أثار
الانفجار الغامض الذي وقع الاثنين الماضي في مدينة
مجدو داخل الأراضي المحتلة عام 1948، قلق أجهزة الأمن الإسرائيلية، ما دفع قادة الاحتلال إلى إجراء مشاورات أمنية حول الحادثة.
وذكرت هيئة البث الرسمي الإسرائيلي "كان"، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يراقب عن كثب التطورات مع كبار رؤساء الأجهزة الأمنية"، مؤكدة أن نتنياهو الذي يواجه معارضة كبيرة "سيقوم بتقصير زيارته إلى برلين وسيعود غدا إلى تل أبيب".
وأجرى نتنياهو بعد ظهر الأربعاء "مشاورات أمنية" مع وزير الأمن الجنرال يوآف غالانت، علما "أن رئيس الحكومة يتلقى خلال الأيام الأخيرة تقارير أولا بأول ويراقب عن كثب التطورات مع كبار رؤساء الأجهزة الأمنية، خاصة بعد وقوع اعتداء مجدو".
وأوضحت "كان" أن "تنظيما غير معروف يُطلق على نفسه اسم "قوات الجليل - الذئاب المنفردة"، أعلن مسؤوليته عن محاولة تنفيذ تفجير قرب مفترق "مجدو" شمال مدينة أم الفحم الاثنين الماضي".
وجاء في بيان صادر عن التنظيم، أن "أحد عناصره زرع عبوة ناسفة في المفترق فانفجرت قرب إحدى السيارات، وتمكن زارع العبوة من الفرار"، بحسب كان.
"غير عادي"
ووصف الميجر جنرال احتياط يسرائيل زيف، الرئيس السابق لقسم العمليات في جيش الاحتلال، التفجير عند مفترق مجدو بأنه "اعتداء غير عادي للغاية"، مضيفا: "من البديهي أن الفلسطينيين لم يرتكبوه".
وأشار زيف إلى أنه "يتم التحقيق حاليا في الطريقة التي تم فيها إيصال العبوة الناسفة إلى المفترق".
وأفاد موقع "i24" الإسرائيلي، أن الانفجار الذي وقع في شارع 65 قرب مفترق مجدو "غير العادي" أدى إلى إصابة شاب من قرية سالم (21 عاما) بصورة خطيرة، موضحا أن وزير الأمن غالانت، أجرى تقييما خاصا للوضع بمشاركة رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز "الشاباك" رونين بار، ورئيس قسم العمليات الجنرال عوديد بسيوك، ورئيس قسم الاستخبارات العسكرية الجنرال أهارون حليوة ومسؤولين آخرين في جهاز الأمن.
وبحسب القناة "13" الإسرائيلية، استعرض المسؤولون أمام الوزير غالانت معطيات أولية من التحقيقات حول الانفجار، وأمر وزير الأمن بمواصلة الجهود "لضمان حياة عادية للجمهور في إسرائيل"، مؤكدة أن "التحقيقات في القضية لا زالت تحت حظر النشر".
وأشار الموقع إلى أن توثيق الانفجار أظهر الشظايا التي أصابت المركبة، حيث يعاني المصاب من "شظايا في كل أنحاء جسده ورأسه، وهو مخدر ومرتبط بأجهزة تنفس".
وذكر أن "قوات الأمن التي وصلت إلى المكان، بدأت بجمع الأدلة والمعطيات من موقع العملية، في المقابل فتحت تحقيقا بالموضوع، فيما يفحص الشاباك حاليا إن كان الحديث يدور عن عملية على خلفية قومية".
واهتمت وسائل الإعلام العبرية، بنقل تصريحات نائب القائد العام لهيئة أركان "كتائب القسام" الجناح العسكري لـ"حماس"، مروان عيسى، التي أكد فيها أن "الخطة السياسية في الضفة انتهت، وكذلك اتفاقية أوسلو، الأيام القادمة ستكون مزدحمة بالأحداث".
وهدد عيسى في تصريحاته الاحتلال من تداعيات أي انتهاك يطال المسجد الأقصى وقال: "كل تغيير بالوضع القائم بالمسجد الأقصى سيؤدي إلى زلزال في المنطقة، ونفسح المجال للمقاومة في الضفة الغربية والقدس، لأنهما الساحتان الفاعلتان في هذه المرحلة على المستوى الاستراتيجي"، مؤكدا أن "المقاومة في غزة لن تسكت، وسندافع عن شعبنا الفلسطيني بكل القوة المطلوبة".
ونبه "i24" إلى أن "تصريحات عيسى تأتي على خلفية الشبهات بوقوع عملية في شمالي إسرائيل، بعد انفجار عبوة ناسفة على شارع 65، وفرض حظر نشر على تفاصيل القضية"، لافتا أن "الشكوك تتزايد أن الانفجار هو حدث أمني".
من يقف خلف الانفجار.. حماس أم حزب الله؟
صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير أعده الخبير العسكري يوآف ليمور، ذكرت أن تقدير محافل الاستخبارات الإسرائيلية، أن هذه السنة هي "الأكثر تفجرا من أي وقت مضى".
وذكرت أن
حزب الله، "امتنع زعيمه حسن نصر الله منذ حرب 2006 عن تسخين غير منضبط للحدود مع إسرائيل، ولم يحد عن هذه السياسة إلا في الحالات القليلة التي هاجمت فيها إسرائيل في لبنان أو مست برجاله، ما تسبب بتوتر موضعي، وكانت للطرفين مصلحة في تهدئته لأجل الامتناع عن سوء تقدير من شأنه أن يؤدي لتصعيد، بل وإلى حرب".
وبالتوازي، "حماس سرعت في السنة الأخيرة تموضعها في لبنان، ويجري هذا النشاط بقيادة صالح العاروري، الذي يسعى لتثبيت جبهة إضافية ضد إسرائيل تستخدم في حالة تصعيد في غزة أو في الضفة، وجند العاروري مئات الفلسطينيين وتم تدريبهم على إطلاق الصواريخ وإعداد وزرع العبوات، بنية استخدامهم في يوم ما، ونشاط حماس يجري بالتنسيق مع حزب الله".
وأضافت الصحيفة: "هذه السياسة للنشاطات التي تتجاوز الساحات باتت تميز حماس في السنوات الأخيرة، فالمنظمة تشجع نشطاءها في الضفة على تنفيذ العمليات، وهذا من شأنه أن يجرنا لحرب مع غزة".
وذكرت "إسرائيل اليوم"، أن "انفجار العبوة قرب مفترق مجدو، وهي عملية نفذت بواسطة عبوة جانبية، من النوع المعروف جيدا لإسرائيل من عهد وجود الجيش الإسرائيلي في الحزام الأمني في جنوب لبنان"، في إشارة واضحة لاحتمال ضلوع حزب الله في العملية.
ونبهت إلى أن "هذا التحدي متعدد الساحات، ويلزم إسرائيل بسلوك متوازن ومسؤول في ظل تنسيق بالحد الأقصى مع جملة جهات منها؛ الولايات المتحدة، أوروبا والأمم المتحدة، مصر، الأردن ودول الخليج، في محاولة لمنع التصعيد".
ورأت أن "هذه مهمة غير بسيطة، فيما يكون في داخل الكابينت السياسي الأمني محافل هي بذاتها تضعضع الاستقرار وفي الوقت الذي يمزق فيه الخلاف حول التشريعات إسرائيل من الداخل؛ بما يهدد وحدتها وأهلية جيشها ومن شأنه أن يحفز الأعداء على العمل".