أجرى المرشح الرئاسي لـ"تحالف الأمة" التركي كمال
كليتشدار أوغلو، زيارة إلى منافسه زعيم حزب البلد
محرم إنجه، من أجل ثنيه عن خوض
الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 أيار/ مايو المقبل.
ويشير المراقبون، إلى أن ترشح محرم إنجه للرئاسة، أربك حسابات الطاولة السداسية التي سعت إلى توحيد
المعارضة على دعم كليتشدار أوغلو، وقد تؤثر هذه الخطوة في نسبة التصويت لصالحه.
وأثار ترشح إنجه للانتخابات الرئاسية، غضبا واسعا في حزب الشعب الجمهوري، وشنت وسائل إعلام محسوبة على المعارضة حملة شرسة على إنجه، متهمة إياه بتشتيت أصوات المعارضة.
والعلاقة بين الرجلين ليست بالجيدة، فقد استقال محرم إنجه من حزب الشعب الجمهوري وشكل حزبا جديدا، بعد خلافات حادة مع كليتشدار أوغلو.
ويشكل إنجه "الطريق الثالث" للناخبين غير الراغبين بالتصويت لصالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والناقمين من اصطفاف الطاولة السداسية -لاسيما حزب الشعب الجمهوري- مع حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المتهم بدعم منظمة العمال الكردستاني.
وأظهرت استطلاعات رأي تقدما في شعبية حزب البلد، خاصة بعد الاجتماع الذي عقده كليتشدار أوغلو مع زعماء حزب الشعوب الديمقراطي، وسجل استطلاع أجرته شركة "أوبتمار" حصول الحزب على 6.2 بالمئة من آراء المستطلعين.
وفي مؤتمر صحفي عقده إنجه مع كليتشدار أوغلو، أكد أن حزبه يؤمن بالتحالفات القائمة ضمن إطار المبادئ، وليس التحالفات المبنية على المصالح.
وتابع محرم إنجه، بأن موقف حزبه واضح تجاه "الإرهابيين" مثل "منظمة العمال الكردستاني و"غولن"، مؤكدا عدم تنازله عن الترشح للرئاسة.
"الشعب الجمهوري" لم يغلق الحوار مع إنجه
الكاتب التركي مراد يتكين، قال إن كليتشدار أوغلو لم يطلب من إنجه الانسحاب من الترشح للرئاسة، مشيرا إلى أن حزب الشعب الجمهوري لم يغلق الدفاتر معه بعد، وقد تحدث مفاجآت قبل الانتخابات، وذلك نقلا عن مصدر في الحزب المعارض.
وفي السياسة الداخلية التركية، هناك مثل معروف يعود للرئيس التركى الأسبق سليمان ديميريل، وهو أن "الـ24 ساعة مدة طويلة جدا في السياسة التركية".
وفي 31 آذار/ مارس (غدا الجمعة) ستنشر القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة في الجريدة الرسمية، وبدء الحملات الانتخابية للانتخابات الرئاسية، وهذا يعني أننا أمام ساعات قليلة حاسمة بشأن مساعي حزب الشعب الجمهوري لثني إنجه عن ترشحه للرئاسة.
محرم إنجه لن ينسحب.. كليتشدار أوغلو لا يريده
الكاتب التركي عبد القادر سيلفي في مقال على صحيفة "
حرييت"، رأى أن محرم إنجه لن ينسحب من سباق الرئاسة، وسيدخل الانتخابات باسم وشعار حزب "البلد"، مشيرا إلى أن المعارضة إلى جانب منظمة "غولن" وحزب "العمال الكردستاني" ستواصل الهجوم على إنجه.
وقال كليتشدار أوغلو، إنهم يسعون لتوسيع "طاولة خليل إبراهيم" (الطاولة السداسية)، لكنه لم يقدم تكليفا يقتنع به محرم إنجه، والسبب في ذلك أنه لطالما لم يرغب به سابقا، والزيارة هدفها أنه يريد رفع الحجة عنه، ويبقي دائرة الاتهام لإنجه على أنه يريد التشتيت، كما يقول الكاتب سيلفي.
ودعا كليتشدار أوغلو، منافسه إنجه إلى "طاولة خليل إبراهيم"، لكن زعيم حزب البلد يريد تحالفا في إطار المبادئ، وليس لدى زعيم حزب الشعب الجمهوري رغبة باحتوائه على الطاولة بقدر ما أراد مع تمل كارامولا أوغلو، وأحمد داود أوغلو، وعلي باباجان، وميرال أكشنار، وغولتكين أويصال.
وأوضح سيلفي، أن كليتشدار أوغلو لو أراد محرم إنجه، لذهب إليه بعروض لا يستطيع رفضها، ولتحدثنا اليوم عن انسحاب زعيم حزب البلد من الترشح للرئاسة وانضمام حزبه إلى التحالف.
محرم إنجه يصعب على كليتشدار أوغلو
الكاتب محرم ساريكايا في تقرير على صحيفة "
خبر ترك"، نقل عن مصادر في حزب الشعب الجمهوري أنه لن يتم تقديم عرض لإنجه، وأوضحت أن سبب ذلك يعود إلى عدم وجود ما يشير إلى إمكانية انسحاب إنجه، ولذلك فقد قرروا عدم تقديم أي تكليف له.
وتابعت المصادر، بأن حزب الشعب الجمهوري لم يكن لديه أي نية لتقديم عرض لإنجه أو منحه "نائب رئيس" أو حقيبة وزارية منذ البداية، وكانوا يهدفون فقط لتذكيره في الوقت المناسب حتى لا يعيقهم.
وتسود التوقعات لدى حزب البلد، بأنهم سيحققون تصويتا حاسما في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، ويعتقد أنه سيكون ملاذا لبعض ناخبي حزب الشعب الجمهوري.
وأكد ساريكايا أن محرم إنجه سيدخل سباق انتخابات الرئاسة في جولتها الأولى، ولن تكون المواجهة سهلة لكليتشدار أوغلو في حال لم يخرج بفارق ضئيل في الجولة الأولى، أو حصل على نتيجة قد تعقد الجولة الثانية.
من هو محرم إنجه؟
هو سياسي تركي، انشق عن حزب الشعب الجمهوري الذي يرى أنه ابتعد عن مبادئ أتاتورك، وأسس حزبه الجديد "البلد"، واستقطب من خلاله الكماليين المنشقين من"الشعب الجمهوري".
وكان نائبا في البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري في أربع فترات متتالية منذ العام 2002، وشغل في فترتين منصب نائب المجموعة البرلمانية للحزب.
وتم ترشيحه من "الشعب الجمهوري" لمنافسة أردوغان في انتخابات الرئاسة التركية التي أجريت في العام 2018، وجاء في المرتبة الثانية بحصوله على 30.67 بالمئة من الأصوات.
يوصف معلم الفيزياء محرم إنجه بأنه "علماني وسطي"، وأبدى مرات عدة دفاعه عن حريات المحافظين، ومعروف بعدائه للاجئين السوريين، وتوعد بترحيلهم إذا فاز بالانتخابات.