راقبت
أوساط الاحتلال السياسية والعسكرية عن كثب زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أوكرانيا
باعتبارها ترمز إلى دعم الولايات المتحدة بدون تحفظ لها، بالتزامن مع زيارة عضوي الكنيست
يولي إدلشتاين وزئيف إلكين إلى كييف، مما قد يشكل دعما رمزيا إسرائيليا لها، بجانب
الرئيس الأمريكي، وفي الوقت ذاته يستدعي من
إسرائيل اتخاذ خطوات عملياتية في ظل التعاون
العسكري المتنامي بين روسيا وإيران في
الحرب الأوكرانية التي تدخل عامها الثاني بعد
أيام قليلة.
أركادي
ميل-مان رئيس برنامج روسيا في معهد دراسات الأمن القومي، والسفير الإسرائيلي السابق
في موسكو، زعم أن "زيارة بايدن إلى كييف مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب
في أوكرانيا حدث تاريخي، وترمز لدعم الولايات المتحدة بلا تحفظ لأوكرانيا، وقتالها
الذي لا هوادة فيه من أجل استقلالها وسلامتها الإقليمية، ومن ذلك الدعم المتمثل باستمرار
المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية، حيث تخللت الزيارة إعلان بايدن عن حزمة
مساعدات إضافية بـ500 مليون دولار، تشمل أنظمة دفاع جوي، وقذائف من جميع الأنواع تستخدم
بكميات كبيرة جدًا، أكثر من 150 ألفًا شهريًا، وأنظمة مضادة للدبابات ورادارات مختلفة".
وأضاف
في مقال نشره موقع "
ويللا"، وترجمته "عربي21" أنه "من وجهة
النظر الإسرائيلية، من الجيد أن تسبق زيارة وزير خارجيتها إيلي كوهين إلى أوكرانيا
قبل أيام زيارة بايدن، ليكون أول مسؤول إسرائيلي كبير يزور كييف، كما وصل رئيس وعضو
لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتاين زئيف إلكين بالتزامن مع وصول
بايدن للعاصمة الأوكرانية، وهنا أيضًا يمكننا رؤية بعد رمزي لصالح تل أبيب حين يقف
أعضاء الكنيست بجانب الأوكرانيين مع الرئيس الأمريكي".
وأشار
إلى أنه "في الوقت نفسه، وفيما وراء الأبعاد الرمزية لهذه التحركات المتلاحقة،
فإن إسرائيل مطالبة باتخاذ خطوات عملية خاصة في ضوء تعزيز التعاون العسكري بين روسيا
وإيران، وتجلياته الملموسة على أرض المعركة في أوكرانيا، لأنها ستسفر عن زيادة التهديدات
الإيرانية لإسرائيل إذا زودتها روسيا بطائرات مقاتلة متطورة من طراز سوخوي 35، وأنظمة
دفاع جوي إس400، ولذلك على إسرائيل ألا تتجاهل هذا".
تشير
زيارة بايدن لأوكرانيا بالتزامن مع زيارة عضوي الكنيست إليها، وقبلهما وزير الخارجية
كوهين، إلى أن هناك تحركا إسرائيليا لافتا تجاه الحرب الدائرة هناك، بعكس حراك الحكومتين
السابقتين في عهدي نفتالي بينيت ويائير لابيد، مما أثار تقديرات بشأن إمكانية استجابة
إسرائيلية بشكل أكبر للطلبات الغربية لمساعدة المجهود الحربي، وفي الوقت ذاته منع نقل
الأسلحة الفتاكة إليها خشية الغضب الروسي، ما قد يؤثر في استمرارية العدوان المتواصل
على سوريا، مع أن بدء عمل حكومة بنيامين نتنياهو أوائل العام الجديد أدى لزيادة التوقعات
الدولية بتغيير موقفها من حرب أوكرانيا.
هذا
يعني وجود العديد من الاعتبارات الإسرائيلية المتراكمة لتغيير السياسة الحالية تجاه
حرب أوكرانيا، أولها حاجة الاحتلال لدعم الغرب بالتزامن مع زحف إيران نحو العتبة النووية،
وثانيها تفاقم الخلافات الإسرائيلية الغربية حول التغييرات القانونية الداخلية، والاستيطان،
وخطر الانفجار مع الفلسطينيين، وثالثها إضرار سياسة "الجلوس على السياج"
بالعلامة التجارية للاحتلال في العالم بظهوره دولة تخشى روسيا.