حالة من خيبة الأمل والانتكاسة تسود أجواء الشارع
الإسرائيلي
بعد أن اتضح لهم أن اتفاقات
التطبيع مع الدول العربية التي شكلت موضع ترحيب،
لن تحل كراهية الجماهير العربية لإسرائيل، ما دفع أصواتا إسرائيلية متزايدة للإعراب
عن سخريتها من الاضطرار لانتظار كأس العالم في قطر حتى نفهم أننا مرفوضون من الشعوب
العربية.
يناي مغدال المستشار في شركة الاتصالات، والباحث في شؤون
حركة
المقاطعة العالمية (بي دي أس)، أكد أن "الجمهور الإسرائيلي قد وقع فعلا في
حب الرواية التي رواها لنفسه في أعقاب اتفاقات التطبيع، وبموجبها تتجاهل الدول العربية
الفلسطينيين، وصدّق نفسه أن هذه الدول تتجه نحو سلام دافئ مع الإسرائيليين، لكن الصور
التي جاءت من قطر أظهرت حقيقة مختلفة، فالرواية الفلسطينية حية وموجودة، ويؤمن بها
مئات الملايين، بما في ذلك خارج الشرق الأوسط، ويستثمر الفلسطينيون موارد هائلة لنشرها
بين غير العرب وغير المسلمين".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، وترجمته
"
عربي21" أن "ما شاهدناه في الأيام الأخيرة من مشاهد وصور ومقاطع فيديو
وصلتنا من قطر أظهر أن إسرائيل دولة قاسية وعنيفة، ترتكب منذ عام 1948 إبادة جماعية
وتطهيرًا عرقيًا منهجيًا ضد الفلسطينيين، مع العلم أننا في عام 2022".
وأكد أنه "كان يجب أن يعلم الإسرائيليون سلفاً أنه من
السذاجة البحتة الاعتقاد بأن اتفاقية موقعة على الورق ستغير ببساطة رأي مئات الملايين
من العرب حول إسرائيل من السلبي إلى الإيجابي، بما فيها جماهير الدولة الأولى التي
وقعنا معها اتفاق سلام منذ عقود وهي مصر، لكن جماهيرها أكدوا في مونديال قطر أنه
"لا يوجد شيء اسمه إسرائيل، كل شيء هو فلسطين"، وهذا بالضبط هو جوهر روايتهم،
فلسطين ليست الضفة الغربية وقطاع غزة، بل "فلسطين التاريخية"، أي تل أبيب
وحيفا وإيلات".
وأشار إلى أنه "ليس من قبيل الصدفة أن تظاهرات حركة
المقاطعة (بي دي أس) في جميع أنحاء أوروبا لا تزال تصرخ "الحرية لفلسطين من النهر
إلى البحر"، وقد حوّل الفلسطينيون حملاتهم ضد إسرائيل داخل الجمهور الغربي الذي
يعيش في بلدان ديمقراطية بأسلوب محنك مغلف بحقوق الإنسان والقانون الدولي، حتى إن رسائل
حركة المقاطعة تختلف جوهريًا بين اللغتين الإنجليزية والعربية"، على حد زعمه.
تؤكد هذه القناعات الإسرائيلية المتأخرة أن جميع اتفاقيات
التطبيع التي تم التوقيع عليها على مر السنين هي اتفاقيات بين دول وحكومات هدفها تعزيز
المصالح المشتركة، صحيح أنه لا ينبغي التقليل من أهميتها لدولة الاحتلال بالذات، التي
تعتبرها إنجازات تاريخية مهمة، لكن على الإسرائيليين ألا يقعوا في الروايات الساذجة،
لأن ما شهدته الأيام الأخيرة شكل صفعة قوية على وجوههم، ومفادها أن الشعوب العربية
والإسلامية، بل الأحرار حول العالم مؤمنون بأن الاحتلال ظالم، وفلسطين حرة.