كشف تحقيق نشرته صحيفة
"واشنطن بوست" أن السلطات
الإيرانية أعدت قائمة بأسماء إيرانيين يعيشون في الخارج تعتبرهم تهديدا على النظام الحاكم.
وقالت الصحيفة، في التحقيق الذي ترجمته "عربي21"، إن
الحكومة الإيرانية زادت من جهود الاختطاف والقتل للمسؤولين الحكوميين والصحفيين والناشطين حول العالم، بمن فيهم الذين يعيشون في الولايات المتحدة، وذلك حسب وثائق حكومية ومقابلات مع 15 مسؤولا في واشنطن وأوروبا والشرق الأوسط تحدثوا للصحيفة شرط عدم الكشف عن هويتهم.
وقالوا إن طهران استهدفت مسؤولين حكوميين ومعارضين فروا من البلد إلى الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وتركيا وأوروبا، إلى جانب إسرائيليين أو أشخاص يتعاطفون مع إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخابرات وقوى الأمن الإيرانية تعتمد في معظم المؤامرات على جماعات وكيلة لتنفيذ خططها، مقابل مئات الآلاف من الدولارات للصوص المجوهرات وتجار المخدرات ومجرمين آخرين جاهزين للخدمة، حسبما قال المسؤولون.
وأضافوا أن هذا النهج الذي يتعامل مع كل الوكلاء والمجرمين كان سببا في فشل عدد من العمليات، وفي بعض الحالات تردد القتلة المأجورين بتنفيذ العملية، ولم ينفذوا الأوامر التي تلقوها.
ويرى المسؤولون أن تصميم إيران على مواصلة استهداف معارضيها قد يقود مرة إلى مقتل صحفيين بارزين أو ناشطين ومسؤولين غربيين بشكل قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع طهران.
وأشاروا إلى مقتل ثلاثة معارضين على الأقل في الفترة ما بين 2015- 2017، بمن فيهم عربي إيراني قتل أمام بيته في هيغ، بهولندا. واتهمت السلطات الهولندية إيران بتورطها في مؤامرة أخرى في أوروبا. وزادت وتيرة المؤامرات في السنوات الأخيرة، التي تعدّ من أكثر المحاولات طموحا في الذاكرة القريبة، حسب المسؤولين والوثائق.
وقالت الصحيفة إن رجال المخابرات الكنديين جاءوا في صيف 2021 إلى بيت الموسيقي الإيراني رامين سيد إمامي، في مدينة فانكوفر، وطلبوا منه وضع هاتفه في حقيبة خاصة تمنع الموجات المغناطيسية الكهربائية، ولا يتم التنصت على المكالمات.
ويقدم سيد إمامي برنامجا مشهورا باللغة الفارسية، عادة ما يحتوي على ضيوف من داخل إيران يناقشون القضايا التي تعدّ تابو في الثقافة الإيرانية، مثل الجنس والصحة العقلية والردة عن الدين.
ومن دون الإشارة إلى حالة سيد إمامي، قالت المتحدثة باسم المخابرات الكندية في بيان للصحيفة، إن عناصر المخابرات على حذر من محاولات دول معادية، بما فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استفزاز وتخويف المجتمعات الكندية، بما فيها مجتمعات الشتات، وإن المخابرات تحقق بشكل مستمر في التهديدات على الحياة النابعة من الجمهورية الإسلامية، وبناء على تقارير أمنية موثوقة. وهي نشاطات تعد عدوانية وتدخلا أجنبيا يقوض أمن
كندا والكنديين، وكذا القيم الديمقراطية والسيادة.
وتظهر الوثائق إلى جانب تصريحات المسؤولين أن الحملة الإيرانية تكشف عن الأيادي الممتدة عالميا؛ ففي العام الماضي، كشفت وكالات الأمن الغربية وأجهزة فرض النظام عن محاولة اغتيال لمستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في واشنطن، واختطاف وقتل الصحفية والناشطة الأمريكية الإيرانية مسيح علي نجاد في نيويورك. وكذا محاولات عدة لقتل صحفيين بريطانيين، وأخرى لاستهداف من يعيشون في بريطانيا. وعملية أخرى استهدفت قتل الكاتب الفرنسي برنارد هنري ليفي، من خلال استئجار تاجر مخدرات، وقتل رجال أعمال قبرص، وعملية أخرى أشرف عليها روسي أذربيجاني، شملت على فريق رقابة من مواطنين باكستانيين، وخطة أخرى لاستخدام قتلة تم تجنيدهم بسجن في دبي لقتل رجال أعمال إسرائيليين في كولومبيا.
ولم يرد المسؤولون والدبلوماسيون الإيرانيون على عدد من المكالمات للتعليق، كما رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) التعليق.