أشعلت قضية
المنطاد الصيني باب أزمة جديد بين واشنطن وبكين، لا سيما بعد قيام
الولايات المتحدة بتفجير المنطاد وإسقاطه، بزعم أنه أرسل لغرض التجسس عليها.
وقبيل عملية إسقاط المنطاد، فرضت الولايات المتحدة قيودًا مؤقتة على المجال الجوي فوق ساحل كارولينا؛ استعدادًا لعملية إسقاط المنطاد.
وأعلن الرئيس الأمريكي بعد إسقاط المنطاد أنه أعطى أوامر الأربعاء بإسقاطه بمجرد وصوله المياه الإقليمية.
وأوضح وزير الدفاع، لويد أوستن، أن "طائرة عسكرية أسقطت المنطاد الصيني فوق مياهنا الإقليمية"، مضيفا أن عملية إسقاطه كانت محفوفة بالمخاطر.
انتهاك صارخ
وجاءت نهاية المنطاد بعد أن عكر صفو العلاقة بين البلدين، ما أدى بواشنطن
لتأجيل زيارة وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى
بكين.
اعتبر مايكل مولروي، نائب
مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، أن "دخول المنطاد الصيني لأجواء الولايات
المتحدة الأمريكية انتهاك صارخ لها، ومن المحتمل أن تكون الصين قد قامت به
لإرسال رسالة، وربما لإحراج واشنطن".
وحول تأثير هذه الحادثة
على العلاقات الصينية الأمريكية، أكد مولروي خلال حديثه لـ"عربي21"، أن
"قرار بلينكن بتأجيل زيارته لبكين كان قرارا مهمّا، ومن المحتمل أنه لم يتم
اتخاذه على محمل الجد، وسيكون لذلك تأثير سلبي على العلاقات".
وأوضح أنه "مع ذلك،
فإن العلاقة مهمة لكلا البلدين، والصراع ليس في مصلحة أي منهما، سيُذكر هذا، لكن
استمرارية الدبلوماسية ستبقى".
وحول إمكانية تحول هذه
الحادثة العابرة لحرب باردة بين البلدين، قال مولروي إن "الولايات المتحدة
قامت للتو بتأمين أربع قواعد عسكرية جديدة في الفلبين، وأنشأت ثلاثة أفواج بحرية
ساحلية في اليابان".
وتابع: "لا أعتقد أن الصراع أمر
حتمي، لكن إذا تحركت الصين نحو الاستيلاء على تايوان بالقوة، فإن الولايات المتحدة
في وضع يمكنها من إيقافها، وسيكون ذلك بالطبع حربا ساخنة، بينما الحرب الباردة شيء
يمكن أن يستمر لفترة طويلة".
ولفت إلى أن "الرد
الأمريكي ربما يكون عبر زيادة واشنطن جهودها متعددة الأطراف في منطقة الشرق الأقصى، لتشمل زيادة وجودها العسكري وتعاونها، كما سيتحرك لضمان عدم حدوث أي شيء مثل هذا
مرة أخرى دون استجابة فورية".
"لن تحدث فرقا"
من جهته، قال الكاتب الأمريكي مارك كاتز، أستاذ السياسة في
جامعة جورج ميسون، إنه "لا يعتقد أن حادثة دخول المنطاد للولايات المتحدة وإسقاطه
ستحدث فرقًا كبيرًا في العلاقات الأمريكية الصينية".
وتابع كاتز في حديث لـ"عربي21": "هذه الحادثة
أدت فقط لتأجيل زيارة وزير الخارجية بلينكين إلى بكين، ولكن ستجرى قريبا محادثات رفيعة
المستوى بين الولايات المتحدة والصين".
وحول ما إذا كانت حادثة المنطاد ستكون بداية لحرب باردة بين
البلدين، قال كاتز: "لن تحدد هذه الحادثة ما إذا كانت هناك حرب باردة أم لا، نعم
هناك بالفعل الكثير من الاختلافات بين الولايات المتحدة والصين، وحادثة المنطاد استحوذت
على اهتمام واشنطن هذا الأسبوع، لكن شيئًا آخر -ربما روسيا أو إيران- سوف يلفت انتباهها
الأسبوع المقبل".