نشرت صحيفة "
فاينانشال تايمز" البريطانية رسالة للبروفيسور بجامعة تورينو بإيطاليا لورنزو كامل تحدث من خلالها عما أسماه بـ"النفاق
الغربي" في التعامل مع ملف حقوق الإنسان في
قطر التي تستضيف
كأس العالم لكرة القدم.
وقال الكاتب إن مجموعة كبيرة من المقالات والبرامج التلفزيونية في المملكة المتحدة ودول غربية أخرى أعربت عن غضبها من حالة حقوق الإنسان في قطر، مستشهدا بمونولوج نشره غاري لينيكر، الصحفي بـ"بي بي سي" يتناول انتهاكات حقوق الإنسان في الدولة المضيفة، مضيفًا أنه فكر في مقاطعة واجباته المهنية في كأس العالم.
واستدرك لورنزو كامل بالقول إنه "من الجدير بالذكر أن نظام الكفالة - الذي يتيح استغلال العمالة الوافدة في قطر والدول العربية الأخرى من خلال إلزام العمال بصاحب العمل - تم إدخاله في الأصل إلى الخليج خلال الحقبة الاستعمارية البريطانية لمراقبة هجرة العمالة في اللؤلؤة".
علاوة على ذلك، فإن قلة قليلة من أولئك الذين يظهرون قلقًا مفاجئًا بشأن حقوق الإنسان في قطر يبدو أنهم مهتمون ببذل نفس الطاقة في إدانة الصناعات الدفاعية للدول الأوروبية التي تصدر كل عام كميات هائلة من الأسلحة إلى قطر والأنظمة المحلية الأخرى، بحسب الرسالة.
وقال البروفيسور إن المملكة المتحدة رخصت ببيع ما قيمته أكثر من 3.4 مليارات جنيه إسترليني من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى قطر في السنوات الـ 12 الماضية، وهي تتباهى بعلاقة قوية بشكل خاص مع النظام القطري، فيما تظهر العديد من دول الاتحاد الأوروبي، التي تنتهك بشكل خطير حقوق الإنسان للاجئين والمهاجرين، أنماطًا مماثلة.
أخيرًا وليس آخرًا، روسيا (التي استضافت كأس العالم في 2018) والدول الأخرى، التي استضافت نهائيات كأس العالم السابقة، لديها سجل طويل في انتهاكات حقوق الإنسان، ومع ذلك، لم يعرب الكثير عن الغضب، بحسب نص الرسالة.
واعتبر أن هذه ليست طريقة لإنكار المشكلة، قائلا: "في الواقع، أولئك الذين يتغاضون عن استغلال العمل الجبري في قطر إما يحصلون على بعض المزايا منه، أو يعرفون ظاهريًا عن الدولة: لا يزال نظام العبودية الحالي يترك العمال تحت رحمة أرباب العمل الاستغلاليين. لكن مرة أخرى، التركيز فقط على النظام، مع إهمال الخلفية بأكملها، ما يعكس شكلاً من أشكال النفاق، وهو هدف سهل".
وتابع: "كل هذا يذكرنا بأن القطريين - بمن فيهم المهاجرون المحرومون - لهم الحق الكامل في فضح الانتهاكات والاحتجاج عليها، لكن من ناحية أخرى، من واجب بلداننا تجنب الوعظ بالدروس الأخلاقية".
واختتم رسالته بالقول إنه قد تكون معالجة ثقل التاريخ - الماضي والحديث جدًا على حد سواء - ترياقًا قويًا لذلك.