مقابلات

مصدر يمني: قوات شكلتها الرياض تتسلم أكبر قاعدة عسكرية بالبلاد

السعودية تعزز حضورها عبر هذه القوات- حساب القوات عبر فيسبوك
كشف مصدر يمني مطلع، عن انتشار وحدات عسكرية مدعومة من السعودية، قائدة التحالف العربي، في أكبر قاعدة عسكرية في البلاد.

وقال المصدر اليمني  لـ"عربي21" طالبا عدم الكشف عن هويته، إن وحدات عسكرية شكلت حديثا، بمسمى قوات "درع الوطن"، وصلت إلى قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج، جنوب البلاد، في الأيام القليلة الماضية، وتسلمت  أجزاء واسعة من القاعدة الاستراتيجية.

وقاعدة العند، هي أكبر القواعد العسكرية في اليمن، وتقع في محافظة لحج، (60 كيلومترا شمال عدن) وكانت القاعدة مركز مراقبة متطور للاتحاد السوفييتي أثناء الحرب الباردة، وكان يتمركز فيها لواءان عسكريان هما "اللواء 90 طيران" و"اللواء 39 طيران".

وأضاف المصدر أن هذه القوات التي كانت تحمل اسم "اليمن السعيد" قبل أن يتم تغييرها إلى "درع الوطن" ـ بعد اعتراضات على المسمى السابق ـ  تسلمت مهام حماية مطار القاعدة وأجزاء واسعة منها، قبل أيام، بناء على توجيهات من التحالف الذي تقوده السعودية.

وأشار إلى أن هذه القوات يقودها قيادي سلفي يدعى "بشير المضربي" المتحدر من قبيلة الصبيحة، إحدى أكبر القبائل في لحج، والذي سبق أن انخرط في مواجهة الحوثي خلال عام 2015 منذ الوهلة الأولى، قبل أن يختفي بعد تدخل التحالف بقيادة السعودية، وتسلم الإمارات إدارة العمليات العسكرية جنوب البلاد.

وبحسب المصدر اليمني المطلع فإن قوات "درع الوطن" شكلتها السعودية، وتتألف من 5 ألوية عسكرية معظمها من السلفيين، تم تدريبها في محافظات عدة جنوب البلاد.

وأكد المصدر اليمني أنه بعد وصولها إلى قاعدة العند، أوكلت لها مهام "تأمين بوابة المطار والقاعدة الجوية التي يتواجد فيها عسكريون سعوديون وسودانيون".

وتعد قاعدة العند من أهم وأكبر القواعد العسكرية الخاضعة لسيطرة الجيش اليمني الذي استعاد السيطرة عليها بعد معارك عنيفة مع الحوثيين في العام 2015.

وعلى الرغم من الحضور الباهت لقوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا في قاعدة العند، وفقا للمصدر، إلا أن القوات الجديدة شنت حملات تحريض عليها منذ الشروع في تشكيلها، ودعت الشباب إلى عدم الالتحاق بها.

وقال المصدر: "في الحقيقة، أن الانتقالي غير راض عن هذه القوات، ويرى فيها قوة منافسة له في محافظات الجنوب، لاسيما بعد إنشاء معسكرات تدريب لها في محافظة الضالع، حيث معقل زعيم المجلس، عيدروس الزبيدي".

وأوضح المصدر اليمني أن الدفع بهذه القوات إلى قاعدة العند في لحج، تكشف عن توجه ورغبة سعودية في السيطرة عليها، وإنهاء أي حضور عسكري للإمارات والقوى الموالية لها.

ومضى قائلا: من قبل، كان المطار العسكري في قاعدة العند، ومعظم المواقع داخلها، خاضعا للسيطرة الإماراتية، حتى أواخر العام 2018.

ولفت إلى أنه في الغالب، فإن القوات المتواجدة داخل القاعدة تتبع المنطقة العسكرية الرابعة في الجيش، وبقيادة اللواء الركن فضل حسن، واللواء الركن ثابت مثنى جواس، قائد محور العند العسكري، الذي اغتيل في مارس/ آذار من العام الحالي، شمال عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد.

وتابع بأنه لا وجود لأي تشكيلات عسكرية أو أمنية تابعة للانتقالي في القاعدة سواء من "الحزام الأمني" أو "العاصفة" أو قوات "الصاعقة".

وبحسب المصدر اليمني فإن قاعدة العند، تحظى بأهمية ومكانة استراتيجية، حيث إنها كانت محط أنظار العسكريين الأمريكيين، وسبق أن تواجدوا فيها، فضلا عن أن آخر زيارة لها من قبل رئيس أركان القوات الأمريكية، كانت قبل عامين تقريبا.

فيما تمثل السيطرة على قاعدة العند الجوية عسكريا، أهمية خاصة، لطالما مثلت المفتاح الرئيس لعدن، في حين يمكن التحرك منها باتجاه الشمال، نحو الضالع والبيضاء (وسط) وتعز ( جنوب غرب)، وهي نقطة التحول الرئيسية في إدارة الصراع، إذا ما استغلتها السعودية بشكل جيد، وفق خبراء.

وأوضح المصدر أن السعوديين يسعون إلى كسب وتعزيز النفوذ جنوب البلاد، في ظل تعاظم التنافس مع الإماراتيين الذين نجحوا في تعزيز حضورهم في المناطق الساحلية اليمنية عند خطوط الملاحة البحرية في خليج عدن ومضيق باب المندب، باتجاه القرن الأفريقي.

ويبدو أن التصدعات المتزايدة بين السعودية و الإمارات، دفعت بالدولتتين إلى تعزيز حضورهما في المحافظات غير الخاضعة لسيطرة الحوثيين، التي تشهد انقساما حادا فيها، حيث أسست كل منهما فصائل مسلحة وتستخدمها لتحقيق أهدافها، وفق مراقبين.