بالرغم من أن
كندا تحتفظ بعلاقات وثيقة مع الاحتلال، إلا أن تغريدة لوزير خارجيته
إيلي كوهين أثارت الغضب من خلال تعمده تجاهل قلق نظيرته الكندية ميلاني جولي
من التغيرات القانونية.
دانيال
أديلسون مراسل صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، كشف أن "كوهين تحدث مع جولي
في قضايا عديدة، لكنه نشر تغريدة على تويتر ذكر فيها أنه شكرها على دعمها للاحتلال
في الساحة الدولية"، ما أثار غضب وزارة الخارجية الكندية مما اعتبرته خداعًا،
ودفعها إلى نشر ملخص المحادثة كاملا بينهما، موضحة أنها تراقب عن كثب نشاطات حكومة الاحتلال
في ما يتعلق بالتغييرات القانونية.
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "كندا بذلك تنضم إلى قائمة الدول التي
تتحدث علانية ضد التغييرات القانونية في
إسرائيل، بجانب الولايات المتحدة وألمانيا،
حيث شددت وزيرة خارجيتها جولي على دعم كندا للديمقراطية وسيادة القانون والمؤسسات التي
تحميها، لكن كوهين أغفل عن عمد حقيقة أن نظيرته أعربت عن معارضتها للتغييرات القانونية
المخطط له من قبل الحكومة".
وأوضح
أن "كوهين كتب في تغريدته أنه أخبر نظيرته جولي بأهمية إدانة حزب الله بشدة لأنشطته
الخطيرة في جنوب لبنان، وتحدثا عن سبل منع إيران من الحصول على قنبلة نووية، وطلب منها
إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية، لكنهم في أوتاوا قرأوا هذه الكلمات، ولم يعجبهم
الانطباع الناتج عن طلب كوهين، بالنظر لحقيقة أن كندا بقيادة الحزب الليبرالي ترفض
الاعتراف رسميًا بالحرس الثوري منظمة إرهابية".
وأكد
أنه "ردًا على كوهين على تويتر، فقد نشرت وزارة الخارجية الكندية ملخص النص الرسمي
للمحادثة بين الوزيرين، ويظهر منه أن الحديث أثار عدة قضايا إضافية "نسيت"
وزارة الخارجية الإسرائيلية ذكرها، ويظهر الملخص أن الوزيرة الكندية دعت الحكومة الإسرائيلية
إلى وقف الإجراءات الأحادية الجانب التي تهدد جهود السلام، مثل توسيع المستوطنات غير
الشرعية وفق القانون الدولي، كما أنها أعربت عن قلق كندا العميق بشأن التصعيد الأخير للعنف
في إسرائيل والضفة الغربية وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات مهمة للحفاظ على الهدوء،
وتخفيف التوترات".
يظهر
رد الفعل الدبلوماسي الكندي على سلوك كوهين اتساع الفجوة بين تل أبيب وأوتاوا، رغم
أن جولي كانت واحدة من الأوائل في العالم الذين هنأوا كوهين علنًا على تعيينه في المنصب
في كانون الأول/ ديسمبر 2022، وغردت في ذلك الوقت في حسابها على تويتر، لكن السلوك
الفاشي للحكومة اليمينية في تل أبيب لم يبق لها الكثير من الأصدقاء حول العالم، بما فيهم الحلفاء
المقربون لاسيما الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
ليس
من المتوقع أن تكون كندا آخر الدول الغاضبة من دولة الاحتلال بسبب إجراءاتها الانقلابية
القانونية في الداخل، وعلى صعيد توتير علاقاتها في الخارج مع الفلسطينيين.
لم يتوقف
الأمر عند كندا، بل إن آساف زامير القنصل الإسرائيلي في نيويورك، هو أول دبلوماسي ما
زال يمارس عمله ينتقد علنا خطة حكومة نتنياهو لإضعاف نظام القضاء، معربا عن قلقه
من تداعياتها على النظام السياسي الإسرائيلي.
باراك
رافيد المراسل السياسي لموقع "
واللا" أكد أن "كلام زامير المفاجئ جاء
خلال فعالية مع مئات المتبرعين اليهود في نيويورك، وللتذكير فقط فقد استقالت سفيرة
إسرائيل السابقة في فرنسا يائيل غيرمان من منصبها في اليوم التالي لأداء الحكومة الجديدة
اليمين الدستورية، لأنها تعرّض شخصية وقيم إسرائيل للخطر".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "قادة الجالية اليهودية في نيويورك، ومعظم
أعضائها ليبراليون ومنتسبون للحزب الديمقراطي، أعربوا في الأسابيع الأخيرة عن قلقهم
المتزايد بشأن خطة الحكومة إضعاف النظام القضائي، وقبل بضعة أسابيع أكد إريك غودلشتاين
الرئيس التنفيذي لاتحاد نيويورك، أكبر الاتحادات اليهودية في الولايات المتحدة على
رسالة عامة انتقد فيها خطة حكومة نتنياهو بشدة، وبشكل غير طبيعي".