قال مسؤول
أمني لدى
الاحتلال الإسرائيلي، إن زيارات المسؤولين الأمريكيين تظهر أن البيت
الأبيض والبنتاغون يخشيان أن تفاجئ حكومة بنيامين نتنياهو، الولايات المتحدة بهجوم
على
إيران وتجر الأمريكيين إلى حرب في الشرق الأوسط لا يريدونها بينما يتم توجيه
معظم مواردهم ضد روسيا عقب غزو أوكرانيا، بحسب "
يديعوت أحرنوت".
ورأت الصحيفة في
تحليل نشرته، أنه من وجهة نظر الولايات المتحدة فإن المخاوف الحالية مماثلة لتلك
التي كان يشغلها الرئيس آنذاك باراك أوباما في 2010-2012، عندما خطط نتنياهو ووزير
الدفاع حينها إيهود باراك لضرب الإيرانيين.
ووصل رئيس
هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي في زيارة لم يتم التخطيط لها من قبل، وسيكون وزير
الدفاع لويد أوستن في "إسرائيل" في وقت لاحق من الأسبوع، كجزء من جولته
في الشرق الأوسط.
وتأتي زيارات المسؤولين
الأمريكيين بعد أن كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن
إيران قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 84 بالمئة في منشأتها تحت الأرض في فوردو.
وأثار الإعلان
قلقا كبيرا في أجهزة الأمن الإسرائيلية بعد أن كان معروفا سابقا وزن 70 كلغ. تم
تخصيب اليورانيوم الإيراني بنسبة 60 بالمئة.
وبحسب
الصحيفة، يعتقد المسؤولون الغربيون أنه بحلول نهاية عام 2023، سيكون لدى إيران ما
يكفي من المواد لإنتاج 10 أجهزة نووية.
وقال محمد
إسلامي، مفوض الطاقة الذرية الإيراني، إن الكمية الصغيرة من اليورانيوم شبه
العسكري كانت نتيجة خطأ فني معروف حدث في عملية التخصيب، لكن مسؤولي المخابرات
الإسرائيلية ما زالوا متشككين، مثل نظرائهم الأمريكيين.
وتعتقد "إسرائيل"
أن التخصيب بنسبة 84 بالمئة كان مخططًا له ويهدف إلى تحقيق هدفين: الأول هو جعل
العالم معتادًا على تحرك إيران البطيء، ولكن المستمر نحو القدرة النووية، وتجنب
الخطوات الدراماتيكية التي قد تثير هجومًا من قبل إسرائيل والغرب.
والهدف الثاني
هو تحذير الولايات المتحدة والأوروبيين من إمكانية تسريع وتيرة صنع قنبلة إذا لم
يتم رفع العقوبات التي فرضها الرئيس آنذاك دونالد ترامب، أو العقوبات الجديدة التي
فرضها مجلس الأمن الدولي بسبب المساعدة العسكرية لروسيا بالحرب في أوكرانيا.
ويهدف التحذير
إلى استخدام سياسة إدارة بايدن لتجنب الصراع العسكري في الشرق الأوسط بأي ثمن.
وتدرك طهران
تماما أن الوصول إلى مستويات تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 بالمئة سيجبر بايدن على
الرد إذا كان يفي بالتزاماته بأن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا.
ويخشى مسؤولو
المخابرات الإسرائيلية والأمريكية من عدم معرفة كافية عن تصرفات إيران وإنجازاتها
في برنامجها النووي.
وحذر الخبراء
من أن إيران ستحتاج إلى 18 شهرا أو عامين قبل أن تمتلك سلاحًا نوويًا قابلاً
للتطبيق، وإذا كانت هذه التقديرات خاطئة في الواقع، فستضطر إسرائيل والولايات
المتحدة إلى قبول إيران النووية على أنها حقيقة واقعة.
يشكل التعاون
العسكري بين إيران وروسيا مصدر قلق كبير لكل من واشنطن والاحتلال، واحتمال نشر
صواريخ الدفاع الجوي الروسية S-400 في إيران، فضلاً عن التطوير والإنتاج المشترك لطائرات بدون طيار هجومية دقيقة
وصواريخ باليستية وفرط صوتية محتملة قادرة على التغلب على دفاعات إسرائيل.