خلص تقرير رسمي في
بريطانيا إلى أن
الشرطة تستخدم
أسلوب
التفتيش العاري (بشكل كامل) لأطفال سود بعضهم لا يتجاوز من العمر ثماني سنوات؛ بشكل غير
متناسب مقارنة بالأطفال البيض.
وبحسب تقرير لمفوضة
الأطفال في إنكلترا، ديم راشيل دي
سوزا، فإن الأطفال
السود معرضون للتوقيف والتفتيش بعد خلع ملابسهم بحثا عن مواد
خطيرة أو أدوات حادة؛ أكثر بـ11 مرة من أقرانهم البيض.
وبين عامي 2018 و2022 تم تنفيذ 2847 عملية من هذا النوع في إنكلترا وويلز تحت بند
السلطة الممنوحة للشرطة لإيقاف الأشخاص في الشارع وتفتيشهم.
وأوضح التقرير أن 38 في المئة من الأطفال الذين تم تفتيشهم
هم من السود، بينما نسبة الأطفال السود من مجمل الأطفال في إنكلترا وويلز هي 5.9
في المئة، ما يعني أن عدد حالات التفتيش هي ستة أضعاف نسبتهم من عدد السكان، في
حين كان 42 في المئة هم من الأطفال البيض، رغم أن نسبتهم تبلغ 74 في المئة، أي أن
احتمال تفتيش البيض تقل بنسبة 44 في المئة. وبلغت نسبة الآسيويين 10 في المئة (1.1
مرة).
اقرأ أيضا: "تقرير كيسي": شرطة لندن عنصرية وهنالك تساهل في محاسبة عناصرها
وقالت مفوضة الأطفال إن خلل التوزيع النسبي بناء على
العرق "مقلق للغاية"، و"غير مقبول مطلقا"، في حين قال رئيس مجتمع
الشرطة السود إن هذا مثال آخر على العنصرية المؤسسية التي ينفي مسؤولو الشرطة وجودها،
وفق ما نقلته عنه صحيفة الغارديان.
وكان تقرير آخر صدر هذا الشهر (تقرير كيسي) قد تحدث
عن العنصرية والتمييز ضد النساء والملونين في صفوف الشرطة.
ويقول تقرير دي سوزا إن الشرطة تجاهلت القواعد الخاصة بالتفتيش العاري في أكثر من نصف الحالات، بينما لم تجد الشرطة أي شيء بعد التفتيش
في 51 في المئة من الحالات، فيما حصلت اعتقالات في 31 في المئة من الحالات.
وعبرت المفوضة عن القلق من تجاهل القواعد في هذه
العملية "التي تكون غالبا تجربة صعبة ومهينة".
ويلفت التقرير إلى أن عمليات التفتيش العاري للأطفال
أجريت في أماكن مختلفة، بما في ذلك أماكن عامة وعلى مرأى من الناس، وفي مدارس وفي
سيارات الشرطة، وبعضها تم إجراؤها على يد عناصر من جنس مختلف للطفل الخاضع للتفتيش.
و52 في المئة من الحالات تمت دون حضور أحد من البالغين الملائمين. وكان أصغر
الأطفال يبلغ من العمر ثماني سنوات. و95 في المئة من الأطفال الذين خضعوا للتفتيش
هم من الذكور.
وأشارت المفوضة إلى أن كثيرا من عمليات التفتيش غير
مسجلة، ما "يشير إلى غياب الشفافية" لدى الشرطة، وما يعني أن الأرقام
المسجلة هي الحد الأدنى في هذا السياق.
وكانت قضية فتاة قد أثارت الجدل العام الماضي، عندما كُشف
النقاب عن حالة الفتاة التي أطلق عليها اسم "الطفلة كيو" والبالغة من
العمر 15 سنة، حيث تم إخراجها من فصلها الدراسي وتفتيشها عارية رغم أنها كانت في
فترة دورتها الشهرية.
وقالت دي سوزا إن التنبيه للخلل في عمليات التفتيش
العاري لم يأت من تسريبات من الشرطة أو تقرير للحكومة، بل من "فتاة شجاعة
تبلغ من العمر 15 عاما تحدثت علنا، وبدونها فإن هذه الإخفاقات يمكن أن تستمر في
الخفاء ودون أن يتم الانتباه إليها".
ولم يعلق مسؤولو الشرطة على قضية عدم التوازن العرقي في
عمليات التفتيش التي تجريها، لكن الضابط كريج جيلدفورد، المسؤول في المجلس الوطني
لضباط الشرطة، قال إنه من الضروري مراعاة القواعد القانونية الإجراءات والتعامل مع
الأمر بحساسية عند التفتيش، إلا أنه شدد على أن هناك "حالات استثنائية مثل وجود خطر
مباشر لاحتمال إيذاء طفل، وهذا يجب أن يتم
بحضور بالغ مناسب".
وأشار استطلاع حديث إلى أن نسبة الأطفال السود الذين
يثقون بالشرطة لا تتجاوز 36 في المئة، وهذه تعادل نصف النسبة لدى الأطفال البيض.
وكان تقرير كيسي قد ذكر أن عمليات التفتيش العاري كما
يتم تنفيذها من شرطة لندن هي مثال "على المبالغة في ممارسات الشرطة وانعدام
التناسب في استخدام القوة ضد مجتمعات محددة". كما أشار إلى أن الأطفال السود
تتم معاملتهم معاملة البالغين، ما يعني في المحصلة استخدام قوة أكبر عند التدخل.
وحصلت ثلث عمليات تفتيش الأطفال في لندن، ما يعني أن
احتمال تفتيش الأطفال في العاصمة أكبر بمرتين مقارنة بالمناطق الأخرى.
اقرا أيضا: صادق خان يوجه اتهامات مثيرة لشرطة لندن.. بينها العنصرية ومقاومة التغيير