تحاول السلطات الإيرانية نزع فتيل الاحتجاجات المستعرة في البلاد، منذ وفاة الشابة مهسا أميني في أيلول/ سبتمبر الماضي، لا سيما في محافظتي سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران، واللتان تتصدران موجة التصعيد ضد السلطات.
وفي سبيل ذلك، أوفد المرشد الإيراني مجموعة من المسؤولين إلى المحافظتين اللتين يسكنهما السنة، للقاء نخب وشرائح مجتمعية مختلفة، بهدف تهدئة الأوضاع هناك، حيث أفضت اللقاءات إلى الإفراج عن 38 شخصا من المعتقلين والموقوفين خلال الاحتجاجات الأخيرة.
وأعلن "رئيس وفد قائد الثورة الإسلامية" إلى المحافظة علي أكبري، خلال لقائه نخب وشرائح شعبية في سيستان وبلوشستان، أن من ارتكب أخطاء قليلة في هذه القضايا، وتم اعتقاله سيتم إطلاق سراحه قريبا، بناء على طلب من المرشد علي خامئني.
اقرأ أيضا: احتجاجات إيران تدخل شهرها الثالث.. وإحصائية جديدة عن القتلى
ووجهت السلطات القضائية الإيرانية، الاتهام إلى نحو 800 شخص الأحد، بتهمة ضلوعهم في "أعمال شغب وقعت مؤخرا" بمحافظات هرمزكان وأصفهان ومركزي، وفقا لموقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية ووكالات محلية.
وتتهم السلطات الإيرانية الولايات المتحدة، بالوقوف خلف الاحتجاجات التي تصفها طهران بأنها "أعمال شغب" لا تظاهرات.
استمرار الاحتجاجات
إلى ذلك، نشرت مواقع معارضة تسجيلات لما قالت إنها لمظاهرات جديدة انطلقت الثلاثاء في عدد من المناطق في طهران بينها محطة المترو، هتفوا خلالها بشعارات مناهضة لقيادة البلاد.
وقال موقع "إيران إنترناشيونال"، إن أصحاب المتاجر أغلقوا محلاتهم في شارع آبان بمدينة كرج، شمال إيران، ومدينتي بوكان وسقز، غربا، الثلاثاء، تضامنا مع الإضرابات.
و استمرت الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الإيرانية المختلفة لدعم الطلاب المحتجزين والنشطاء السياسيين، حيث هتف طلاب جامعة قزوين، غرب العاصمة طهران، باسم الناشط السياسي المضرب عن الطعام في محبسه، حسين رونقي.
وواصل طلاب جامعة شريف، في العاصمة، اعتصامهم أمام كلية الهندسة الكيميائية وهندسة البترول وكذلك بهو كلية هندسة الحاسوب احتجاجا على اعتقال الطلاب ومنع دخولهم.
اقرأ أيضا: إيران: ضلوع أجانب بـ"أعمال الشغب".. وتواصل احتجاج الطلاب
من جهة أخرى، أفادت قناة التليغرام التابعة لاتحادات الطلاب بمنع 19 طالبا من جامعة تبريز للفنون من دخول الجامعة، حيث تقوم القوات الأمنية بفحص بطاقات الطلاب عند مدخل الجامعة.
وبالتزامن مع الاعتصامات والتجمعات الطلابية، فقد استمرت احتجاجات التلاميذ أيضاً، وقد أظهر الفيديو الذي حصل عليه تلفزيون "إيران إنترناشيونال" المعارض أن تلميذات مدرسة للبنات في أصفهان هتفن لإمام جماعة المدرسة: "أنت العاهر، أنت الفاجر، أنا امرأة حرة".
عقوبات أوروبية جديدة
من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي، الاثنين، أنه سيتبنى عقوبات جديدة ضد 29 فردًا وثلاثة كيانات في إيران، على خلفية قمع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
وقال المجلس الأوروبي، في بيان، إن العقوبات ضد الأشخاص والكيانات جاءت "في ضوء دورهم في مقتل مهسا أميني والرد العنيف على التظاهرات الأخيرة في إيران".
ومن بين الذين فُرضت عليهم العقوبات "أعضاء الفرقة الأربعة التي اعتقلت تعسفيًا مهسا أميني، ورؤساء المحافظات لقوات إنفاذ القانون الإيرانية (LEF) وفيلق الحرس الثوري (IRGC)، وكذلك العميد كيومارس حيدري، قائد القوات البرية بالجيش الايراني".
وأضاف المجلس أنه سيعاقب محطة "برس تي في" الإيرانية الحكومية، التي قال إنها "مسؤولة عن إنتاج وبث الاعترافات القسرية للمعتقلين"، وكذلك رئيس شرطة الإنترنت الإيرانية، وحيد محمد ناصر ماجد، "لمسؤوليته بشكل تعسفي (عن) اعتقال أشخاص بسبب تعبيرهم عن انتقادهم للنظام الإيراني عبر الإنترنت".
وتتكون العقوبات من حظر السفر وتجميد الأصول، وفقًا للبيان، مع "منع مواطني وشركات الاتحاد الأوروبي من إتاحة الأموال" لمن هم على قائمة العقوبات.
وتأتي عقوبات الاتحاد الأوروبي بعد أن قالت حكومة المملكة المتحدة في بيان يوم الاثنين، إنها أضافت 24 مسؤولًا إيرانيًا إلى قائمة عقوباتها في ما وصفته بخطوة "منسقة" مع شركاء دوليين.
تجدد الاحتجاجات الطلابية بإيران.. ومحاكمات "ثورية" للمعتقلين
اجتماع أممي بشأن احتجاجات إيران.. وبيان استخباري حول الأحداث
إيران تتهم ألمانيا بالتدخل في شؤونها.. وقلق أمريكي