قالت
مجلة دير شبيغل، إن السفير الألماني في
قطر، حذر في رسالة إلى وزارة خارجية بلاده، من الأسلوب الحالي المتبع في التعامل
مع الدوحة، داعيا بلاده لتغييره.
وكشفت المجلة، أن الرسالة وصلت للحكومة في
برلين، ولم يعرف كيف تسربت للإعلام، وتكونت رسالة السفير كلاوديوس فيشباخ، من 4
صفحات، حملت تحذيرات لبلاده من إلحاقها ضررا جسيما في العلاقة مع قطر، في حال
استمر الأسلوب المتبع بالتعامل معها، خاصة الخلافات الأخيرة بشأن تنظيمها
المونديال.
وقال فيشباخ في الرسالة السرية، إن ألمانيا "حازت على مكافأة كبيرة بالثقة من القطريين، لكنها أضاعت تلك الثقة خلال
الأسابيع الأخيرة".
واستعرضت الرسالة، الجوانب التي أدت للتدهور
الخطير في العلاقة، والنقاشات الجارية حول كأس العالم، ومنها انزعاج قطر من
الاتهامات الألمانية المتكررة، وسياسات برلين تجاه الدوحة، وتحديدا تصرفات وزيرة
الداخلية الألمانية نانسي فيزر، والتي أثارت استفزازا بعد ارتدائها شارة
المثليين
على كتفها، خلال مباراة للمنتخب الألماني، بشكل مخالف للقانون القطري.
وقال السفير في الرسالة، إن قطر ترى نفسها
"ضحية حملة إعلامية غير مسبوقة"، مشيرا إلى أن قيام المنتخب بوضع يده
على فمه وارتداء وزيرة الداخلية لشعار المثليين، جرى تفسيره بالدوحة على أنه قلة
احترام لثقافتهم.
ولفت إلى أنه رغم الإشارة السياسية من قطر، بعقد صفقة الغاز مع
المانيا، إلا أن المزاج في الدوحة حيالنا، والذي يكون وديا عادة، أصبح بائسا.
وأضافت الرسالة السرية: "المزاج الحالي تجاه ألمانيا في دوائر الأعمال المحلية، الموالية
لألمانيا تقليديا، يوصف لي بأنه بائس وقطر لاعب سياسي جاد يفكر مليا في القرارات
الاستراتيجية، لا داعي للتحدث طويلا عن حقيقة أننا لا نريد ولا نستطيع الاستغناء
عن قطر كحليف موال للغرب".
وتابع أن "إمدادات الطاقة، والوساطة التي
أثبتت جدواها في الصراع في بيئة صعبة، ونشاط استثماري موثوق به في ألمانيا هي أهم
الكلمات الرئيسية، ويجب ألا تغفل إجراءات سياستنا الخارجية تجاه قطر عن هذا المشهد
الواسع".
وشدد على أنه من أجل إنقاذ العلاقات، يجب الابتعاد عن استراتيجية
المواجهة، "وما نحتاجه الآن، هو بيان عام رفيع المستوى، يعترف بالتنظيم الجيد
للغاية لكأس العالم حتى الآن، والرضا عن اتفاقية توريد الغاز الطبيعي المسال
الأخيرة".
وطالب بـ"تقدير التقدم المحرز في حالة حقوق الإنسان، في سياق
الاستعدادات لكأس العالم، والتأكيد على الاهتمام بمواصلة العلاقات الجيدة
تقليديا".
وقالت المجلة، إن البرقية السرية، "تعطي الانطباع
بأن السفير، لم يقصد قراءة انتقاداته في منصبه فحسب، بل أن تنشر على الملأ أيضا".
وكشفت المجلة، أن الانزعاج من تصرفات الحكومة الألمانية تجاه قطر، لم
تقتصر على السفير، بل أيضا على صعيد جهاز المخابرات الألماني، الذي ينظر إلى قطر على
أنها شريك سري ومتشابك بصورة ممتازة، ويمكن الاعتماد عليها لسنوات.
وأشارت إلى تعاون المخابرات القطرية مع نظيرتها الألمانية، في العديد
من الأحداث، مثل إطلاق سراح عامل تنمية ألماني اختطف في اليمن، وقيامها بتهريب
مواطنين ألمان إلى مطار كابول بعد سقوط المدينة بيد طالبان.
وتشكك الدوائر الأمنية الألمانية، فيما إذا
كانت الدوحة مستعدة للقيام بمثل هكذا مساعدات في المستقبل.
وقالت المجلة، إن اسم وزيرة الخارجية أنالينا
بيربوك، لم يذكر برسالة السفير، لكن الوزير السابق سيغمار غابرييل، تمت الإشادة
به، وكان أول "وزير خارجية يقفز إلى جانب بلد محاصر من جيرانه العرب في عام
2017".
وأثنى السفير فيشباخ على غابرييل، وقال إنه "لم يكن شيء ليعزز
الثقة القطرية في نشاطات ألمانيا، مثل وزير الخارجية سيغمار غابرييل بداية حصار
قطر".