انتخابات نيابية بالبحرين.. وقرار بمنع المعارضة من المشاركة

شهدت البحرين السبت، انتخابات نيابية وبلدية جديدة، استبعدت منها المعارضة، بسبب قوانين العزل السياسي.

وقالت وكالة الأنباء البحرينية، إن "الناخبين في المملكة بدأوا صباح السبت(04.00 ت غ)، بالتوجه إلى مراكز الاقتراع العامة والفرعية في كافة المحافظات، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات"، على أن تغلق الصناديق عند الساعة الثامنة (16.00 ت غ).

ولم تعلن الجهات الرسمية بعد تفاصيل حول نسبة المشاركة في الانتخابات، أو جود خروقات في العملية، لكن وزير وزير الداخلية البحريني، الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة قال، إن الوضع الأمني في الانتخابات النيابية والبلدية، سار كما كان مخططا له، موضحاً أن الإقبال والمشاركة الكبيرة من المواطنين في مختلف المناطق أكبر دليل على ذلك.

وقبل ساعات من انطلاق عملية التصويت، قالت السلطات البحرينية السبت إن متسللين استهدفوا مواقع إلكترونية في المملكة.

ولم تحدد وزارة الداخلية المواقع المستهدفة، لكن وكالة أنباء البحرين الحكومية لا يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت ولا يمكن الوصول إلى موقع البرلمان البحريني، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

وقالت وزارة الداخلية البحرينية: "يتم استهداف المواقع الإلكترونية لعرقلة الانتخابات وتداول رسائل سلبية في محاولات يائسة لن تؤثر على إصرار المواطنين على التوجه إلى مراكز الاقتراع".

كما أظهرت لقطات التقطها مستخدمو الإنترنت صورة بعد الاختراق زعم أنه تم تنفيذه من قبل حساب غير معروف سابقا باسم الطوفان.

ويتنافس أكثر من 330 مرشحا من بينهم 73 امرأة للفوز بـ40 مقعدا في مجلس النواب الذي يتمتع بصلاحيات استشارية ويقدم المشورة للعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي يحكم البلاد منذ وفاة والده في آذار/ مارس 1999.

وكان عدد المرشحين في انتخابات العام 2018 الأخيرة 293 شخصا من بينهم 41 امرأة.

وعلى غرار انتخابات العام 2018، مُنعت مجموعتا المعارضة الرئيسيتان وهما "الوفاق" الشيعية و"وعد" العلمانية من تقديم مرشحين بسبب قوانين العزل السياسي التي أقرتها البلاد منذ ذلك العام.

ويذكر أنه جرى حل الجمعية الأولى في 2016 والأخرى في 2017، مما دفعهما إلى دعوة الناخبين لمقاطعة الانتخابات.

في 2018، أصدرت البحرين ما يسمى قوانين العزل السياسي والمدني التي تمنع أعضاء أحزاب المعارضة السياسية السابقة ليس فقط من الترشح للبرلمان، ولكن أيضا من الخدمة في مجالس إدارة المنظمات المدنية.

وهذه ثالث انتخابات منذ أحداث العام 2011 حين شهدت البحرين تظاهرات للمطالبة بملكية دستورية وإصلاحات سياسية أخرى، جرى قمعها على أيدي السلطات بمساندة من قوات جيرانها الخليجيين.

ومنذ ذلك الحين، سجنت السلطات مئات المعارضين، بمن فيهم زعيم المعارضة الشيعية البارز الشيخ علي سلمان الذي ترأس جمعية "الوفاق"، وجردت العديد من جنسيتهم، فيما أعدمت آخرين.

واعتبرت منظمة العفو الدولية الخميس أن الانتخابات تجري في "بيئة من القمع السياسي". وقالت نائبة المدير الإقليمي للمنظمة آمنة القلالي "في البحرين، لا توجد معارضة سياسية حقيقية".

في مقابل ذلك، تصر المنامة على أن "المملكة لا تتسامح مع التمييز أو الاضطهاد أو الترويج للانقسام على أساس العرق أو الثقافة أو المعتقد".

بل تتهم البحرين جارتها إيران بتدريب جماعات مسلحة من أجل إطاحة الحكومة، وهو اتهام تنفيه طهران.

وفي تقرير سابق، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية نقلا عن شخصيات من المجتمع المدني البحريني، إن 6000 إلى 11000 مواطن بحريني منعوا بأثر رجعي من الترشح للبرلمان وعضوية مجالس الجمعيات.

ورأت المنظمة التي تتخذ نيويورك مقرا إن انتخابات البحرين السبت "تعطي أملا ضئيلا في تحقيق نتائج أكثر حرية وعدالة مما كانت عليه في 2018".

وقالت جوي شيا، الباحثة في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش": "أمضت البحرين العقد الماضي في قمع المعارضة السلمية، وقوانين العزل السياسي مثال آخر على توسع قمع الحكومة إلى مناح جديدة. هذه القوانين الجائرة جعلت من الانتخابات البرلمانية البحرينية مهزلة ولا يمكن أن تكون حرة أو نزيهة عندما تجعل أي معارضة سياسية غير قانونية بالأساس".

اقرأ أيضا: HRW: قوانين العزل السياسي تجعل انتخابات البحرين "مهزلة"

وتأتي عملية التصويت بعد أكثر من أسبوع من زيارة تاريخية قام بها البابا فرنسيس بهدف تعزيز الحوار بين الأديان، وهي الزيارة الثانية له لدولة خليجية بعد رحلة إلى الإمارات عام 2019.

وحض البابا خلال زيارته، من دون تحديد دولة معينة، على احترام حقوق الإنسان، قائلا إن من المهم "عدم انتهاكها" بل دعمها والترويج لها.

تعايش مذهبي

وعلى الصعيد الرسمي، لا تميز البحرين بين السنة والشيعة؛ فجميعهم يُعتبرون مسلمين على الرغم من أن تاريخ المملكة يتسم بتوترات بين الطوائف، إذ يسود الجو حالياً الطابع السلمي.

ويفتخر الملك حمد جداً بقدرته على الجمع بين مختلف الجماعات الدينية. وقد تعززت هذه القدرة خلال الزيارتين الأخيرتين اللتين قام بهما البابا فرنسيس والشيخ أحمد الطيب، الإمام الأكبر لـ "جامع الأزهر" في القاهرة. 

وأظهر استطلاعٌ نادرٌ للرأي أُجري هذا الصيف، نشره "معهد واشنطن" أن الشيعة البحرينيين المحرومين تاريخياً يتعاطفون بشكل كبير مع إيران، التي تقع في الجانب الآخر من الخليج مباشرةً. 

وتستضيف الجزيرة أيضاً مقر "الأسطول الخامس الأمريكي". والجدير بالذكر أن للسفارة الأمريكية رابط خريطة على الإنترنت تُظهر المناطق الشيعية التي تقع حول العاصمة والتي تمنع الحكومة الأمريكية موظفيها من دخولها. وبالإضافة إلى موظفي السفارة، يعيش في البحرين عدة آلاف من أفراد الخدمة العسكرية والمقاولين المدنيين الأمريكيين الذين يعملون في مقر "الأسطول الخامس".

وكان الاستطلاع المذكور أعلاه أيضاً هو الأول من نوعه الذي يتم إجراؤه منذ أن وقّعت البحرين والاحتلال الإسرائيلي على "اتفاقيات أباهام"، وهي اتفاقية التطبيع في عام 2020، والتي لا يزال معظم المستطلَعين السنة والشيعة على حدٍ سواء ينظرون إليها بشكٍ كبيرٍ بعد مرور عامين. وفي غضون ذلك، أنشأت إسرائيل سفارة في المنامة، وفتحت رحلات جوية مدنية منتظمة بين البلدين، وعينت ضابط ارتباط بحري لدى "القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية" ضمن منشآت "الأسطول الخامس".

أمين الشعب سماحة الشيخ علي سلمان: