تصحو بريطانيا وتنام على وقع إضرابات جديدة وسط رفض حكومي لزيادة الأجور..
تشهد
بريطانيا موجة اضرابات متعاقبة وغير مسبوقة في قطاعات حكومية وخاصة ستتخطى تكلفتها الـ1.2 مليار جنيه إسترليني في حال استمرارها حتى كانون الثاني/ يناير 2023.
سيبلغ مجموع (أيام العمل الضائعة) في شهرين فقط مليون يوم عمل موزعة على القطاعات، وهو الأعلى على مدار 33 عاما أي منذ عام 1989 وفقا للمركز البريطاني.
قطاعات متوقفة
رئيس الوزراء البربطاني ريشي سوناك، يتعهد بسن قوانين صارمة جديدة للحد من
الإضرابات إلا أنها تتصاعد من إضراب
العاملين بقطاع الصحة إلى إضراب عمال السكك الحديد، فإضراب العاملين في قطاع الاتصالات، وإضراب موظفي هيئة ترخيص السائقين، وصولا إلى إضرابات موظفي الطرق السريعة وعمال النقل والبريد والموانئ والمطارات وحرس الحدود وسائقي الاسعاف.
فن الإضراب.. إنكليزي !
الإضراب هو التوقف عن العمل جماعيا بصورة مقصودة للضغط على أرباب العمل لتحقيق مطالبهم، وغالبا ما يدفع إليه ويشجع عليه النقابات المهنية والاتحادات العمالية.
وقد دخل مصطلح (إضراب) لأول مرة في قاموس اللغة الإنكليزية عام 1768 يوم أضرب بحّارة لندن عن العمل في الميناء، الأمر الذي شل حركة السفن.
أما اليوم فربع سيارات الإسعاف في بريطانيا كان عليها الانتظار أكثر من ساعة قبل الوصول إلى قسم الطوارئ.
ويفاجأ 24 بالمئة من المرضى الواصلين إلى الطوارئ بأن عليهم الانتظار لساعات قبل أن يسمح لهم بالدخول جراء إضراب 10 آلاف موظف من سائقي سيارات الإسعاف والمساعدين الطبيين والممرضين، في إنكلترا وويلز، بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة، وذلك في أطول فترة انتظار تسجلها المستشفيات البريطانية في تاريخها، بحسب هيئة الصحة البريطانية (NHS).
حلول ترقيعية
ضغط الإضرابات المتواصل تمخض عن سلسلة من الحلول الترقيعية المتمثلة في إحلال نحو 1200 عنصر من الجيش بدلا من موظفي الإسعاف وقوات حرس الحدود المضربين، لأن الأولوية حاليا هي الحفاظ على سلامة المرضى بحسب وزير الصحة البريطاني.
بدوره توقف اتحاد موظفي قوات الحدود عن العمل ثمانية أيام مطالبا بأجور أعلى ومزيد من الأمن الوظيفي، فيما توعد الأمين العام للاتحاد بتصعيد الإجراءات في عام 2023، وفقا لـ"بي بي سي".. الأمر الذي دفع السلطات البريطانية إلى وصف الشتاء الحالي بأنه الأسوأ في تاريخ بريطانيا.