أوكرانيا.. مختبرُ الأسلحة

الحرب الروسية على أوكرانيا كانت فرصة نادرة للولاياتِ المتحدةِ وحلفائها لاستغلالها في دراسة أداء أنظمة أسلحتهم


خلالَ حربِ أوكرانيا التي قد شارفت على إتمام عام من عمرها المجهول؛ تشير تقاريرُ إلى أنَّ الساحةَ الأوكرانيةَ، باتت حقل تجارب للأسلحة والابتكارات العسكرية، ومعملا حربيا حقيقيا لحلولٍ رخيصةٍ وفعالة، فكيف ذلك؟

ابتكاراتٌ واختبارات

جهزَ الجيشُ الأوكراني مع بدءِ الحربِ مجموعةَ معدات ساعدته في مواجهة الجيش الروسي فابتكرَ الأوكرانيونَ تطبيقَ هاتف محمول بهدفِ تغذيةِ الأقمارِ الصناعيةِ والصورِ الاستخباراتيةِ الأخرى في خوارزميةِ استهدافٍ ليساعدَ الوحداتِ المتمركزةِ في الخطوطِ الأمامية على توجيهِ الطيرانِ نحوَ أهدافهِ المحددة كما قاموا بتصنيع طائرات درون بلاستيكية تميزت بصوتٍ منخفضٍ وقادرة على إسقاطِ القنابلِ اليدويةِ والذخائرِ خفيفةِ الوزن على القواتِ الروسية.

ولم تقف الابتكاراتُ الأوكرانيةُ عند هذا الحدِّ بل وظفوا الطابعاتِ ثلاثيةَ الأبعادِ لصنعِ بعضِ قطعِ غيارِ الآلياتِ العسكرية مما يُمكنهم من إصلاح المعدات الثقيلة في الميدان واستغلَّ الفنيونَ شاحنات الـ"بيك آب" وحولوها إلى منصات إطلاق صواريخ محمولةٍ. البراعةُ الأوكرانيةُ أدهشت الأمريكيينَ الذينَ أثنوا على قدراتِ كييف وإمكانياتها في توفيرِ احتياجاتِ المعركةِ ضدَّ الروس.

فرصةُ أمريكا النادرة


بحسبِ شبكةِ "سي أن أن" فإنَّ الحربَ الروسيةَ على أوكرانيا كانت بمثابةِ الفرصة النادرة للولاياتِ المتحدةِ وحلفائها لاستغلالها في دراسة أداء أنظمة أسلحتهم في ظلِّ الاستخدامِ المكثفِ لها ومتابعةِ الذخائرِ التي يستخدمها كلا الجانبين لتحقيقِ انتصاراتٍ في هذهِ الحرب.

أحدُ المصادرِ المطلعةِ على المعلوماتِ الاستخباراتيةِ الغربية قال: "إنَّ أوكرانيا باتت بالتأكيدِ مختبرَ أسلحةٍ بكلِّ معنى الكلمةِ لأنهُ لم يتمَّ استخدامُ أيٍّ من هذهِ المعداتِ على الإطلاقِ في حربٍ بينَ دولتينِ متقدمتين صناعيًا هذا اختبارُ معركةٍ في العالمِ الحقيقي".

أما بالنسبةِ للجيشِ الأمريكيِّ فقد كانت الحربُ في أوكرانيا مصدرًا رائعًا للبياناتِ فيما يخصُّ أنظمتهُ الخاصةَ وفاعليتها وتتابعُ الولاياتُ المتحدةُ الصراعَ عن كثبٍ للحصول على أكبرِ قدرٍ من المعلومات حولَ كيفيةِ شنِّ حربٍ بينَ دولتين حديثتينِ في القرنِ الحادي والعشرين كما رأى مقاولو الدفاعِ الأمريكيونَ في هذا الصراع فرصةً جديدةً لدراسةِ وتسويقِ أنظمتهم العسكريةِ. برأيكم .. هل يمكنُ اعتبارُ الساحةِ الأوكرانيةِ فأرَ تجاربِ الأسلحةِ الغربية؟