دعت
الصين منظمة
الصحة العالمية إلى اعتماد موقف
"محايد" بشأن تفشي كوفيد-19، بعدما انتقدت المنظمة حصيلة الوباء التي
تقدّمها بكين، وسط مخاوف عالمية من متحورات جديدة.
وانتقدت
منظمة الصحة العالمية الأربعاء الماضي تعريف الصين الجديد "الضيق
للغاية" للوفيات الناجمة عن كوفيد-19، مؤكدة أن الإحصائيات لا تنسجم مع عودة
انتشار الوباء في البلاد، وجددت تأييدها لإجراء فحوصات للوافدين من الصين.
ومع
تصاعد القلق من الانتشار المتزايد لحالات فيروس
كورونا في الصين، تتوالى دول
العالم على فرض قيود جديدة على الوافدين من الدولة الآسيوية.
وقد
انضمت النمسا واليونان، الخميس، إلى الدول التي فرضت إبراز اختبارات كورونا
السلبية على القادمين من الصين.
ومن بين تلك الدول، الولايات المتحدة وإيطاليا وماليزيا
وإسبانيا والمغرب وقطر وكندا وكوريا الجنوبية وتايوان.
وبهذا
الخصوص، قال وزير الصحة النمساوي يوهانس راوخ، في تصريح صحفي؛ إن "بلاده قررت
فرض إبراز فحص كورونا السلبي على المسافرين القادمين من الصين؛ بهدف منع انتشار
المتحورات الفيروسية الجديدة المحتملة".
ولفت
راوخ إلى أن "مدة صلاحية الاختبارات تصل إلى 48 ساعة، مشيرًا إلى أنها
"ضرورية لمكافحة الوباء".
وفي
خطوة مماثلة، فرضت السلطات اليونانية إبراز اختبار سلبي لفيروس كورونا على الركاب
القادمين من الصين.
وأظهرت
تقارير محلية، أنه بالإضافة إلى إبراز الاختبارات السلبية التي أجريت خلال 48 ساعة
من المغادرة، سيُطلب من الركاب استخدام أقنعة ذات حماية عالية في المطارات
اليونانية.
وتشكل
هذه الخطوة تغيرا جذريا بموقف السلطات اليونانية، التي أكدت الأسبوع الماضي عدم
نيتها فرض قيود خاصة على المسافرين من الصين.
جاء ذلك بالتزامن مع دعوة مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى
تنفيذ الإجراءات نفسها بطريقة منسقة في أنحاء الكتلة، في خطوة لاقت قبولا من
غالبية الدول الأوروبية.
كما
تشير التقارير إلى أن متحور أوميكرون الجديد "XBB.1.5"، هو المهيمن في الولايات المتحدة، إلا أن الأرقام في كندا ليست
موثوقة تماما؛ لأن المقاطعات كانت متأخرة في الإبلاغ عن الحالات بسبب موسم العطلات.
وفي
وقت سابق الخميس، كشفت مصادر صحية في الهند عن رصد 11 متحورا جديدا من فيروس
كورونا في البلاد، وصلت من خلال 124 مسافرا قدموا من دول مختلفة.
ونقل
موقع "تايمز أوف إنديا" عن مصادر - لم يسمها -، أن الحالات التي أثبتت
إصابتها بمتحورات كورونا، وصلت إلى الهند خلال الفترة بين 24 ديسمبر/ كانون الأول
الماضي، و3 كانون الثاني/يناير الجاري.
ماذا نعرف عن المتحور
الجديد؟
المتحور
الجديد "5.2 XBB" هو واحد آخر من
"أوميكرون" المهيمن عالميا، وأعراضه مشابهة لسلالات أوميكرون السابق،
ويعاني معظم الناس بسببه من أعراض تشبه أعراض البرد.
تطور
المتحور من آخر يحمل الرمز نفسه، وانتشر سابقا في بريطانيا، بحسب "بي بي
سي"، لكنه لم يشكل قلقا للسلطات الصحية آنذاك.
للمتحور
الجديد طفرة ساعدته على التغلب على الدفاعات المناعية للجسم.
ونقلت
"بي بي سي" عن البروفيسور من إمبريال كوليدج في لندن، ويندي باركلي،
قولها؛ إن المتحور لديه طفرة تعرف باسم إف 486 بي، التي تعيد له القدرة على
الارتباط بالخلايا، مع الاستمرار في تجنب المناعة، وهذا يجعله ينتشر بسهولة أكبر.
وقالت؛ إن هذه التغييرات في تطوره بمنزلة
"نقاط انطلاق"، إذ يتطور الفيروس لإيجاد طرق جديدة لتجاوز آليات الجهاز
المناعي في الجسم.
وتشير
التقديرات إلى أن أكثر من 40% من حالات كوفيد في الولايات المتحدة ناتجة عن هذا
المتحور .
وأشار
شي وينبو، وهو مسؤول في المركز الصيني لمراقبة الأمراض والوقاية منها، إلى أن
قاعدة بيانات وطنية جديدة تستند إلى جمع عينات من المشافي قيد الإعداد.
وقال؛
إن السلالتين الفرعيتين لمتحورة أوميكرون BA.5.2 و BF.7 مهيمنتان في بكين.
وفي
العديد من الدول، تغلب المتحورتان الفرعيتان XBB و BQ، الأشد عدوى، ولكنهما لم تهيمنا في الصين
بعد.