شن الكاتب
المصري عبد
الرزاق توفيق، في مقال بموقع مقرب من أجهزة سيادية مصرية، هجوما عنيفا على دول في
المنطقة، على خلفية مواقفها من القاهرة. حملة انتقادات لاذعة طالت حكومة عبد
الفتاح السيسي، والجيش المصري، على خلفية سيطرته على الاقتصاد، والحديث عن رفض دول
خليجية مساعدة مصر في أزمتها الاقتصادية.
ويثار الحديث عن رفض
بعض دول الخليج دعوات صندوق النقد الدولي الأخيرة التي أطلقها في 10 كانون الثاني/
يناير الجاري لمساعدة مصر، ومطالبته من وصفهم بـ"حلفاء مصر الخليجيين"
بالوفاء بتعهداتهم الاستثمارية لتغطية فجوة التمويل الخارجي.
وغص مقال توفيق الذي نشره موقع "
القاهرة 24" بالأوصاف اللاذعة بحق دول، أوحى بأنها خليجية، حين قال: "لا يجب على الحفاة العراة الذين
ارتدوا أفخر الثياب مؤخرا، التطاول على مصر زينة وأم الدنيا.. بتاريخها وحاضرها
ومستقبلها وحضارتها وانتصاراتها وأمجادها.. ورجالاتها ورموزها وشعبها العظيم".
وأضاف: "ليس من حق اللئام والأندال ومحدثي النعمة أن يتطاولوا على أسيادهم؛ فهم مجرد هواء وفراغ يتلاشى بمجرد هبوب عواصف بسيطة.. لكن
مصر هي الجبال الراسيات الشامخات، ليس من حق دويلات عمرها لا يزيد على عمر أصغر
أبنائي أن تتحدث عن مصر إلا بالأدب وبالإجلال والاحترام، وإذا كان يمكنهم شراء بعض
أصوات وأبواق الأقزام والعملاء والمرتزقة، فلا يمكنهم شراء التاريخ والحاضر
والمستقبل".
وتعليقا على حملة كتاب
سعوديين ضد السيسي والجيش المصري، قال الكاتب؛ إن "إعلان إعلام هذه الدول، انبرى في الهجوم
والإساءة لمصر، فرغم ضآلة هذه الدول التي تعاني من الهشاشة البشرية والحضارية، والتي
أصبحت في غفلة من الزمان تحمل اسم دول في ابتزاز سافر، ومحاولات توريط واستدراج،
وإشعال للمنطقة وفق حسابات متهورة.. تجافي سياسات وثوابت مصر الحكيمة في إرساء
الأمن والاستقرار في المنطقة، لا أدري لماذا تثير قوة الجيش المصري العظيم
وقدرته جنونهم وأحقادهم؟".
وأضاف أن "حالة
الهذيان، كانت متوقعة من العدو التقليدي والتاريخي؛ لأن قوة خير أجناد الأرض تفقده
اتزانه، لكن الغريب أن يأتي
الهجوم والإساءة من المفترض أنه شقيق.. لكن وإن كانت مصر تترفع عن الصغائر
وممارسات الأقزام والصغار، لكنها لن تقبل بضغوط وابتزاز يدفع المنطقة إلى أتون
الصراعات، وتتلاشى معه كل مظاهر الأمن والاستقرار". وفق قوله.
ووجه حديثه بالقول:
"أقول لمن يحملون
ذاكرة الأسماك.. ويعانون من الزهايمر؛ إن مصر قبل السيسي كانت مرتعا للفوضى والانفلات
والإرهاب، وكانت شبه وأشلاء دولة، أو مجرد كهنة تمضي بعشوائية وارتجالية، وشهدت
تراجعا جعل الأوباش والمتآمرين والأقزام يطمعون فيها".
وتابع: "لكن هناك أغبياء أعماهم المال، لا
يدركون أنه لو حدث مكروه لمصر فلن يبقوا دقيقة واحدة بعدها؛ لأنهم مجرد تفاصيل
وتوافه وجذوع نخل خاوية.. مجرد ظواهر صوتية وحنجورية".
وقال الكاتب؛ إن
مصر"أبت ألا تركع إلا لله"، وهي العبارة التي أشار إليها الأكاديمي
السعودي خالد الدخيل، قبل سنوات، ونقلها عن الإعلام المصري، في ظل خلافات نشبت بين
الرياض والقاهرة عام 2014، ورددها السيسي واستخدمتها صحيفة الأهرام كمانشيت عريض
فيه حينه.
وكانت 7 تغريدات عبر
موقع "تويتر"، يوم 26 كانون الثاني/ يناير الجاري، للكاتب والأكاديمي
السعودي السابق تركي الحمد، الأكثر مباشرة في النقد لنظام الحكم بمصر وللجيش
المصري، ضمن حملة انتقادات لكتاب.
وقال الحمد:
"لدينا نموذجان لمصر: مصر المزدهرة قبل عام 1952، ومصر الطموحة بعد ذلك
التاريخ"، وأضاف: "في المقابل، هنالك مصر بواقعها الحالي، أي مصر
البطالة، وأزمات الاقتصاد والسياسة، ومعضلات المجتمع وتقلباته الجذرية العنيفة التي
لا تنتمي لأي نموذج، ملكيا كان أم جمهوريا".
وتابع: "فما الذي
حدث لمصر الثرية بثرواتها وإمكانياتها، التي كانت تُقرض المال وتساعد المحتاج،
وها هي اليوم أسيرة صندوق النقد الدولي، مشرئبة العنق لكل مساعدة من هنا أو هناك،
وهي أرض اللبن والعسل؟".
وفي تفسيره لأسباب كل
ماسبق، أشار الحمد، إلى "هيمنة الجيش المتصاعدة على الدولة، وخاصة الاقتصاد،
بحيث لا يمر شيء في الدولة المصرية إلا عن طريق الجيش، وبإشراف الجيش، ومن خلال
مؤسسات خاضعة للجيش، ولصالح متنفذين في الجيش".
ووصف ما يجري
بـ"الثقافة الشعبية المستسلمة والمستكينة".
وهي التغريدات التي
تبعتها بعد يومين، تغريدة مثيرة أيضا عن أبعاد الحالة المصرية للخبير في علم
الاجتماع السياسي خالد الدخيل، الذي قال؛ إن "ما يحصل لمصر في السنوات الأخيرة، يعود في جذره الأول إلى أنها لم تغادر عباءة العسكر منذ 1952".
وأضاف أنها
"انكسرت في حزيران/ يونيو 1967، وتبخر وهج 23 تموز/يوليو، كما عرفه المصريون
والعرب".
ووجه انتقاده للسلطة
الحالية وللجيش المصري، مستدركا بقوله: "لكن سيطرة الجيش على السلطة وعلى
اقتصاد مصر، لم تسمح ببديل سياسي اقتصادي مختلف".
وتداول نشطاء مقطعا
قديما للدخيل، خلال ندوة سياسية قبل أعوام، كان يتحدث فيها عن تلميحات للسيسي،
يهاجم فيها
السعودية في أحد خطاباته، رغم أنه كان يطلب الدعم المالي منها عقب
انقلابه.
وقال الدخيل؛ إن
السيسي قال في خطاب له ويشير إلى السعودية، بأن مصر لن تركع إلا لله، وهي جملة
مربكة في السياق الذي قيلت فيه، والسعودية ليست والخليج أعداء لمصر"، وأضاف:
"تفسيري أن المقصود هو أن مصر لن تركع للمال الخليجي، فلماذا يطالب السيسي
بالرز الخليجي؟!".
وكان الإعلامي المصري
المقرب من النظام محمد الباز، شن هجوما غير مسبوق على الإعلامي عمرو أديب، واتهمه
بأنه "عميل للسعودية".
وجاء الهجوم على خلفية
انتقاد أديب للأوضاع الاقتصادية والمعيشية في مصر خلال الفترة الماضية، واتهم
الباز، عمرو أديب بأنه يروج للمشروع السعودي، سواء كان "حلو أو وحش"،
بحسب قوله.