في الوقت الذي تسعى فيه دولة الاحتلال والوكالة
اليهودية
للدفع بمزيد من الأعداد القادمة من الهجرات اليهودية من شتى أنحاء العالم، لا سيما
روسيا وأوكرانيا وإثيوبيا، فإن المعطيات الإحصائية تتحدث عن تراجع لافت في حجم استعداد
الجهات الحكومية لاستيعاب هذه الأعداد المتزايدة من المهاجرين اليهود، سواء من حيث
عدم وجود متسع في معاهد تعليم اللغة العبرية للقادمين الجدد، أو انخفاض معدلات التوظيف
في صفوفهم، فضلا عن عدم توفر مساكن مناسبة لهذه العائلات المهاجرة.
يائير سموليانوف الخبير في شؤون الهجرات اليهودية كشف أنه
"منذ شباط/ فبراير 2022 هاجر 53 ألف يهودي إلى دولة الاحتلال من روسيا وأوكرانيا
وبيلاروسيا، بمعدل وصول 300 مهاجر جديد كل يوم، وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي لوحده
فقط، وصل 10 آلاف مهاجر جديد إلى فلسطين المحتلة، ومن أجل المقارنة ففي عام 2018، قبل
فيروس كورونا، وصل 28 ألف يهودي مهاجر من جميع أنحاء العالم، وتشير التقديرات إلى أنه
بحلول نهاية 2022 سيكون هناك ما يقرب من 70 ألف مهاجر من هذه البلدان وحدها، وهي أعداد
كبيرة لم يتم رؤيتها هنا منذ سنوات عديدة".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "
إسرائيل اليوم"، وترجمته
"
عربي21" أن "دولة الاحتلال لا تخفي أنها تواجه في سبيل استيعاب هذه
المعدلات العالية من المهاجرين اليهود صعوبات كثيرة، بينما أعلنت في كل مكان أنها تريد
استقبالهم، بزعم أن
إسرائيل هي وطنهم، لكن الواقع على الأرض أظهر أشياء مختلفة تمامًا،
فالصعوبة تبدأ بالفعل في بلد المنشأ، حيث يستغرق الموعد في القنصلية لتقديم البيانات
واستلام تأكيد الأهلية حاليًا ما لا يقل عن ستة أشهر".
وأشار إلى أنه "إذا قرر اليهودي المهاجر إثبات أهليته
في إسرائيل، فسيُطلب منه إنفاق 5 آلاف دولار من أمواله على الرحلة، وفي عملية حسابية
بسيطة يجب على الأسرة اليهودية التي تريد
الهجرة أن تتخلى عن 100 ألف شيكل لمجرد الوصول
هنا، وحتى بعد الوصول إلى إسرائيل، فإن العملية لن تكون أسهل، فمعاهد تعلم اللغة العبرية
ممتلئة بالسعة، والشخص الذي يأتي لإسرائيل اليوم عليه الانتظار من 3-5 أشهر حتى يتوفر
له مكان في واحد من هذه المعاهد، وهذا دون الحديث عن المهاجرين الأكبر سنًا 60 عاما
فما فوق، ممن لا يدرجون حتى في قوائم الانتظار".
وكشف أنه "لو نظرنا إلى معدلات التوظيف، فإنها منخفضة جدًا، كما أنه في مجال تقديم الخدمات النفسية، فإن كل مهاجر يهودي قادم من الخارج بحاجة
للانتظار أكثر من عام للحصول على موعد مع طبيب نفسي، أما في مجال الإسكان، فقد دخل
حتى الآن 5 آلاف مهاجر في قائمة الانتظار للإسكان العام، وتوقع الحصول على شقة هو عشر
سنوات على الأقل، وهي كلها معطيات غير مشجعة على الإطلاق لتوافد المزيد من المهاجرين
اليهود".
ورغم الصعوبات اللوجستية فقد كشفت وسائل الإعلام العبرية،
عن ارتفاع كبير في عدد اليهود المهاجرين إلى فلسطين المحتلة خلال العام الجاري، منوهة
أن العدد الأكبر قادم من روسيا.
وأفادت إحصائيات جديدة نشرتها شركة "أوفيك" الإسرائيلية،
أن "هجرة اليهود من روسيا عرفت زيادة بنسبة 400 في المئة بسبب الحرب في أوكرانيا".
وبلغ عدد اليهود الذين هاجروا من روسيا إلى "إسرائيل"
نحو 32494 بموجب ما يسمى بـ"قانون العودة الإسرائيلي"، بالإضافة إلى ذلك،
هاجر 14450 من أوكرانيا إلى "إسرائيل"، و3280 من أمريكا الشمالية، و1957
من فرنسا و1474 من إثيوبيا، وفق ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.
ونوه أن 493 يهوديا هاجروا إلى "إسرائيل" من المملكة
المتحدة، و1000 من الأرجنتين، و411 من جنوب أفريقيا و1750 من بيلاروسيا منذ بداية العام
الجاري.
كما وصل ما مجموعه 61 ألف مهاجر عام 2022 حتى منتصف تشرين
الثاني/ نوفمبر، وهو عدد يمثل زيادة بأكثر من 200 في المئة مقارنة بـ2021.