كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية عن بعض ما
جاء في جولة الوساطة
العمانية الأخيرة بين أطراف الحرب في
اليمن، لمحاولة إنهاء النزاع
هناك.
وقالت الصحيفة إن الجولة الأخيرة من
الوساطة حملت "مؤشرات فارقة" عن كل ما سبقها، لافتة إلى أن السعوديين لا
مشكلة لديهم في بقاء
الحوثيين في وضع السيطرة باليمن، مقابل ضمانات أمنية للمملكة
بعدم التعرض لها.
وأشارت إلى أنه إذا قبل الحوثيون عرض الرياض مقابل الخروج السعودي من اليمن، فإن هنالك عقبة وحيدة، وهي الولايات المتحدة
وإدارة بايدن التي تتطلع إلى استمرار الوضع القائم حاليا، وهو ما يجب على ابن
سلمان إيجاد علاج له، بحسب تعبيرها.
وقالت الصحيفة إن جولة الوساطة الأخيرة
تخللتها رسائل يمنية "شديدة اللهجة" من "الحوثيين" حملها زعيم الحركة
بنفسه إلى المعنيين، إلى جانب وضع القوى العسكرية في إطار الجهوزية الكاملة.
وأشارت إلى أن القيادي في الحركة، مهدي
المشاط، زار جبهات القتال بنفسه، مع تعمد إشهار بعض التحركات العسكرية.
وتابعت بأن فحوى الرسائل التي تم إيصالها
هو إما إيجاد حل حقيقي وجدي للملفات الإنسانية، أو عودة الحرب، لكن هذه المرة
بقواعد جديدة.
ولفتت إلى أن الرياض أبدت مرونة كبيرة
خلال المفاوضات، وهي لا تتطلع الآن إلى أكثر من ضمانات مستقبلية بعدم المساس بها،
بعد أن أيقنت أنها عاجزة عن وضع اليمن تحت وصايتها.
وأعلن الحوثيون الشهر الماضي، عن وصول وفد
عماني إلى صنعاء التي يسيطرون عليها منذ عام 2014، للتباحث مع قيادة الحركة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة وكبير
مفاوضيها، محمد عبدالسلام، إن زيارة الوفد العماني إلى صنعاء جاءت في إطار نقل الأفكار والمقترحات التي
حملتها المباحثات مع الجانب السعودي والأطراف الدولية إلى قيادة جماعته في ما يتصل
بحلحلة الوضع.
وأضاف عبدالسلام، وفق وكالة "سبأ" التابعة للحركة، أنه تم إجراء العديد من اللقاءات مع
المجتمع الدولي والجانب السعودي والأمم المتحدة في مسقط منذ انتهاء الهدنة.
وتابع: "كنا مرنين في الدخول إلى
هدنة مستدامة أو طويلة يتم فيها صرف المرتبات لجميع موظفي الدولة من إيرادات النفط
والغاز وفقا لميزانية العام 2014م، والدخول في نقاشات أوسع تؤدي لوقف الحرب،
وإنهاء الحصار، وخروج القوات الأجنبية من اليمن، والتهيئة لحوار سياسي بين
اليمنيين وصولا إلى حل دائم".