في الوقت الذي دخلت فيه الاحتجاجات الإسرائيلية
ضد حكومة اليمين الفاشي أسبوعها العاشر، فقد خرجت أصداؤها إلى خارج الحدود، حيث
وجهت دول حليفة للاحتلال التوجهات القانونية، واعتبروها أمرا مقلقا.
وقبل أسبوع من زيارة رئيس الحكومة
بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الألمانية برلين، وجه الرئيس فرانك فالتر شتاينماير
انتقادات غير عادية للحكومة الإسرائيلية، وقال إن بلاده قلقة "بشأن التغيير
الهيكلي الذي تخطط له"، فيما دعا أعضاء في الكونجرس الرئيس بايدن لتجنب
الإضرار بالمؤسسات السياسية الإسرائيلية"
إيتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة
يديعوت أحرونوت، نقل عن شتاينماير إشارة غير عادية للتغيرات القانونية في إسرائيل
خلال مؤتمر لجامعة حيفا، مستدلا على ذلك بخطاب ألقاه رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، ذكر فيها أن العملية التشريعية التي روجت لها الحكومة "خاطئة، وتقوض أسسنا
السياسية"، داعيا للتخلي عنها، رابطا بين التغيرات القانونية والوضع الأمني
في الشرق الأوسط".
وأضاف في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "هذا الانتقاد العلني للرئيس الألماني للإجراءات التي
تتخذها الحكومة الإسرائيلية في دولة صديقة أمر غير معتاد، لأن الرؤساء يبتعدون
تقليديًا عن القضايا السياسية، ويعبرون عن أنفسهم، مع العلم أن حديثه جاء قبل
أسبوع من وصول نتنياهو إلى برلين في أول زيارة له إليها منذ عودته إلى منصبه، فيما
أعرب رئيس جامعة حيفا البروفيسور رون روبين عن قلقه من إلحاق الضرر بالنسيج
الاجتماعي في إسرائيل، مؤكدا أن "البيت المنقسم لن يصمد على الوقوف"،
داعيا للإصرار الصارم على الفصل بين السلطات، لأنه شرط لا غنى عنه لازدهار المجتمع
الإسرائيلي".
وأكد أن "انتقادات الرئيس
الألماني سبقتها قبل أسبوعين انتقادات مشابهة من وزيرة خارجيته أنالانا باربوك، التي
أعلنت أنها قلقة بشأن التغيرات القانونية التي تخطط لها الحكومة، وأكدت أننا لا
ننكر أننا قلقون في العالم بشأن بعض البرامج التشريعية في إسرائيل".
في سياق متصل، أكدت الصحيفة أن
الانتقادات وصلت الولايات المتحدة، حيث خاطب مجلس النواب الرئيس بايدن، وطلب منه
بشكل غير عادي استخدام الأدوات الدبلوماسية المتاحة له لمنع الحكومة الإسرائيلية
من الاستمرار في إلحاق الضرر بمؤسساتها القضائية، وقد تم نشر مسودة الرسالة لأول
مرة قبل أسبوع، واتضح أنه تم التوقيع عليها من قبل عشرات من أعضاء الكونجرس، بمن
فيهم كبار المسؤولين، بعضهم من اليهود.
وأضافت أن "الرسالة روّج لها
اللوبي المؤيد لإسرائيل J-Street وقادته أعضاء الكونغرس الديمقراطيون؛ روزا
دي لاورو، وجيم ماكغفرن، وجين شيكوفسكي، وكتبوا أن مقترحات منح أعضاء الكنيست
السيطرة الكاملة على تعيين القضاة، وإلغاء المراجعة القضائية، والسماح للكنيست
بإلغاء أحكام المحكمة العليا، سيعرض النظام السياسي الإسرائيلي للخطر، ويضرّ
بقاعدة قيمة العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويعزز قوة المتطرفين، لأنها
تسعى عمليا لتعزيز الضمّ، ومنع أي إمكانية مستقبلية لتنفيذ حل الدولتين".
وأكد أعضاء الكونغرس في رسالتهم أنه
"بما أن إسرائيل تشهد احتجاجات حاشدة ومستمرة ضد التغييرات القانونية، فمن
الضروري أن تتمسك حكومتها بالمثل الديمقراطية، وتتجنب أزمة دستورية، لمنع استمرار
تقويض احتمالات حل الدولتين للشعبين".
لم يتصور نتنياهو في أشد كوابيسه حلكة
أن تصل حدة الانتقادات إلى أكثر حلفائه متانة في المنظومة الغربية، ما يعني زيادة
له في عزلة حكومته الفاشية، ومحاصرة له في المجتمع الدولي، الأمر الذي قد يصل إلى
خلافات حادة في الموضوعات السياسية، ما يزيد من أعبائه الحكومية الداخلية
والخارجية.