مؤكد أنك لن تصدق لكنها الحقيقة، ففي 13 تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام هناك عطلة للاحتفال بالفشل الذي يعتبرونه بداية للنجاح والطُموح.
الأكثر من هذا أنك مهدد بغرامة مالية إذا قمت بجمع القمامة ووضعها في المكان الخاص بها،
غريب حقا.. لكن فنلندا مهووسة بحماية البيئة؛ فهي البلد الأول في إعادة التدوير في العالم، وبالتالي فإن عليك أخذ دورة خاصة في جمع القمامة، وأن تحصل على ترخيص للقيام بذلك.
والشعب
الفنلندي من أكثر الشعوب احتساء للقهوة، واستهلاكا للحليب والأجبان. والأغرب ما هو موجود على موائد طعامهم العجيبة، فهم يأكلون أصنافاً غريبة من الطعام. فأمر طبيعي أن تجد المُربى مع الدجاج والبيض تقدم مع بعضها البعض في نفس الوجبة!
لكن يبقى المُميز هو ولعهم بالقراءة والكتب، واعتبارهم الورود البيضاء والصفراء خاصة بالجنائز.
أكيد أنت الآن تنتظر الإجابة عن سؤال.. ما السر في جعلها تفتك "لقب السعادة" لسنوات من الدانمارك وآيسلندا وسويسرا وهولندا صاحبة المراتب الخمس الأولى؟
في تقرير السعادة العالمي لعام 2022 الذي تشرف عليه الأمم المتحدة مُنذ عام 2012، مؤشر مستوى السعادة العالمي يعتمد بالأساس على بيانات استطلاعات رأي تُجمع فيها تقييمات الناس لحياتهم في أكثر من 150 دولة، خصوصا إحصاءات معهد "غالوب" القائمة على أسئلة تُطرح على السكان بخصوص نظرتهم لمستوى سعادتهم.
هنا حدد المؤشر 6 مجالات للرضا عن الحياة:
أولا: أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الذي تعد فيه فنلندا ضمن الأعلى عالميا بمعدل 49 ألف دولار أمريكي سنويا لكل فرد، لارتباطه بمسألة الرواتب المرتفعة هناك.
ثانيا: الدعم الاجتماعي وتمتعها بأكبر شبكة تضامنية ومساعدات بين شعبها.
ثالثا: هامش الحريات الشخصية والحقوق المدنية.
رابعا: متوسط العمر المتوقع للفرد، فهي ضمن الأعلى عالميا بمتوسط 81.9 عاما لتمتعها بنظام صحي شامل وغير مكلف.
خامسا: "مؤشر الكرم" المرتفع فيها، فشعبها من أكبر الممولين للأعمال الخيرية.
سادسا: غياب مظاهر الفساد وتطبيقها للشفافية والنزاهة في معاملاتها الإدارية، في ظل رقابة أمنية قوية جعلتها أكثر الدول أمانا في العالم عام 2017.
ناهيك على التعليم المجاني في كل مراحل الدراسة ومساعدتك على إيجاد وظيفة عبر الدعم المادي والمعنوي..
كلها أسباب كفيلة بالرضا عن الحياة فيها والقول "نعم أنا سعيد" في فنلندا.