دعا
المعارض الإيراني البارز، والمرشح الرئاسي السابق، مير حسين موسوي، إلى صياغة
دستور جديد لإنقاذ البلاد، معتبرا أن شعار "تطبيق الدستور دون تنازل"، الذي رفعه قبل 13 عاما، لم يعد فعالا.
وفي رسالة من مقره الإجباري، دعا موسوي إلى صياغة ميثاق جديد "يصوغه ممثلون منتخبون عن الشعب من أي مجموعة عرقية وبأي توجه سياسي وأيديولوجي، ويصادق عليه الشعب في استفتاء حر".
وأكد موسوي في رسالته أن إيران والإيرانيين "يحتاجون ومستعدون لتحول جذري ترسم خطوطه الأساسية الحركة النظيفة -المرأة، الحياة، الحرية- وهذه الكلمات الثلاث هي بذور المستقبل المشرق".
وقال مير حسين موسوي، إن "نفس الحق الذي كان أساس ثورة الشعب عام 1979، والدستور الحالي محفوظ للأجيال القادمة من أجل الحفاظ على الأمن العام ومنع العنف، وطالب موسوي بتغيير
النظام القائم. أو صياغة عهد جديد".
وختم المرشح الرئاسي السابق رسالته بالقول إنه "لإنقاذ إيران، تلك الأم التي فقدت منها طفلة اسمها الفرح، بعيون براقة، وضفائر طويلة بطول الأمنيات. فأي شخص لديه معلومات عنها فليخبرنا. هذه هي معلوماتنا: من جهة الخليج الفارسي، وعلى الجانب الآخر بحر قزوين"، وهي كلمات من قصيدة للشاعر الإيراني محمد رضا شفيعي كد كني.
وخلال الانتخابات الرئاسية لعام 2009، دعا مير حسين موسوي إلى "تنفيذ الدستور دون أي تنازل".
لكن في عام 2010، أعلن في بيان أن "القوانين الوطنية، بما فيها الدستور، ليست نصوصا أبدية وغير قابلة للتغيير".
وشدد موسوي آنذاك على أن "التغيير والتعديل الوحيد المقبول في الدستور هو الذي تتم صياغته في عملية التفاوض والحوار الاجتماعي بمشاركة جميع الطبقات والفئات الاجتماعية وتجنب الجمود والتفرد والإكراه".
إلى ذلك، استمر التفاعل مع صور الطبيب الإيراني والناشط الحقوقي المسجون فرهاد ميثمي، لليوم الثالث على التوالي بعد تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقضي ميثمي عقوبة بالحبس خمس سنوات وهو في السجن منذ العام 2018، لكنه مضرب عن الطعام منذ أسابيع احتجاجا على قمع السلطات الإيرانية التظاهرات المناهضة للنظام، وفق نشطاء.
ونشر محاميه محمد مقيمي صورا لموكله على "إنستغرام" عاري الجذع بدا فيها نحيلا للغاية، علما بأن ميثمي مسجون في سجن "رجائي شهر" في مدينة كرج القريبة من طهران، فيما لم يتّضح على الفور كيف التُقطت الصور.
وكتب مقيمي: "موكلي ناشط سياسي خسر من وزنه بشكل حاد بسبب الإضراب عن الطعام في السجن"، مضيفا أن ميثمي مضرب عن الطعام للمطالبة بوضع حد للإعدامات المتّصلة بالاحتجاجات وبإطلاق سراح السجناء السياسيين وبوضع حد للقيود الصارمة المفروضة على لباس النساء في إيران.
ووصفت منظمة العفو الدولية الصور بأنها "صادمة"، وقالت إنها تثير "قلقا بالغا على صحته وحياته بعد مرور أكثر من شهر على إضرابه عن الطعام".
وتابعت المنظمة في تغريدة: "صوره هذه تشكل تذكيرا صادما بازدراء السلطات الإيرانية حقوق الإنسان".
والسبت، بعث 380 ناشطا في مجال حقوق المرأة برسالة إلى فرهاد ميثمي دعوه خلالها إلى إنهاء الإضراب عن الطعام، قائلين: "عندما لا يوقف العنف هجومه المستمر فإن البقاء على قيد الحياة هو المقاومة".
واعتبر النشطاء في بيانهم أن "البقاء على قيد الحياة" هو المؤشر الأول لاستمرار الانتفاضة الاحتجاجية الثورية "المرأة، الحياة، الحرية"، وطالبوا ميثمي بوقف إضرابه عن الطعام من أجل "المستقبل الذي نحتاج فيه إلى جميع القدرات مثل التي تتمتع بها".
وفي الختام، أكدت الرسالة: "سنهتف بمطالبك ولن نتوقف عن مكافحة الظلم حتى يتم تحقيقها".
وفي الوقت نفسه، أطلق عدد من أصدقاء وداعمي فرهاد ميثمي حملة لجمع التوقيعات حول حالته الصحية المتدهورة وضرورة الإفراج الفوري عنه.
وقبل يومين من نشر الصور، أعلن فرهاد ميثمي، في رسالة من داخل السجن، أنه سيجعل المياه التي يشربها مُرة للتذكير بالمرارة التي جلبها النظام الإيراني لجميع الإيرانيين، بحسب تعبيره.