كشفت صور وتسجيلات عن دمار واسع حل ببلدة حوارة وقرى أخرى في
نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، جراء جرائم
المستوطنين الليلة الماضية، والتي طالت المنازل والمركبات الخاصة، فضلا عن شهيد وعشرات الإصابات في صفوف
الفلسطينيين.
حصيلة الاعتداءات
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن المستوطنين نفذوا، الليلة، نحو 300 اعتداء في بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية جنوبي نابلس.
وأضاف في تصريح له أن الهجمة الشرسة للمستوطنين والاعتداءات غير المسبوقة؛ طالت 30 منزلا في حوارة بين حرق وتكسير، وإحراق مركبات، في حين أظهرت صور صباح الاثنين تدمير وإحراق عشرات المركبات الفلسطينية.
وشن مستوطنون إرهابيون بحماية جنود
الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، هجوما واسعا على بلدة حوارة والقرى المجاورة لها، جنوبي نابلس، في تكامل للأدوار بينهم، ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة عشرات آخرين بجراح، فضلا عن تدمير وإحراق عشرات المنازل والسيارات الخاصة
وللتسهيل على المستوطنين في تنفيذ اعتداءاتهم، أغلقت قوات الاحتلال الحواجز المحيطة بمدينة نابلس ومنعت الفلسطينيين من المرور عبرها في كلا الاتجاهين، واحتجزتهم، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوبهم، كما أنها أغلقت مدخل بلدة بيتا الرئيسي بالمكعبات الإسمنتية، موفرة بذلك الحماية التامة للمستوطنين.
وأسفر هجوم المستوطنين، عن استشهاد الشاب سامح الأقطش، وإصابة أكثر من 392 آخرين بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، والضرب والاختناق، أحدهم وصفت جروحه بالخطيرة، وإحراق عدة منازل ومنشآت ومركبات، وترويع المواطنين، خاصة الأطفال.
حصار نابلس
وشددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، حصارها في محيط محافظة نابلس، ودفعت بقوات إضافية إلى محيطها، بالتزامن مع اعتداءات واسعة للمستوطنين على الفلسطينيين في بلدة حوارة ومحيطها.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال ما زالت تغلق حواجز حوارة وعورتا وطريق المربعة وزعترة، ومدخل بيتا بالمكعبات الإسمنتية جنوبي نابلس، فيما تعيق حركة المواطنين على مدخل بلدة صرة جنوب غربي المدينة، وتنتشر على مداخل المدينة.
مسيرات في غزة
لبى قطاع غزة، نداء حوارة جنوبي نابلس، حيث خرجت جماهير غفيرة بمسيرات في أرجاء القطاع، في حين تحرك شبان صوب نقاط التماس شرقًا وأطلقوا فعاليات الإرباك الليلي.
وقالت مصادر محلية، إن عشرات الشبان تحركوا منتصف الليل إلى مخيمات العودة شرق القطاع، وأشعلوا إطارات السيارات وشرعوا بفعاليات الإرباك الليلي وترديد الهتافات نصرة لحوارة.
وأضافت أن قوات الاحتلال أطلقت النار وقنابل الغاز باتجاه المتظاهرين الذين واصلوا فعالياتهم. دون أن يبلغ عن إصابات.
وشهدت مدن القطاع تظاهرات ليلية وتجمعات شبابية رفعت فيها أعلام فلسطين، ورددت الهتافات الوطنية المنددة بجرائم المستوطنين والداعية إلى تصعيد المقاومة.
مقتل مستوطنين
قتل مستوطنان إسرائيليان الأحد، في عملية إطلاق نار نفذها شاب فلسطيني استهدفت مركبة خلال مرورها عبر شارع حوارة الرئيسي، وسط بلدة حوارة، جنوبي مدينة نابلس.
وأظهرت فيديوهات وصور تناقلها نشطاء وصحفيون فلسطينيون، إصابة مستوطنين اثنين بالرصاص، ومحاولة مسعف إسرائيلي "إنعاش" أحدهما.
وأشار شهود العيان، إلى أن فلسطينيًا أطلق النار على مركبة المستوطنين وسط حوارة، وأصاب من بداخلها إصابة مباشرة؛ قبل أن ينسحب من المكان.
وقال متحدث باسم الاحتلال، إن شاباً فلسطينياً مسلحاً وصل بسيارته إلى مفترق "عينبوس"، في منطقة "لواء شمرون"، وأطلق النار باتجاه سيارة كانت تمر أمامه.
مستوطنون يقتحمون الأقصى
اقتحم العشرات من المستوطنين المسجد الأقصى المبارك تحت حماية القوات الخاصة الإسرائيلية صباح الإثنين، في ظل تصاعد حالة التوتر في الأرضي الفلسطينية جراء تصاعد انتهاكات جيش الاحتلال والجماعات الاستيطانية.
وأوضحت إدارة المسجد الأقصى المبارك التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، أن "العشرات من المتطرفين اليهود اقتحموا المسجد الأقصى من قبل من باب المغاربة على شكل مجموعات".
وأفادت في حديثها لـ"عربي21"، أن "المجموعات الاستيطانية المقتحمة قامت جولات استفزازية داخل المسجد الأقصى، مع محاولات استفزاز مشاعر المسلمين، حتى أن بعض المتطرفين قاموا بأداء صلوات وطقوس تلمودية داخل المسجد".
ونوهت الأوقاف إلى أن "كل هذه الانتهاكات تجري داخل الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح"، مؤكدا أن "الأوضاع داخل المسجد الأقصى وفي باقي الأرضي الفلسطينية قابل للانفجار في أي لحظة".
وذكرت إدارة المسجد الأقصى، أن الوضع على أبواب المسجد الأقصى صعب، حيث تتواجد قوات الاحتلال التي تقوم بتفتيش المصلين والتضييق عليهم.
وتسود أجواء من التوتر الشديد داخل الأراضي المحتلة وفي مدينة القدس المحتلة، مع تصاعد الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وخاصة ما يجري بحق المواطنين في بلدة حوارة، حيث أحرقت عصابات المستوطنين مساء أمس العديد من المنازل والسيارات والمحال التجارية، إضافة إلى إصابة المئات من المواطنين، وكل ذلك بحماية جيش الاحتلال.