اهتمت الصحف العبرية، بزيادة الحركة الاحتجاجية في صفوف
قوات الاحتياط، وخاصة قوات سلاح الجو الإسرائيلي ضد ما تسمى بـ"الإصلاحات القضائية"، ما يرسل إشارات تحذير لـ"خطر وجودي" يهدد "إسرائيل" في ظل تنفيذ هؤلاء لتهديداتهم برفض الخدمة العسكرية.
وأوضحت صحيفة "
إسرائيل اليوم" في خبرها الرئيس الذي أعده الخبير يوآف ليمور، أن "المسؤولية العليا لقائد سلاح الجو الجنرال تومر بار، هي أن يكون طياروه وطائراته جاهزين لتنفيذ مهماته في كل زمان ومكان، مع التذكير بأن الكتاب الذي بعث به الجنرال بار، لرجال الاحتياط في السلاح هو ملاحظة تحذير، ليس لهم، بل لنا جميعا".
ونوهت إلى أن " الجنرال بار يفهم جيدا ما ترفض حكومة إسرائيل أن تفعله، بأن ثورة (الإصلاحات) القضائية تعرض للخطر أساساتنا المشتركة هنا؛ مجرد وجودنا، فيمكن الهزء بقدر ما تريدون بطياري سلاح الجو والادعاء أنهم "مجرد صوت آخر في صندوق الاقتراع"، مثلما يفعل غير قليل من المغردين، أما الحقيقة فمختلفة؛ فسلاح الجو هو بوليصة تأمين إسرائيل، فبدونه لا يوجد تأمين ولا دولة، وبدون طيارين لا يوجد سلاح جو، وبالتالي، فقد يكون الطيار صوتا آخر في صندوق الاقتراع، لكنه ليس جنديا آخر في
الجيش".
وأضافت: "الكثيرون يمكنهم أن يكونوا رجال دبابات أو مدفعية، فقط قلة من يمكنهم أن يكونوا طيارين، وإذا ما تركوا فلن يكون لهم بديل، علما بأن هناك من يوصي بعمل هذا"، موضحة أن "سلاح الجو يعتمد على منظومة احتياطه، وهذا هو الـ "DNA" السلاحي".
ولفتت الصحيفة إلى أن "رجال الاحتياط فيه يخدمون 50 يوما احتياطا في السنة وأحيانا أكثر، هم في تأهب دائم لقفزة يمكنها أن تأخذهم عميقا وبعيدا، هؤلاء هم الأفضل دون رتوش، هم جاهزون، لكن يوجد لهم رأي".
وأشارت إلى أنه "في الأيام الأخيرة عصف بهم مرتين: الأولى؛ حين زعيم أنهم يعملون ضد إسرائيل، ونزلوا عليهم بألقاب مشينة، والثانية؛ عندما اقترح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش شطب قرية حوارة لأن طياري الاحتياط، هم الذراع الفورية في كل هجوم، في كل مكان، وأحيانا في قلب سكان مدنيين".
ورأت "إسرائيل اليوم"، أن "تداخل الأمرين أدى بالكثيرين منهم إلى الطرف الأقصى، والجنرال بار يسمع الأصوات ويفهم إلى أين هذا يسير، وفي كتابه طلب من رجال الاحتياط ألا يكسروا القواعد، لكنه يعرف جيدا أن المشكلة ليست عندهم، فأزمة الثقة التي نشبت الآن، يمكن للحكومة فقط أن تحلها، وهي وحدها يمكنها فقط أن تمنع الصدوع من أن تصبح شرخا غير قابل للرأب".
وقالت: "إذا كانوا في تل أبيب يعتقدون بأنه يوجد لهم وقت، فهم مخطئون؛ طيارو الاحتياط يحذرونهم؛ أنه في المرحلة القادمة على وزير العدل ياريف ليفين والنائب سمحا روثمان (من حزب "الصهيونية الدينية")، أن يشحنا الطائرات ويقلعا للهجوم على غزة وبيروت".
وأكدت الصحيفة، أن "الأزمة هنا هي عميقة وغير مسبوقة ومهددة بالخطر أكثر من أي وقت مضى، ومثلما هو دور رئيس شعبة الاستخبارات تحذير
الحكومة من خطر الحرب فهو يحذر الآن قائد سلاح الجو من خطر داخلي يهددنا جميعا، ويجدر بتل أبيب أن تنصت له قبل أن يفوت الأوان".
جدير بالذكر، أن المظاهرات والاحتجاجات الإسرائيلية التي تتسع يوما بعد يوما رفضا لخطة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المتهم بالفساد الرامية إلى عمل "إصلاحات قضائية"، تكشف اتساع الخلافات الإسرائيلية الداخلية ما ينذر بحسب توقعات إسرائيلية بـ"حرب أهلية".
صحيفة "
هآرتس" في تقرير كتبه الخبير العسكري، عاموس هرئيل، أكدت أن "قائد سلاح الجو، كما يبدو، هو الضابط الأكثر قلقا في الجيش الإسرائيلي وفي هيئة الأركان العامة، وهو الآن يشبه شخصا يعيش على فوهة بركان".
وأوضحت أن "الرسالة التي أرسلها أول أمس قائد سلاح الجو، الجنرال تومر بار، للطيارين والملاحين في الاحتياط، تعكس كامل خطورة الوضع في السلاح، إزاء حجم وقوة الاحتجاج ضد الانقلاب النظامي".
ولفتت إلى أن "بار يقلق من عمق المشاعر في أوساط الكثير من رجاله بخصوص خطة الحكومة لتدمير الجهاز القضائي، وهو يعرف أي تأثير ضار يمكن أن يكون لقرار جزء منهم بالتوقف عن التطوع في الخدمة في الاحتياط إذا أجيز التشريع في الكنيست".
وأكدت "هآرتس"، أن "جهاز "الشاباك" قلق أيضا من المناخ التصعيدي في الشوارع وفي الشبكات الاجتماعية، ويخشى من اندلاع أعمال عنف"، منوهة إلى أن "رسالة الجنرال أرسلت بعد سلسلة لقاءات في الأسبوع الماضي في السلاح بين بار وجهات واسعة من ممثلي رجال الاحتياط وبين قادة الأسراب لرجالهم".