أشار الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، خلال المؤتمر السنوي لوزارة الدفاع، إلى اقتراب دخول
صواريخ "سارمات" المعروفة بالشيطان العابرة للقارات في خدمة الجيش الروسي.
وقال بوتين في كلمته إن بلاده تعمل على تطوير أسلحة فرط صوتية لا مثيل لها على مستوى العالم، وتعهد بتحقيق أهداف تتعلق بتطوير قدرات بلاده النووية، وتحقيق أهداف العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وقال بوتين في كلمة أمام قادة الدفاع في موسكو، اليوم الأربعاء، وحضرها الآلاف من العسكريين عبر تقنية الفيديو، إنه لا حدود مالية لما ستقدمه الحكومة للقوات المسلحة، مشيرا إلى اقتراب دخول صواريخ "سارمات" المعروفة بالشيطان العابرة للقارات في خدمة الجيش الروسي، واعدا بمنح قواته المسلحة كل ما تطلبه لدعم الحملة العسكرية في أوكرانيا.
وأضاف بوتين أن على
روسيا الانتباه لأهمية الطائرات المسيرة في الصراع المستمر منذ 10 أشهر في أوكرانيا، قائلا إن صواريخ سارمات الروسية الأسرع من الصوت، التي يطلق عليها "الشيطان 2″، ستكون جاهزة للانتشار في المستقبل القريب.
"الشيطان 2"
ويبلغ طول الصاروخ "سارمات" حوالي 35 متراً ويزن 220 طناً ويمكن أن يحمل 15 رأساً نووياً خفيفاً في وقت واحد، مرتبة كـ"مركبة إعادة دخول متعددة مستهدفة بشكل مستقل" مما يعني أن صاروخاً واحداً يمكنه ضرب مجموعة من الأهداف في الآن ذاته.
تم تطوير الصاروخ كخليفة للصاروخ الأصلي "آر إس-28 سارمات" المعروف باسم "الشيطان" الذي يعود تاريخه إلى الحقبة السوفيتية ويمكن أن يحمل 10 رؤوس حربية فقط ويغطي مدى يتراوح بين 10 آلاف و16 ألف كيلومتر مقارنة بـ"الشيطان 2" الذي يصل مداه إلى 18 ألف كيلومتر وفقاً لبيانات المركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية.
أجرت إدارة بوتين اختباراً لإطلاق صاروخ "الشيطان 2" في 20 نيسان/أبريل 2022 حيث أطلقت صاروخاً من ميناء بليسيتسك الفضائي وأعلنت أن "الرؤوس الحربية التدريبية" ضربت أهدافاً محددة في ميدان اختبار الصواريخ "كورا" في شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق البلاد.
اعتبر محللو الدفاع الأجانب هذا الحدث على أنه عرض للقوة قبل احتفالات 9 أيار/مايو في "يوم النصر" لكن بوتين لم يهدر الكثير من الوقت في اغتنام الفرصة للتحذير من أن أعداء بلاده قد يستهدفون بهذا السلاح الجديد الهائل.
في حديث سابق له على التلفزيون الروسي، قال بوتين إن "الشيطان 2" سيجعل أولئك الذين "يحاولون تهديد بلادنا في خضم الخطاب العدواني المحموم يفكرون مرتين".
وادعى بوتين أن الصاروخ لا يشبه أي صاروخ متاح للقوى العظمى المنافسة وأن جميع مكوناته مصنوعة محلياً مما يعني أن روسيا لا تعتمد على شركاء أجانب في إنتاجه.
"تطوير القدرات"
كما أكد فلاديمير بوتين، خلال كلمته بالمؤتمر السنوي لوزارة الدفاع الروسية، مواصلة بلاده تطوير قدراتها العسكرية بما في ذلك النووية، وأشار إلى أن صواريخ "تسيركون" الفرط صوتية تدخل الخدمة بالجيش الروسي أول يناير/ كانون الثاني المقبل.
وفي السياق، تعهد الرئيس الروسي بالمحافظة على توازن الردع النووي، الذي وصفه بأنه أساس الاستقرار في العالم، وبمواصلة دعم القدرات النووية الروسية، وزيادة القوة الإستراتيجية بجميع الأسلحة الحديثة، مثل صواريخ سارمات وتسيركون، التي قال إنه لا مثيل لها في العالم.
واتهم بوتين حلف شمال الأطلسي (الناتو) باستخدام قدراته كاملة ضد روسيا، قائلا إن منافسي روسيا الإستراتيجيين لهم هدف تاريخي هو إضعاف روسيا وتفتيتها، بحسب تعبيره.
اقرأ أيضا: دعم أمريكي جديد لأوكرانيا يشمل لأول مرة نظام "باتريوت" الدفاعي
وقال إن القدرات العسكرية للجيش الروسي تتزايد مع مرور الوقت، مضيفا أن الجيش الروسي سيحقق أهدافه رغم ما وصفها بالأعمال العدائية ضد روسيا من أغلب دول حلف الناتو.
كما أكد أنهم سيقومون بكل ما هو ضروري لزيادة قدراتهم العسكرية خلال ما وصفها بالعملية الخاصة في أوكرانيا، وقال: "يجب الاستفادة من خبرة قواتنا العسكرية التي عملت في سوريا".
وأشار الرئيس الروسي كذلك إلى أن لدى بلاده "خبرة جيدة في تصنيع غواصات مسيرة ويجب أن نعمل على توسيع القدرات لمعدات الضربات الاستباقية"، وقال: "سنزود قواتنا الإستراتيجية بجميع أصناف الأسلحة الحديثة".