نشرت صحيفة "
الغارديان"
البريطانية تقريرا عن رحلة
ناظم زهاوي في
حزب المحافظين البريطاني، والذي طرد من
رئاسة الحزب يوم الأحد الماضي بسبب قضية إخفاء مشاكل ضريبية مع مصلحة الضريبة، أشارت
فيه للتحديات التي واجهها في السابق، لكنه لم يكن قادرا على تجنب مسألة الضريبة.
وفي التقرير الذي أعده جوش هوليدي قال فيه إن نائب منطقة ستراتفورد
أبون إيفون، طالما تحدث بفخر كنائب محافظ يمثل البلدة التي ولد فيها ويليام
شكسبير.
وسقوطه السياسي هي مسرحية من خمسة مشاهد، فاللاجئ العراقي الكردي الذي وصل إلى
بريطانيا في سن الـ 11 عاما أنهى
رحلته مطرودا من رئاسة الحزب.
وينهي سقوطه رحلة توجت العام الماضي
بمحاولة الترشح لقيادة حزب المحافظين ومعها رئاسة وزراء بريطانيا. ويظل زهاوي في
بعض المقاييس واحدا من الساسة المثيرين للإعجاب في جيله. فهو مولود في كردستان
العراق ووصل إلى بريطانيا عام 1978 عندما فرت عائلته من نظام صدام حسين وكافح
"ابن بغداد" كما يطلق زهاوي على نفسه للاستقرار في بريطانيا وحذر والداه
من أنه قد يعاني من مشاكل في التعليم لعدم
قدرته بداية على التحدث بالإنجليزية.
وتجاوز زهاوي هذه العقبات ودخل في
السياسة المحلية حيث عمل عضوا في مجلس ووندسورث المحلي، جنوب غرب لندن مدة 12
عاما. وعمل في نهاية التسعينات كمساعد للنائب المحافظ جيفري أرتشر الذي أشار
لزهاوي بـ "الليمون الكردي".
وساعد زهاوي أرتشر في أثناء حملته في
انتخابات عمدة لندن عام 1999 والتي انتهت بفضيحة. وبعد عامين سجن أرتشر عامين
للكذب تحت القسم ولعرقلته مسار العدالة.
وفي عام 2000 أنشأ زهاوي مؤسسة الاستطلاعات
"يوغف" مع زميله المحافظ ستيفن شكسبير، وتم تسجيلها في البورصة بعد خمسة
أعوام.
وتركزت الفضيحة حول
تهربه الضريبي على
بيع الشركة بمبلغ 27 مليون جنيه إسترليني التي كانت تملكها شركة بولشور للاستثمارات والمسجلة في جبل طارق وتعود
لعائلته.
وبعد انتخابه نائبا عام 2010، انضم
للحكومة كوزير في وزارة التعليم أثناء حكومة تيريزا مي عام 2018، لكن أسهمه ارتفعت
في ظل حكومة بوريس جونسون الذي عينه وزيرا للقاحات أثناء الحملة لمواجهة انتشار
فيروس كورونا وكوزير للصحة في الفترة ما بين 2020 – 2021، قبل تعيينه وزيرا
للتعليم في أيلول/ سبتمبر حيث كلف بتنظيف
الفوضى التي خلفها غافين ويليامسون.
وواجه الوزير أسئلة حول علاقته بشركة
خارجية ولكنه هدد بالمقاضاة، وكان في حينها وزيرا للخزانة وأكد أنه "دفع كل
الضرائب المستحقة"، وفي الحقيقة كان يتعرض لتحقيق من مصلحة الضريبة منذ
نيسان/ أبريل 2021. ووافق في آب/أغسطس على دفع 5 ملايين جنيه غرامة.
وفي حزيران/ يونيو 2021 عقدت مصلحة
الضريبة اجتماعا معه حول شؤونه الضريبية ولكنه فشل في الكشف عنه وزعم عدم معرفته
بأن ما جرى كان تحقيقا. وفي الأيام الأخيرة من حكومة جونسون عين وزيرا للخزانة ومسؤولا
عن سياسات الضريبة، ومرة أخرى فشل في الكشف عن تضارب المصلحة واتهم من حاول الحديث
عن شؤونه الضريبية بأنه يريد تشويهه.
وظل زهاوي في المنصب لمدة شهرين ما بين
5 تموز/ يوليو وحتى 6 أيلول/ سبتمبر 2022. وفي هذه الفترة توصل لتسوية مع مصلحة
الضريبة حيث دفع 5 ملايين جنيه في آب/ أغسطس 2022 كغرامة، ومرة ثانية لم يعلن عن
الموضوع في سجله الحكومي.
وفي الوقت الذي دفع فيه الغرامة، كان
يحضر نفسه للتنافس على قيادة المحافظين ووعد بخفض الضريبة لو انتخب، وخرج من السباق
في الجولة الأولى.
وعين وزيرا بدون حقيبة في تشرين الأول/
أكتوبر وبمسؤولية رئيس حزب المحافظين. في وقت قالت فيه مصادر لصحيفة
"أوبزيرفر" إن
سوناك حذر من تعيينه وأن سمعة الحكومة ستتأثر. وعزله بعد
ثلاثة أشهر من تعيينه.
وفي رسالة لسوناك قال زهاوي "كان
فخر حياتي" خدمة الحكومة. وقال: "وصلت إلى هذا البلد هاربا من الاضطهاد
ولا أتحدث الإنجليزية، وهنا بنيت تجارة ناجحة وخدمت في عدد من المناصب العالية
بالحكومة. وأعتقد أنه لا يوجد بلد على الكرة الأرضية جعل من قصتي ممكنة ويؤكد
اعتقادي بعظمة وعطف أمتنا".
وستصدر مذكرات زهاوي "ابن بغداد:
رحلتي من الوزيرية إلى ويستمنستر" نهاية العام، وربما كان لديه الوقت الكافي
ليضيف الفصل الأخير من حياته السياسية إليها قبل صدورها، فالرحلة السياسية كأي
رحلة انتهت بفضيحة.