انتقد زعيم المعارضة البريطانية كير
ستارمر الوضع الصحي في المملكة المتحدة، قائلا إن الخدمات الصحية في البلاد تمر "بأسوأ أزمة على الإطلاق".
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها زعيم
حزب العمال البريطاني مع شبكة "
سكاي نيوز"، حيث قال ستارمر: "علينا أن نعترف بتدهور الخدمات الصحية في البلاد".
و هناك 7.2 مليون شخص على قائمة الانتظار لتلقي العلاج في الوقت الحالي، بحسب ستارمر الذي أشار إلى "الحاجة للتغيير والإصلاح لمنع المزيد من الأزمات في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)"، قائلا: "يجب أن نتأكد من استدامة "NHS"، ليس فقط خلال الشتاء الجاري، وإنما على مدار السنوات العشر القادمة".
وفي إشارة إلى حكم المحافظين الذي استمر 13 عامًا في البلاد، أردف قائلا: "لدينا أسوأ أزمة شهدناها على الإطلاق بسبب 13 عامًا من الإهمال".
وتطرق إلى تأثير وباء كورونا على النظام الصحي القائم في البلاد، وقال إن "هناك مشاكل عديدة، منها صفوف الانتظار الطويلة قبل الدخول إلى أقسام الطوارئ، ونقص القوى العاملة"، داعيا إلى تفعيل القطاع الخاص بشكل أفضل في محاولة للتغلب على الضغط على هيئة الخدمات الصحية.
وقال زعيم المعارضة: "نحن بحاجة إلى التجديد الوطني، وأعتقد أن الانتخابات القادمة ستركز على إحداث التغيير في البلاد".
والجمعة، قالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية إن "أقسام الحوادث والطوارئ (A&E) في المملكة المتحدة تكافح لاستيعاب المرضى حيث ارتفعت حالات الإنفلونزا بنسبة 47 بالمئة الأسبوع الماضي".
تعاني
بريطانيا من تصاعد حاد لأزمة قطاع الرعاية الصحية، الذي يئن تحت ضغط الإضرابات الواسعة المنفذة من قبل الكوادر الصحية والتمريضية الشحيحة أصلا، ومن عجز المستشفيات والمراكز المختصة عن استيعاب الحالات المرضية المتزايدة.
وفي هذا السياق، عقد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اجتماع أزمة مع وزراء الحكومة ومديري الأطقم الطبية والخدمات الصحية، السبت، لبحث سبل إنهاء أزمة الرعاية الصحية، حيث آلاف المرضى عالقون خارج المستشفيات.
وتدهور
القطاع الصحي في بريطانيا بسبب زيادة الطلب على الرعاية بعد تخفيف قيود مكافحة جائحة كورونا، ووجود طفرة في الإنفلونزا والفيروسات الشتوية الأخرى، بعد عامين من الإغلاق، ومتأثرا بنقص العاملين جراء الإنهاك الوبائي، ومتبوعا بشح العمالة الأوروبية في بريطانيا عقب انسحابها من الاتحاد الأوروبي.
وتأثر القطاع الصحي بتداعيات الحرب الأوكرانية والعقوبات ضد روسيا، التي ارتدت سلبا على اقتصادات منطقة اليورو وعلى الاقتصاد البريطاني، ما أثر على ميزانيات القطاع الصحي، الذي كان بالكاد يخرج متثاقلا من أزمة فيروس كورونا.
وعلى صعيد آخر، يشغل آلاف الأسرة في المستشفيات حاليا، أشخاص مؤهلون للخروج، لكن ليس لديهم مكان يذهبون إليه بسبب ندرة الأماكن المخصصة للرعاية طويلة الأجل.
وأظهرت الأرقام الرسمية أن 33 في المئة فقط، من المرضى المؤهلين للخروج من المستشفيات، غادروها خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى توقف سيارات الإسعاف خارج المستشفيات مع المرضى الذين لا يمكن قبولهم، وفي المقابل ينتظر الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية طارئة لساعات طويلة لحين وصول سيارات الإسعاف.