ما دلالات زيارة وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش اليمني إلى سقطرى؟

مثلت زيارة وزير الدفاع اليمني، محمد الداعري، ورئيس أركان الجيش، صغير بن عزيز، السبت الماضي، إلى محافظة سقطرى، حدثا جديدا ومهما، وسط تساؤلات عدة عن دلالاتها.

وكان الداعري وابن عزيز قد وصلا عصر السبت الماضي إلى مدينة حديبو، عاصمة سقطرى، برفقة قائد قوات الدعم والإسناد في التحالف، سلطان البقمي، في زيارة تعد الأولى لمسؤولين حكوميين من هذا المستوى، بعد ثلاثة أعوام من طرد السلطة الحكومية من الجزيرة، والسيطرة عليها من قبل الميليشيات الانفصالية المدعومة من أبوظبي في العام 2020.

وسقطرى عبارة عن أرخبيل من 6 جزر على المحيط الهندي، وكانت حتى نهاية 2013 تتبع حضرموت، قبل أن يصدر الرئيس اليمني، عبد ربه هادي، قرارا بتحويل الجزر إلى محافظة.

زيارة مهمة وترتيبات

وفي السياق، أفاد مصدر محلي مسؤول أنه للمرة الأولى يصل سقطرى وفد حكومي رفيع المستوى، منذ وصول رئيس مجلس الوزراء السابق، أحمد عبيد بن دغر  في عام 2018.



وقال المصدر في تصريح لـ"عربي21"، مفضلا عدم كشف هويته، إن هذه الزيارة الأولى لوزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش اليمني إلى سقطرى، للاطلاع على الأوضاع في اللواء الأول مشاة بحري والوحدات العسكرية والأمنية الأخرى في الأرخبيل، عن قرب والتماس احتياجاتها العسكرية.

كما أشار إلى أن وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، سيجرون عملية تفتيش داخل اللواء الأول وعتاده الحربي الذي يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، إضافة إلى ما قدمه التحالف بقيادة السعودية من دعم لوجستي من المركبات والأسلحة، والتي تم العبث بها من قبل الميليشيات الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي بعد سيطرتها على مقرات اللواء والمقرات الأمنية الحكومية الأخرى في حزيران / يونيو 2020.

وحسب المصدر المسؤول فإن المعلومات التي وصلت قبيل الزيارة، تشير إلى أن هناك ترتيبات قادمة وربما قيادة جديدة للواء الأول مشاة بحري في الأرخبيل.



وحول حجم الحضور الحكومي في ظل سيطرة ميليشيات الانتقالي بدعم من أبوظبي على الأرخبيل، أكد على أن هناك تواجدا لقيادات أمنية وعسكرية داخل الوحدات وفي الإدارات المحلية المدنية، ولكن بشكل قليل.

وبشأن غياب تلك القيادات العسكرية والأمنية الحكومية عن استقبال وزير الدفاع الداعري ورئيس أركان الجيش، ابن عزيز، أوضح المسؤول أن تلك القيادات كانت جاهزة للاستقبال، قبل أن يتم تأجيل موعد الزيارة إلى عصر السبت.

واتهم المصدر قائد اللواء الأول الحالي، عبد الله أحمد، بممارسة العبث بوحدات اللواء ونهب مرتبات الضباط والعسكريين فيها، حسبت تعبيره.

خلافات سعودية إماراتية

من جانبه، قال مصدر مطلع آخر لـ"عربي21" إن الزيارة لن تأتي بأي جديد، مؤكدا أنها جاءت نتيجة الخلافات القائمة بين السعودية والإمارات.

وقلل المصدر ذاته من أهمية الزيارة، وقال إنها هامشية لتسجيل موقف وإغاظة الطرف الآخر، أي أبوظبي، الذي يرى أن له الأحقية في السيطرة على سقطرى والتحكم بهذا الموقع الاستراتيجي الهام.

وقال إن السلطة الشرعية مغيبة تماما منذ سيطرة ميليشيات الانتقالي على الجزيرة.

وتابع بأنه تم استكمال أبعاد هذا الانقلاب من خلال تعيين المحافظ الحالي، رأفت الثقلي، من قبل رئيس المجلس الرئاسي قبل أشهر، والذي قام بدوره بإقصاء من تبقى من قيادات الدولة الشرعية في مختلف الإدارات والدوائر الرسمية في الأرخبيل.

وكانت القوات السعودية قد انتقلت في شباط/ فبراير الماضي إلى معسكر جديد أنشأته في محيط مطار سقطرى، بعدما أخلت مقرها السابق التابع لـ"هيئة حماية البيئة" وسلمته للسلطات المحلية هناك.

تحرك سعودي عال

من جهته، يرى الخبير العسكري الاستراتيجي، علي الذهب أن هناك عوامل كثيرة أدت إلى هذه الزيارة ومنها الاتفاقية الأمنية التي أبرمتها الحكومة مع الإمارات أواخر العام 2022، مضيفا أن تلك الاتفاقية ترضية لأبوظبي.

وقال الذهب في حديثه لـ"عربي21": "يبدو أن السعودية ترتب للخروج من اليمن، بحيث تضع أيدي القوات المسلحة اليمنية على هذه المناطق، بحيث يكون خروجها بطريقة منظمة ولا يوجه نحوها كثير من النقد".

وأضاف أن زيارة وزير الدفاع الداعري ورئيس الأركان، ابن عزيز إلى سقطرى، جاءت بالتوافق، لا سيما أن المجلس الانتقالي أصبح جزءا من العملية السياسية الحالية، وليس لديه القدرة لرفض هذه الترتيبات، حيث أن وزير الدفاع من المحافظات الجنوبية.



كما أن وجود رئيس أركان الجيش، صغير بن عزيز، مع وزير الدفاع في الزيارة إلى سقطرى، والذي ربما يثير بعض الحساسية جاء من أجل إثبات حسن النوايا، كون وزير الدفاع يتحرك في كل مكان دون أي اعتراض من قبل المجلس الانتقالي، وفق الخبير الذهب.

وأكد الخبير الاستراتيجي اليمني أن دولة الإمارات قبضت الثمن، وذلك من "الاتفاقية الأمنية" المبرمة معها، مشيرا إلى أن تلك الاتفاقية الغامضة، لا شك أن لها ثمنا كبيرا.

ويلفت الخبير العسكري الذهب إلى أنه لا شك، أن سقطرى، ستشهد ترتيبات قادمة، لا سيما، أن المحافظ السابق، رمزي محروس، عاد إليها في وقت سابق من الشهر الحالي.

وحسب الذهب فإن السعودية على ما يبدو تتحرك في مستويات أكثر من الفترة السابقة التي كانت قبل بضعة أشهر.

ومنذ حزيران/ يونيو 2020، يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً على سقطرى، بعد مواجهات واقتتال مع القوات الحكومية، وسط اتهامات لأبوظبي بالسيطرة على الجنوب؛ بهدف التحكم بثرواته وجزره وبسط نفوذها على موانئه الحيوية.