تؤرق العلاقة المتنامية بين
روسيا وإيران،
الاحتلال الإسرائيلي، ودفعته لدراسة وتحليل الحالة الجديدة من العلاقات، والتي شهدت قفزة لافتة في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا.
وفي هذ السياق، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصادر إسرائيلية قولها، إن روسيا وإيران توشكان على إبرام اتفاق لبيع مئات المُسيرات الهجومية من إنتاج
إيراني في صالح الحرب في أوكرانيا، وذلك كما أكدت مصادر اسرائيلية.
والصيف الماضي وقعت الدولتان على الصفقة الأولى والتي في إطارها بيعت لروسيا بضع مئات من
المسيرات الايرانية، التي ستستخدم للهجوم على أهداف في أوكرانيا (إيران تنفي).
صفقة جديدة
ولفتت الصحيفة في تحليل للكاتب يوآف ليمور إلى أن الصفقة الأولى نفذت بالكامل، وكل المسيرات نقلت إلى روسيا، والأخيرة استخدمت كل المسيرات التي تلقتها، أو أغلبيتها الساحقة، ولهذا فقد دخلت في الأسابيع الأخيرة في مفاوضات مكثفة مع إيران لتحقيق صفقة أخرى تسمح لها بمواصلة هجماتها على أهداف في أوكرانيا، ولا سيما منشآت البنى التحتية.
وكان مسؤولون كبار في الجيش الأوكراني قالوا، إنه في إطار الصفقة الإضافية فستشتري روسيا 1700 مسيرة هجومية جديدة، لكن محافل إسرائيلية تعرف معطيات مختلفة عن هذه الصفقة، وقالت إنها تتضمن نقل بضع مئات من المسيرات بقيمة مئات ملايين اليوروهات التي ستدفع لإيران نقدا، وستخرج هذه الصفقة إلى حيز التنفيذ في الأيام القريبة القادمة، ما سيسمح لروسيا بتصعيد كمية هجماتها في أوكرانيا ومستوى دقتها.
وخلال المفاوضات على الصفقة، أعربت روسيا عن اهتمامها أيضا بإقامة خط إنتاج للمسيرات الهجومية على أراضيها. وفيما إيران أعطت موافقتها على ذلك، فإن التقدير هو أنه من لحظة التوقيع على الاتفاق، فسيتطلب ذلك نحو سنتين الى أن يتمكن المصنع الروسي من إنتاج مسيرات بشكل منتظم، وفقا للصحيفة التي ذكرت أن روسيا أعربت عن اهتمامها بشراء
صواريخ أرض أرض من إيران، ولكن بقدر ما هو معروف فإن مثل هذه الصفقة لم تتبلور بعد.
قلق إسرائيلي
وعلى إثر هذا التعاون بن موسكو وطهران، فإنها تبدي الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية مخاوف عميقة تتعلق بالأمن، فالموساد الإسرائيلي يعتقد أن التعاون العميق بين الدولتين سيؤثر على أمن اسرائيل. ومصدر القلق الأساسي في هذا السياق هو النقل المحتمل في المستقبل لصواريخ فوق صوتية (تصل إلى سرعة أعلى خمس مرات أو أكثر من سرعة الصوت) من روسيا إلى إيران والمساعدة في جهود إيران للتموضع في سوريا في ظل تقييد محتمل لنشاط سلاح الجو الإسرائيلي في الساحة الشمالية.
النهج الأكثر اعتدالا الذي تتصدره شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي هو أنه وإن كانت روسيا تتعاون مع إيران، فإنها تفعل ذلك انطلاقا من نهج "الأعمال التجارية فقط". وهكذا، فإنها نقلت إلى طهران وسائل قتالية أمريكية وضعت اليد عليها، وهي تعتزم أيضا أن تنقل إلى إيران طائرات "سوخوي 33" المتطورة، لكنها تمتنع عن السماح لإيران بسيطرة أكبر في المنطقة، وفقا للصحيفة.
أما شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، فتعتقد أن موسكو لن تخرج عن سياستها التي تعارض أن تحوز إيران سلاحا نوويا، وهي ستركز معظم الصفقات معها في المجالات التجارية والاقتصادية، كي تمتنع عن مواجهة إضافية مع الولايات المتحدة والغرب.
وختمت الصحيفة بالقول، إن المسيرات الإيرانية المستخدمة في الحرب على أوكرانيا أثارت اهتماما متزايدا لدى جملة محافل كحزب الله في لبنان وحتى منظمات مختلفة في العراق، وفي إيران يوجد اهتمام كبير بتوريد واسع للوسائل القتالية المتطورة مثل هذه، من أجل خلق ردع وتهديد دائمين على أعدائها في المنطقة وعلى رأسهم إسرائيل.