عرض رئيس
الوزراء
الإسرائيلي المكلّف بنيامين
نتنياهو، الأربعاء، الخطوط العريضة لبرنامج
حكومته مسلّطا الضوء على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلّة، أعقبه تهديد
من حركة حماس بـ"تصعيد المقاومة"، فيما حذر العاهل الأردني من
انتفاضة ثالثة.
وقال حزب
الليكود الذي يتزعّمه نتنياهو في بيان، إنّ "للشعب اليهودي حقّا حصريا وغير
قابل للتصرّف في جميع أنحاء أرض إسرائيل. ستشجّع الحكومة وتطوِّر الاستيطان في
جميع أنحاء أرض إسرائيل - في الجليل والنقب والجولان وفي يهودا والسامرة (الضفة
الغربية المحتلة)".
كذلك، أشار
البيان إلى مطالبة الحلفاء من اليمين المتطرّف بمنح قوات الأمن هامش تحرك أكبر في
إطار استخدام القوة في الضفة الغربية المحتلّة.
وجاء في
البيان أنّ "الحكومة ستعمل على تعزيز قوات الأمن ودعم المقاتلين والشرطة بهدف
محاربة الإرهاب ودحره".
وأعلن
نتنياهو الأربعاء تعيين يوآف غالانت وزيراً للحرب، حسبما أفاد الليكود.
ويعتبر غالانت
(64 عاماً) الذي كان قائداً سابقاً للجبهة الجنوبية، أحد المؤيدين المخلصين
لنتنياهو وقد شغل أيضاً عدّة مناصب وزارية في الحكومات السابقة التي ترأسها.
وسيطرح نتنياهو حكومته الخميس على الكنيست لنيل الثقة.
تصعيد المقاومة
ومخاوف من انتفاضة جديدة
من جانبه، حذر
رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، الأربعاء،
من اتجاهات الحكومة الإسرائيلية المرتقبة مشددا على مواجهة الاستيطان
بـ"تصعيد المقاومة".
جاء ذلك في
بيان نشره موقع الحركة، تعقيبا على إعلان نتنياهو أن حكومته ستعمل على
تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.
هنية قال إن
الاتجاهات السياسية والفكرية لقادة إسرائيل وحكوماتها، وخاصة الحكومة المقبلة،
"تضع الوضع برمته على صفيح ساخن".
وأضاف أن
الأولوية للشعب
الفلسطيني في مواجهة أولويات الحكومة الإسرائيلية الجديدة هي
"المقاومة والوحدة".
من جانب آخر،
قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إنه لا بد أن "نشعر بالقلق حيال
قيام انتفاضة جديدة، وإن حصل ذلك، فإنه قد يؤدي إلى انهيار كامل، وهذا أمر لن يكون
في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين".
وفي مقابلة
بثتها قناة "سي أن أن" الأمريكية، الأربعاء، كان أجراها مع الإعلامية
بيكي أندرسون قبل أسبوعين، قال العاهل الأردني ردا على سؤال بخصوص عودة نتنياهو
للسلطة، وما وصفه معلقون أردنيون بأنه أسوأ كابوس بالنسبة للأردن، "إن
للإسرائيليين الحق باختيار من يقودهم، وسنعمل مع الجميع طالما أننا سنتمكن من جمع
كل الأطراف معا، فنحن على استعداد للمضي قدما".
وتابع:
"في المقابل، لدينا خطوط حمراء، وإذا ما أراد أحد تجاوز هذه الخطوط الحمراء،
فسنتعامل مع ذلك، ولكن ندرك أن الكثير من الجهات في إسرائيل تشاركنا القلق".
وأضاف: "نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس، وما يقلقني هو وجود تحديات تواجه الكنائس بسبب السياسات المفروضة على الأرض، وإذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة".
وشدد بالقول: "هناك أشخاص يحاولون الدفع باتجاه ذلك، وهذا مصدر للقلق، ولكن لا أعتقد أن هؤلاء الأفراد تحت أنظار الأردن فقط، بل هم تحت أنظار المجتمع الدولي".
وأشار إلى أننا "نعيش في منطقة صعبة وهذا أمر اعتدنا عليه، وإذا أراد جانب ما أن يفتعل مواجهة معنا، فنحن مستعدون جيدا، ولكن أود دوما أن ننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس".
وقال إن في الأردن والقدس "أقدم مجتمع عربي مسيحي في العالم، "وهم هنا منذ ألفي عام، وعلى مدى الأعوام الماضية، بتنا نلاحظ أنهم كمجتمع يتعرضون لضغوطات، وبالتالي فإن أعدادهم في تناقص، وهذا باعتقادي ناقوس خطر لنا جميعا".
انقسام
إسرائيلي
في سياق متصل،
أعرب ما يزيد على 100 سفير ودبلوماسي إسرائيلي متقاعد بوزارة الخارجية، الأربعاء،
عن قلقهم من إمكانية أن تلحق سياسة الحكومة المقبلة بقيادة نتنياهو الضرر
بعلاقات تل أبيب الخارجية.
جاء ذلك في
رسالة بعثوا بها لنتنياهو، وفق ما نقلت هيئة البث الرسمية التي نشرت نصها، وذلك
قبل يوم من عرض رئيس الوزراء المكلف حكومته لنيل الثقة أمام الكنيست.
وقال السفراء
والدبلوماسيون السابقون في رسالتهم: "نحن الموقعون أدناه الذين مثّلنا الدولة
في الخارج على مر السنين بفخر، نود أن نعرب لكم عن قلقنا وخوفنا من إلحاق ضرر جسيم
بعلاقات إسرائيل الخارجية وموقفها ومصالحها نتيجة للسياسة المتبلورة للحكومة".
كما أعربوا عن
"مخاوفهم من التصريحات التي رددها أولئك الذين سيشغلون مناصب عليا في الحكومة
والكنيست، ومن المنشورات حول التغييرات المتوقعة في يهودا والسامرة، وفيما يتعلق
بصدور عدد من القوانين المتطرفة التي قد تؤدي إلى التمييز والقمع ضد الأقليات،
والضرر المحتمل لحرية التعبير وقيم الديمقراطية في إسرائيل".