نشرت صحيفة "
واشنطن بوست"
مقالا للصحفية كلير هيلي، قالت فيه؛ إن فيلم "فرحة" الذي هاجمته
"إسرائيل" ساعد في جلب المنظور
الفلسطيني إلى جمهور أوسع في الولايات
المتحدة وأوروبا، ويمكن أن يعني مزيدا من الوضوح للروايات التاريخية الفلسطينية في
الغرب.
وأشارت إلى أن الفيلم الذي يروي قصة
فتاة فلسطينية بلغت سن الرشد وسط الاضطرابات العنيفة في عام 1948، وعرض على منصة
"نتفليكس"، تعرض لانتقادات شديدة من بعض الإسرائيليين على الإنترنت وفي الحكومة،
بزعم أنه يشوه التاريخ ويجب مقاطعته.
ولفتت إلى أن فيلم "فرحة"، تم
اختياره ليكون المرشح الرسمي للأردن للمنافسة في جوائز الأوسكار الخامس والتسعين.
ويصور الفيلم بوضوح الرعب الذي عاشه الفلسطينيون
بشكل جماعي بالنكبة، بما في ذلك سلسلة من المذابح التي يقول المؤرخون إن قوات
الاحتلال
نفذتها، إضافة إلى النزوح القسري لـ 750 ألف فلسطيني من وطنهم.
ورأى إيلان بابيه، المؤرخ الإسرائيلي ومؤلف كتاب "التطهير العرقي في فلسطين"، أن وجود الفيلم على
"نتفليكس" يعد "إنجازا دراماتيكيا".
وقال بابيه؛ إن فيلم "فرحة"
الذي ظهر لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في عام 2021، هو واحد من عدد
قليل من العروض السينمائية للنكبة، وآخرها فيلم المخرج المصري يسري نصر الله عام
2004، المقتبس من رواية إلياس خوري "باب الشمس".
وقال حميد دباشي، الأستاذ في جامعة
كولومبيا ورئيس تحرير "أحلام أمة"، وهي مجموعة أرشيفية للسينما
الفلسطينية، عن التجربة الفلسطينية: "لقد وضعتها نتفلكس على خشبة المسرح في
سياق أمريكا الشمالية".
وأضاف: "حقيقة؛ إن وجهة النظر
الفلسطينية والرواية الفلسطينية، بالإضافة إلى الرواية اليهودية، أصبحت جزءا من
الاتجاه السائد الأمريكي، وهذا هو الجانب الأكثر إثارة لفيلم فرحة".
وبينما لاقى الفيلم استحسان الجمهور
الفلسطيني، إلا أنه أثار في إسرائيل غضبا شديدا.
قبل ظهور الفيلم لأول مرة على نتفلكس في
1 كانون الأول/ ديسمبر، أصبح "فرحة" هدفا لانتقادات بعض المسؤولين
الإسرائيليين والأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي.
وهاجمت حسابات مجهولة صفحة الفيلم على IMDb، وهي قاعدة بيانات على الإنترنت لمعلومات عن
الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، بمراجعات سلبية.
وشارك بعض الإسرائيليين، بمن فيهم عارضة
الأزياء ناتالي دادون، في حملة عبر الإنترنت تضمنت الإعلان علنا عن إلغاء اشتراكات
نتفلكس الخاصة بهم.
وفي يافا، المدينة المختلطة بين العرب
واليهود، ظهر المتظاهرون خارج مسرح السرايا للاحتجاج على عرض الفيلم. في اليوم
السابق لإطلاقه، وصف السياسي الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي كان يشغل منصب وزير
المالية في ذلك الوقت، فيلم "فرحة" بأنه "فيلم تحريضي مليء
بالأكاذيب ضد جنود الجيش الإسرائيلي".
وقال على تويتر: "من الجنون أن
نتفلكس اختارت إطلاق فيلم هدفه كله خلق مزاعم كاذبة تحرض على جنود الجيش
الإسرائيلي"، مضيفا أنه أصدر تعليماته لوزارة المالية بقطع التمويل عن مسرح
السرايا.
واستسلم النقاد لمشهد معين في
"فرحة"، يقولون إنه يصور بشكل خاطئ مقاتلي الهاغاناه وهم يرتكبون مجزرة.
ووفقا لرشيد الخالدي، رئيس تحرير مجلة
الدراسات الفلسطينية، فإن "فرحة" هي "دليل على أن إضفاء الطابع
الإنساني على الفلسطينيين وتطبيعهم، قد بدأ في الظهور في التيار السائد".