كشف عضو الأمانة العامة للاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين الكاتب والباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي، علي الصلابي،عن أن دعوته لعقد
اجتماع تشاوري بين الليبيين في إسطنبول هذه الأيام، هي جزء من حراك الليبيين من
أجل السلام والمصالحة الشاملة في
ليبيا، وليست سعيا لتشكيل حكومة جديدة بديلة عن
الأوضاع القائمة.
وأكد الصلابي في حديث خاص لـ
"عربي21"، أنه دعا فعلا لعقد اجتماع تشاوري بين النخب والشخصيات الليبية
الفاعلة حول مواضيع متعلقة بمسار السلام والمصالحة والانتخابات، ووحدة ليبيا
ومؤسساتها، والوصول إلى حوار وطني شامل، وأن دعوته لقيت تجاوبا كبيرا.
وأضاف: "هذا الاجتماع التشاوري الذي
نستكمل آخر الخطوات لعقده في إسطنبول خلال هذا الأسبوع بحول الله، هو جزء من الحوار
الدائر بين الليبيين من أجل التمهيد لمؤتمر وطني جامع سيكون في الداخل الليبي بحول
الله، وهدفه هو إنهاء الخلافات القائمة بين الليبيين وتوحيد مؤسسات الدولة".
وأضاف: "هذا اللقاء هو امتداد للقاءات
سابقة تمت بين أطراف وقوى ليبية متعددة داخل ليبيا وخارجها، سعت وتسعى للوصول إلى
ثوابت وطنية وميثاق يعزز مسار السلام والمصالحة، ووحدة التراب الليبي، ومؤسسات
الدولة المدنية والعسكرية، ومعالجة التصدع في النسيج الاجتماعي من خلال نموذج
المصالحة العام".
وتابع: "كما أن هذا اللقاء يمثل ألوان
طيف حقيقية لاستماع الليبيين إلى بعضهم البعض، وذلك لتنسيق الجهود من أجل عقد مؤتمر
وطني كبير في ليبيا من خلال التواصل مع القوى السياسية والاجتماعية، وهو لا يستثني
أحدا من ألوان الطيف الليبي سواء كان في السلطة أو المعارضة".
ونفى الصلابي نفيا قاطعا أن يكون هدف هذه
الاجتماعات
الوصول إلى حكومة بديلة للوضع القائم، وقال: "الأقاويل والأكاذيب والاتهامات
التي تقول: بأن هؤلاء يسعون لتعيين حكومة ثالثة أو رابعة أو خامسة، فلا أساس لها
من الصحة؛ لأن الشرعية تستمد من خلال صندوق الاقتراع في الأحوال الطبيعية، أيّ من
من الشعب الذي يصوت لمن يريد، وحتى في الحالات الاستثنائية كالتي تمر بها ليبيا
حالياً، نؤكد أن ليبيا في أشد الحاجة إلى حوار وطني شامل، هدفه توحيد ليبيا،
والابتعاد عن الاحتراب والاستقطابات والخلافات العقيمة، وإنما البحث عن الآليات
والحلول التي تعود بالخير على الشعب والدولة"، وفق تعبيره.
وكان المجلس الرئاسي في ليبيا قد أعلن في وقت
سابق عن عقد اجتماع تحضيري لملتقى المصالحة الوطنية في 8 يناير/ كانون الثاني
المقبل في العاصمة طرابلس.
ويقود المجلس ملف المصالحة الوطنية، حيث
أعلن في 6 نيسان (أبريل) 2021 تأسيس مفوضية وطنية عليا للمصالحة لحل الخلافات بين
الليبيين.
ويعتبر مراقبون أن "التأسيس للمصالحة
بين الليبيين وربط جسور التراحم بين أبناء الأقاليم الثلاثة (طرابلس وبرقة وفزان)،
يساعد في بناء أرضية مناسبة لانتخابات نزيهة يقبل الجميع بنتائجها، تؤسس لعقد
اجتماعي وسياسي لإعادة بناء الدولة الليبية على أسس سليمة".
وتشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في تصارع
حكومتين على السلطة؛ الأولى حكومة فتحي باشاغا التي كلفها البرلمان بطبرق (شرقا)،
والثانية حكومة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل
برلمان جديد منتخب.
ولحل الأزمة، أطلقت الأمم المتحدة مبادرة تقضي
بتشكيل لجنة من مجلسي النواب والدولة للتوافق على قاعدة دستورية تقود البلاد إلى تلك
الانتخابات، لكن ذلك يسير ببطء وسط خلافات متجددة بين الجانبين.
إقرأ أيضا: هل يحمل العام الجديد حلا للانتخابات والقضايا العالقة في ليبيا؟