قد يبدو
المريخ كأنه مكان جاف مقفر، لكن الكوكب الأحمر يتحول إلى أرض عجائب من عالم آخر في
الشتاء، وفقًا لمقطع فيديو جديد نشرته وكالة
ناسا، وفقا لتقرير لشبكة "سي أن أن" الأمريكية.
إنه
أواخر الشتاء في نصف الكرة الشمالي للمريخ، حيث تستكشف المركبة الجوالة "برسفيرنس"
والمروحية "إنجنيويتي" دلتا نهر قديمة كانت تغذى ذات مرة من فوهة جيزيرو منذ مليارات السنين.
عادة
ما يبشر الغبار بقدوم الشتاء، لكن الكوكب ليس غريبًا على الثلج والجليد والصقيع. في
قطبي المريخ، يمكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى 123 درجة مئوية تحت الصفر.
صقيع ثاني أكسيد الكربون غير مكتمل أو جليد جاف داخل فوهة بركان خلال فصل الشتاء
وبحسب
"ناسا" فإن هناك نوعين من الثلج على كوكب المريخ؛ أحدها هو النوع الذي نعايشه
على الأرض، أي المياه المجمدة. ويعني الهواء المريخي الرقيق ودرجات الحرارة تحت الصفر أن
الثلج التقليدي يتسامى، أو ينتقل من مادة صلبة مباشرة إلى غاز، قبل أن يلمس الأرض على
سطح المريخ.
أما
النوع الآخر من ثلج المريخ فيعتمد على ثاني أكسيد الكربون، أو الجليد الجاف، ويمكن
أن يهبط على السطح. وتميل بضعة أقدام من الثلج إلى التساقط على سطح المريخ في مناطقه
المسطحة بالقرب من القطبين.
يقول
عالم المريخ في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة "ناسا" سيلفان بيكيو، في بيان: "يوجد ما يكفي من
الثلوج المتساقطة، ما يمكن من المشي بأحذية ثلجية، وإذا أردت التزلج فيمكنك الذهاب إلى منحدر".
حتى
الآن، لم تتمكن أي مركبات مدارية من رؤية تساقط الثلوج على الكوكب الأحمر، لأن الظاهرة
تحدث فقط في القطبين أسفل الغطاء السحابي ليلاً. ولا يمكن للكاميرات الموجودة في المدارات
أن تنظر عبر السحب، ولم يتم تطوير مستكشفات آلية يمكنها تحمل درجات الحرارة المتجمدة
عند القطبين.
كثبان مغطاة بالصقيع بعد يومين من وصول الانقلاب الشتوي إلى المريخ في تموز/ يوليو
ومع
ذلك، فإنه يمكن لجهاز "Mars Climate Sounder" على مركبة استكشاف المريخ المدارية اكتشاف
الضوء غير المرئي للعين البشرية. وقد رصدت تساقط ثلوج ثاني أكسيد الكربون على قطبي
المريخ. واستخدم مسبار فينكس، الذي وصل إلى المريخ في عام 2008، إحدى أدوات الليزر
الخاصة به لاكتشاف الجليد المائي الجليدي من موقعه على بعد حوالي 1000 ميل (1609 كيلومترات)
من القطب الشمالي للمريخ.
قال
بيكيو: "نظرًا لأن جليد ثاني أكسيد الكربون له تماثل من أربعة، فإننا نعلم أن
رقاقات الثلج الجافة ستكون على شكل مكعب"، مضيفا: "يمكننا أن نقول إن رقاقات
الثلج هذه ستكون أصغر من عرض شعرة الإنسان".
يتشكل
الجليد وثاني أكسيد الكربون أيضًا على سطح المريخ، ويمكن أن يحدث بعيدًا عن القطبين.
وقد شاهدت مركبة "أوديسا" المدارية
(التي دخلت مدار المريخ في عام 2001) صقيعًا يتشكل ويتحول إلى غاز في ضوء الشمس، بينما
رصدت مركبة الهبوط "فايكنغ" صقيعًا جليديًا على سطح المريخ عند وصولها في
السبعينيات.
في نهاية
فصل الشتاء، يمكن أن يذوب الجليد المتراكم في الموسم ويتحول إلى غاز، ما يخلق أشكالًا
فريدة ذكّرت علماء "ناسا" بالجبن السويسري والبيض المقلي والعناكب وغيرها
من التكوينات غير العادية.
صنع ذوبان الجليد أنماطًا فريدة من نوعها على الكثبان المريخية خلال فصل الربيع في 2021