كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن اعتماد جيش
الاحتلال الإسرائيلي
خطة لطرد السكان الفلسطينيين من منطقة "
مسافر يطا"، التابعة لمحافظة
الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت الصحيفة في
تقرير، أن "ضباط كبار برئاسة قائد المنطقة الوسطى، الجنرال يهودا فوكس، بدأوا بالإعداد لإخلاء السكان الفلسطينيين من "مسافر يطا"؛ لصالح إجراء تدريبات للجيش الإسرائيلي".
وأكدت "جهات رفيعة في جهاز الأمن وجهات سياسية"، أن "الخطة بدأت قبل نحو شهرين، وتمت بمبادرة من المستوى العسكري، دون أي نقاش مسبق مع المستوى السياسي، وعرضت الخطة على الحكومة للمرة الأولى فقط الأسبوع الماضي بعد استبدال الحكم".
وبحسب ما وصل الصحيفة العبرية، عملية
طرد السكان الفلسطينيين من أراضيهم على الأغلب ستتم العام الجاري، وتبين هذا بعد تقدم السكان بطلب حرث أراضيهم لزراعتها، حيث أبلغوا أنه سيتم طرد سكان 12 قرية وليس 8 التي بشأنها تمت مناقشة الالتماس الأخير في هذا الموضوع.
وزعمت أن "السكان الفلسطينيين يعيشون في 8 قرى في "مسافر يطا"، وإسرائيل أعلنت عن المنطقة كمنطقة تدريب عسكري قبل أكثر من 20 عاما، وفي أعقاب ذلك قدم السكان التماسا للمحكمة العليا، وفي قلب الالتماس، أكد السكان أنهم يعيشون في المكان منذ فترة طويلة قبل الإعلان، الأمر الذي يمكن أن يمنع طردهم من المنطقة. وفي أيار/ مايو الماضي، وبعد نضال قانوني متواصل، تبنت المحكمة موقف الدولة، وسمحت للحكومة الإسرائيلية بأن تطرد سكان "مسافر يطا" من بيوتهم بشكل دائم، وفي قرار الحكم الذي أصدره القاضي دافيد مينتس".
وأفادت بأن جيش الاحتلال قام في حزيران/ يونيو الماضي بمسح المنطقة، كإعداد لطرد السكان هناك، منوهة بأن الجيش الإسرائيلي أجرى في الأشهر الأخيرة عدة تدريبات بالنار الحية في المنطقة، وتم وضع الحواجز فيها التي تمنع حرية الحركة للسكان، كما أن المحكمة العليا رفضت قبل شهرين التماس لعقد جلسة أخرى بشأن طرد السكان، وبذلك مكنت من إخراج طردهم لحيز التنفيذ".
خطة الجيش ستفجر الأوضاع
ونبهت "هآرتس" بأنه "رغم قرارات المحكمة العليا، إلا أن هذه القضية قابلة للانفجار من ناحية سياسية، حتى أن الرئيس الأمريكي، جو
بايدن، تطرق إليها في زيارته الأخيرة في إسرائيل في شهر تموز/ يوليو، وطلب في محادثات مغلقة مع شخصيات رفيعة في المستوى السياسي والأمني، أن تتجنب إسرائيل القيام بخطوات أحادية الجانب يمكن أن تؤدي إلى تصعيد أمني".
وأكد مصدر رفيع في الحكومة مطلع على الأمر، أن "الحديث يدور عن قضية سياسية حساسة، اختار الرئيس الأمريكي التطرق إليها بشكل شخصي أثناء زيارته الأخيرة، لكن شخص في قيادة المنطقة الوسطى قرر أن يقدم للحكومة حبة البطاطا الساخنة بالذات هذه الآن".
وبحسب أقوال جهات إسرائيلية رفيعة، الخطة تم عرضها الأسبوع الماضي على وزير الأمن الجديد يوآف غالنت، في أثناء زيارته الأولى في قيادة المنطقة الوسطى، ورغم أن هذه الخطوة تعدّ قابلة للانفجار، إلا أن مصادر سياسية مطلعة قالت إن قائد المنطقة، فوكس، أمر على الفور بعد إصدار قرار المحكمة العليا "ببلورة خطة عملياتية لطرد السكان، قبل إجراء نقاش أولي معمق مع جهات رفيعة في المستوى السياسي والأمني في إسرائيل".
وقال مصدر حكومي: "لم يكن هناك أي توجيه من المستوى السياسي لإخلاء المكان، كان من الأفضل إدارة كل هذا الأمر بهدوء، وفي قيادة المنطقة الوسطى قرروا طرح الموضوع الآن بشكل علني، وبتشكيلة الحكومة الحالية سيكون من الصعب جدا اتخاذ قرارات في مثل هذه المواضيع دون اعتبارات دخيلة".
وحذر المصدر من أن "هذا الإخلاء يمكن أن ينتهي كهجوم دبلوماسي"، وبحسب مصادر أخرى أمنية مطلعة على مضمون زيارة غالنت في قيادة المنطقة الوسطى، وزير الأمن لا يستبعد الإخلاء، لكنه قال أمام كبار القادة إنه "لا يعرف عن الموضوع، وإنه يجب أن يفحصه بشكل معمق وإعادة التفكير في القرارات التي تم اتخاذها".
وذكرت الصحيفة أن "قيادة المنطقة الوسطى كانوا يعرفون عن طلب الرئيس الأمريكي بايدن، لكن في القيادة اعتقدوا أنه رغم طلبات بايدن، إلا أنه يجب البدء في بناء الخطة العملية، وعرض القرار على وزراء الكابينت في الحكومة الجديدة".
كما عبرت مصادر أمنية وحكومية لـ"هآرتس"، عن "المخاوف من أن طريقة سلوك قيادة المنطقة الوسطى في الحالة الحالية يمكن أن تكون إشارة تحذير لما سيأتي فيما يتعلق بقدرة الجيش على الوقوف أمام المستوى السياسي وجهات يمينية بارزة، التي تستخدم الضغط على كبار الضباط، وتتوقع منهم اتخاذ قرارات مناسبة لرؤيتهم، طبقا لاعتبارات سياسية وليس لاعتبارات عملياتية".