قال الفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، إن "الجزائر تمكنت من إفشال الاستراتيجيات الخبيثة، التي استهدفت كيان الدولة عن طريق آفة الإرهاب الدخيلة على المجتمع الجزائري"، مشيدا في نفس السياق بمساهمة الدبلوماسية الجزائرية في تعزيز الوعي الدولي بالطبيعة الإجرامية للإرهاب.
وقال شنقريحة خلال إشرافه على افتتاح أشغال
ملتقى دولي حول "جيوسياسية التطرف: المنطلقات والتهديدات والتحديات وآليات
المجابهة": "لقد عانت الجزائر لعشرية كاملة من وَيْلات الإرهاب
الدَّخيل، الذي هَدَّد أركان الدولة الوطنية ونظامها الجمهوري، وسلامة المجتمع
وتجانسه وتماسك هويته، وخرّب اقتصادها".
وأضاف: "لكن بفضل الله تعالى وبفضل رفض
المواطنين للأجندات المتطرفة والإرهابية، وكذا تمسك الشعب بوطنه ونظامه الجمهوري،
تمكنت الجزائر من إفشال الاستراتيجيات الخبيثة، التي استهدفت كيان الدولة عن طريق
الإرهاب".
وأكد شنقريحة أن الجزائر انتصرت، بمواطنيها
وجيشها الوطني الشعبي ومؤسساتها على الإرهاب لوحدها، وتمكنت من تطوير تجربة فريدة
في مكافحة هذه الآفة والوقاية منها، سواء على المستوى العملياتي، أو عن طريق تطوير
مقاربة وطنية مُتكاملة ومُتعددة الأبعاد.
وتابع: "ساهمت الدبلوماسية الوطنية ـ
يضيف شنقريحة ـ في تعزيز الوعي الدولي بالطبيعة الإجرامية للإرهاب، وذلك من خلال
عدد من الاتفاقيات والمبادرات الإقليمية والجهوية، وكذلك القرارات الأممية،
الداعمة للمجهودات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله من أجل
مَنْعِ تفاقم التهديد وانتشاره".
وأوضح شنقريحة أن التطرف يُعتبر ظاهرة
تاريخية تتميز بالتحور والتعقد، كما أنها تأخذ أشكالا تعبيرية مختلفة، وتقوم على
منطلقات فكرية وعقائدية متباينة، حسب الزمان والمكان، ولكنها تشترك في بعض
المُنطلقات القائمة على الاعتقاد الخاطئ بامتلاك الحقيقة، ورفض الآخر ونَبْذِه،
واتخاذ سلوكات تعبيرية بالخطاب أو بالأفعال القائمة على الكراهية، بل وحتى على
العنف الذي قد يصل لحد الإرهاب.
وأكد أن ظاهرة التطرف غير مرتبطة بديانة دون
أخرى، أو بمجتمع دون غيره أو حتى بإيديولوجية دون سواها، والاستغلال الخاطئ أو
الوظيفي للأفكار والقَناعات يؤسس لمسارات تهدد الهوية والفكر، بل وحتى استقرار
الدول".