الرئيس الراحل رونالد ريغان كان قد اقترح توقيع معاهدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية
كانت المعاهدة الأخيرة المتبقية بين العدوتين اللدودتين
روسيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بالأسلحة النووية، وها هي موسكو تعلق مشاركتها في المعاهدة، بعد أن مرر البرلمان الروسي بغرفتيه في 21 شباط/ فبراير الماضي قانون تعليق عمل البلاد بمعاهدة "نيو ستارت" بشأن التسلح النووي، فما هي معاهدة نيو ستارت التي أمر بتعليقها الرئيس بوتين؟ وما أهميتها؟ وماذا يعني
الانسحاب منها؟
معاهدة نيو ستارت، هي المعاهدة الثالثة من سلسلة معاهدات ستارت، وهي اختصار لعبارة "Strategic Arms Reduction Treaty"، أي مُعاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية، وهذا يعني الصواريخ بعيدة المدى التي تستطيع حمل رؤوس نووية.
بدأ الحديث عن الاتفاقية في القرن الماضي، تحديدا في عهد الرئيس الراحل رونالد ريغان الذي اقترح توقيع معاهدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية.
وبموجب معاهدة ستارت 1؛ مُنع الموقعون عليها من نشر أكثر من 6000 رأس نووية؛ فوق 1600 صاروخ بالستي عابر للقارات والقاذفات.
وفي عام 1991 وقع جورج بوش الأب وميخائيل غورباتشوف معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية الثانية "ستارت 2" لخفض
الأسلحة النووية، حيث اتفقا على خفض عدد الرؤوس الحربية الاستراتيجية إلى 3500 بحلول العام 2003.
وفي عام 2010 وقع الرئيسان الروسي السابق دميتري ميدفيديف والأمريكي الأسبق باراك أوباما المعاهدة الثالثة من سلسلة اتفاقات ستارت.
معاهدة تهدف للحد من عدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية التي يمكن للبلدين نشرها، ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ رسميا بعد تصديق كل من الكونغرس الأمريكي ومجلس الدوما الروسي عليها عام 2011.
أهمية الاتفاقية
بموجب الاتفاق الموقع، يشارك مفتشون أمريكيون وروس على حد سواء بالمراقبة والتأكد من امتثال الجانبين للمعاهدة، إذ تلتزم موسكو وواشنطن بنشر ما لا يزيد على 1550 رأسا نوويا استراتيجيا و700 من الصواريخ بعيدة المدى وقاذفات القنابل.
معاهدة نيو ستارت لا تشمل كل الأسلحة حيث تتعامل مع الصواريخ النووية طويلة الأمد وعابرة القارات، وقد حددت المعاهدة ترسانة الدولتين النووية من الصواريخ عابرة القارات بما لا يزيد على 700 رأس نووي في قواعد أرضية، و1550 صاروخا نوويا في الغواصات والقاذفات الجوية الاستراتيجية، مع امتلاك 800 منصة ثابتة وغير ثابتة لإطلاق صواريخ نووية، أي خفض الحد الأقصى للرؤوس الهجومية بنسبة 30% وآليات الإطلاق الاستراتيجية بـ 50%.
ماذا يعني انسحاب روسيا من المعاهدة؟
في ظل الحرب المستعرة بين موسكو وكييف كانت نيو ستارت الضامن الوحيد المتبقي لمراقبة الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا، خاصة بعد انسحاب الدولتين عام 2019 من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى الموقعة بينهما عام 1987.
ما يعني وفق خبراء الخوف من عودة الطرفين لحقبة السباق النووي إلى جانب زيادة الردع النووي الروسي والردع يعني ثني الخصوم عن اتخاذ أي إجراء معاد، وهو ما بدا واضحا في خطاب بوتين "الذي ذكّر فيه العالم بحجم ترسانة موسكو وقوتها" واستعداده لاستعمال كل الوسائل الضرورية للدفاع عن وحدة الأراضي الروسية.