رجح تقدير
إسرائيلي
اتساع موجة
العمليات الفلسطينية التي تضرب الأراضي المحتلة، ردا على جرائم وإجراءات
حكومة الاحتلال، وخاصة تلك التي يقودها وزير الأمن القومي "عديم
التجربة" إيتمار
بن غفير، كما وصفته "معاريف".
وأوضحت صحيفة
"معاريف" في تقرير للخبير تل ليف رام، أن العمليات "الفتاكة"
التي وقعت في
القدس المحتلة، خاصة الاثنين، "تشير بقدر كبير إلى استمرار
اتساع موجة العمليات في القدس".
ونبهت بأن
"المعطيات تشير بشكل واضح إلى أن هذه هي البؤرة والبطن الطرية لإسرائيل؛ انعدام
الفصل، الفجوات في الاستخبارات، الاختلاط بين شطري المدينة، تجعل التصدي للعمليات
مع ظاهرة المنفذ الفرد مهمة معقدة، مع التأكيد على أن توفر السلاح يجعل من تلك الموجة أكثر
خطرا".
وأضافت: "مقابل
الضفة الغربية، حيث الأغلبية الساحقة من العمليات تحبط بواسطة المعلومات
الاستخبارية أو بواسطة دوائر حماية أخرى، في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، قتل فيها
11 مستوطنا إسرائيليا، وهذه إشارة خطيرة لشرطة إسرائيل ولوزير الأمن القومي إيتمار
بن غفير، السؤال الآن عن مدى جاهزية القوات للتصدي لموجة العمليات الحالية في
القدس".
ونوهت الصحيفة، إلى أن
"جاهزية في مستوى الاستخبارات، جاهزية عملياتية للوحدات، وأهلية أفراد الشرطة
وقوات الجيش في المهام اليومية المتعبة حين يصبح أفراد الشرطة أنفسهم هدف
المنفذين، وهؤلاء كانوا جزءا من وزراء الحكومة الحالية وبن غفير بخاصة عندما كانوا
في المعارضة، هم الذين اتهموا الحكومة السابقة بالمسؤولية عن موجة العمليات وعن كل
عملية وقعت في الميدان".
وقالت: "لو كانت
الحكومة الحالية تحاكم نفسها وفقا لاختبار الاتهامات التي كانت توجه للحكومة
السابقة، فإن الأسابيع الثلاثة الأخيرة، والتي قتل فيها في القدس وحدها 11
إسرائيليا ومن قطاع غزة أطلقت عشرات الصواريخ، لكانت تعتبر من الأشهر الأمنية
الأسوأ لإسرائيل في السنوات الأخيرة، وعلى الأقل في اختبار النتيجة وفي إحساس
الأمن في الشوارع".
ورأت
"معاريف" أن "مسؤولية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هي العمل بخطة
مرتبة، بهدف محاولة وقف ميل التصعيد، قد يكون نتنياهو (متهما بالفساد) مشغولا
بالثورة القضائية، لكن القدس في هذه الأثناء تهرب له، ويبدو أن وزير الأمن القومي،
المسؤول عن جبهة الأمن في المدينة، لم يجد بعد الأيدي والأرجل، فهو منشغل بالصغائر
وأساسا بالاستعراضات التي تتأثر بعلاقات عامة لحظية".
وأكدت أن "الوزير
بن غفير مضغوط من المعادلة التي وضعها لنفسه عندما اتهم سلفه في المنصب عومر
بارليف بالمسؤولية الشخصية عن الوضع الأمني في إسرائيل"، منوهة إلى أن
"بن غفير مشغول في كل ما ليس مرتبطا بالتصدي للوضع الأمني، صحيح أنه يحتاج لأن يتصدى للبناء الفلسطيني،
لكن هذا ليس له أي علاقة بالتصدي للعمليات، مثلما صدر عنه تصريح عن عملية
"السور الواقي2".
ولفتت إلى أن "بن
غفير، وبشكل مقصود، يخلط بين مفاهيم الحوكمة وإنفاذ القانون والوضع الأمني
الحالي"، موضحة أن "خطاب الضغط قد يخلق في نظره ردا تجاه الميدان، أما
عمليا فهو ذو إمكانية كامنة لتسخين الجبهة أكثر فأكثر".
وخلصت الصحيفة إلى أن
"تصعيدا دراماتيكيا في القدس كفيل بأن يؤثر على كل الساحة الفلسطينية، وإذا
كان نتنياهو معنيا بالامتناع عن مثل هذا التصعيد، فهو مطالب بأن يدير الوضع عن كثب، وألا يترك الدفة في يدي وزير عديم التجربة لا يبذل جهدا كما يبدو لأن يتعلم من
تجارب الآخرين".
جدير بالذكر، أن 5
عمليات فلسطينية؛ إطلاق نار ودهس وطعن، وقعت في مدينة القدس المحتلة خلال
الأسبوعين الماضيين، أدت إلى مقتل 11 مستوطنا إسرائيليا وإصابة العديد بينهم بجروح
خطيرة.
https://www.maariv.co.il/journalists/Article-980527 غزة - عربي21 - أحمد
صقر