أدت الصراعات المتتالية التي شهدها العراق إلى انتشار أمراض مزمنة ومستعصية بين الأطفال، وزاد التلوث البيئي لاسيما في مناطق إنتاج النفط سوءا.. فماذا تعرف عن أخطر أمراض الأطفال في العراق ؟
"معا لنبني مستشفى
لأطفال مرض السرطان"، واحدة من الحملات الشعبية التي أطلقها ناشطون عراقيون على
مواقع التواصل؛ لتحفيز المتطوعين والمتبرعين، وللفت انتباه المعنيين، بهدف إنقاذ حياة الأطفال المصابين بالمرض الخبيث، فما هو حجم
انتشار المرض في العراق؟
يمثل مرض السرطان أحد
أسباب الوفيات العشرة الأولى في العراق، تبلغ نسب
الإصابة بالمرض ما يقرب من 80 حالة لكل 100 ألف عراقي سنويا، بحسب وزارة الصحة
العراقية. ويواجه آلاف الأطفال في العراق أمراضا شتى تهدد مستقبلهم، مع وجود نقص في أعداد
المستشفيات المتخصصة بعلاج الأطفال، ونقص الطواقم الصحية، وتقادم الأجهزة الطبية، إضافة
الى وجود شح حاد في الأدوية المدعومة، مقابل ارتفاع تكاليف العلاج والتشخيص في
المستشفيات الخاصة.
أما أمراض الدم الوراثية، فقليلة
هي المراكز المتخصصة بعلاج مرض الثلاسيميا أو فقر دم البحر الأبيض المتوسط، كذلك
الأنيميا وفقر الدم المنجلي وبقية أمراض الدم الوراثية التي تصيب الأطفال، فلإطالة
عمر الطفل المصاب بالثلاسيميا، لا بد من نقل الدم للمصابين وبصورة منتظمة بواقع كل 3-4
أسابيع مدى الحياة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة نسبة الحديد في الجسم، الذي يحتاج
بدوره لأدوية باهظة الكلفة وغير مدعومة من قبل الدولة، يصل سعر بعضها إلى 400$
لعلبة الدواء الواحدة، ولا يختلف الحال مع معاناة وتكاليف أمراض الدم الأخرى.
أما عن ضمور العضلات
الشوكي، وهو من الأمراض الوراثية التي تصيب طفلا
واحدا من بين كل 11 ألف طفل مولود حديثاً، فعلاجه يكلف 2.1 مليون دولار بحقنة
"زولغينسما" الأغلى في العالم، ويعطى للطفل بعمر أقل من سنتين مرة واحدة في
العمر عن طريق الوريد .
وتعد الطفلة العراقية لافين آخر من تلقى
العلاج بأغلى دواء في العالم في مستشفى الجليلة للأطفال، ليعاني مئات سواها ممن لم
تؤاتيهم فرصة التبرع من تبعات المرض حتى وفاتهم، فهل تتقاعس الحكومات العراقية
برأيكم عن توفير علاجات للأطفال.