أكدت كاتبة
إسرائيلية، أن
المقاومة الفلسطينية
المسلحة في
الضفة الغربية لا يمكن أن تنتهي، حتى في حال نجحت "إسرائيل" في تصفية بعض قادة المجموعات المسلحة التي تنشط في نابلس وجنين.
وأوضحت الكاتبة الإسرائيلية دانا بن شمعون، أن
"نهاية" مجموعة "عرين الأسود" المقاومة للاحتلال بتصفية قادتها "لا ينذر بنهاية المعركة"، منوهة بأن "كتيبة جنين" التابعة
للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، و"كتيبة بلاطة"، هما
"الصداع التالي الذي ينتظر إسرائيل".
أعمال المقاومة
وذكرت في تقرير نشرته بصحيفة "
إسرائيل
اليوم"، أن العديد من الشباب المسلحين "المستقلين" انضموا مؤخرا
لـ"كتيبة جنين"، لأنهم وجدوا أنها "إطار جيد وجذاب لهم للمشاركة في
العمليات ضد إسرائيل"، منوها بأن "قوات خاصة قامت قبل أسبوع بتصفية
القائد في "كتيبة جنين" فاروق سلامة؛ وهو يعدّ أيقونة التنظيم، وشجع
ودعم أعمال المقاومة".
وأشارت الكاتبة إلى أن الأنظار اتجهت
لـ"كتيبة جنين" لأول مرة في أيلول/ سبتمبر 2021، بعد عملية هروب 6 أسرى
عبر نفق من سجن "جلبوع"، وزاد نشاط المجموعة المسلحة بعد العدوان
الإسرائيلي على غزة عام 2021، الذي استمر 11 يوما.
ونبهت إلى أن نشطاء "كتيبة جنين"
لديهم شعبية وسلطة في مخيم جنين، موضحا أن "كتيبة جنين" حكرت خلال السنة
ونصف السنة الأخيرتين، الظهور المتجدد للمقاومة المسلحة في الضفة الغربية، ودعمت
ظهور مجموعات مسلحة في مدن أخرى، منها "كتيبة نابلس"، ومثلها في طوباس
وطولكرم، وفي وقت لاحق، نشأت مجوعة "عرين الأسود" في البلدة القديمة
بنابلس، وهذه المجموعة مسؤولة عن عدد كبير من عمليات إطلاق النار".
وقالت: "تمثل "كتيبة جنين"
الجيل الشاب من "المقاومة العسكرية الحديثة"، ينشط عناصرها على الشبكات
الاجتماعية، خاصة "تيك توك"، وهم ينشطون في عرقلة عمل الجيش
الإسرائيلي، ويقومون بإطلاق النار على الجنود في كل مرة يقتحمون فيها جنين، وهذا كله ينشر مع تفاصيل دقيقة على الشبكة".
ولفتت بن شمعون إلى أن "كتيبة جنين"
تمتاز بأنها "منظمة إلى حد ما، وعناصرها لديهم مهارة في استخدام الأسلحة
والقتال، ما يجعلهم أكثر خطورة، كما أنهم يتعاونون مع فصائل فلسطينية أخرى، بما في
ذلك "فتح". وبحسب التقديرات، هم على اتصال بعناصر في قطاع غزة وفي
الخارج".
مقاومة في الخفاء
ونوهت بأن "كتيبة جنين" عملت في
الخفاء على مدار العامين الماضيين، وقاموا بكل أنواع عمليات التحدي وإطلاق النار، دون الإعلان عن أنفسهم كمنظمة، ما يعني عدم وجود عنوان، وهكذا اكتسبوا
الخبرة".
وأشارت إلى أن الفلسطيني الذي أصبح بمثابة
"الأب الروحي" لـ"كتيبة جنين" هو المطارد فتحي خازم، والد الشهيد
رعد خازم، منفذ عملية "ديزنغوف" بتل أبيب، وهو ينتمي لحركة
"فتح"، ويتمتع بالنفوذ على رجال "كتيبة جنين"، ولدية مكانة
خاصة ولسان فصيح، علما بأن جيش الاحتلال قتل ابنه الثاني عبد الرحمن في غارة
عسكرية على مخيم جنين للاجئين.
وفي الآونة الأخيرة، بحسب الكاتبة الإسرائيلية،
"ظهرت أيضًا منظمات فرعية محلية تعمل بالتعاون مع "كتيبة جنين" في
هذه المنطقة، وأطلق عليها اسم "عش الدبابير" في جنين.
ولفتت إلى أن المجموعة الثانية التي تعمل في
مخيم بلاطة للاجئين، شرق نابلس، تسمى "كتيبة بلاطة"، ويقال إنهم
"ورثة "عرين الأسود"، في الأسبوع الماضي نظموا عرضا عسكريا شارك
فيه عشرات المسلحين في أزقة وشوارع المخيم، وسط تصفيق السكان، وفاجأت الكثيرين
كميات الأسلحة والمعدات والزي العسكري، وهو ما يشير إلى وجود مجموعة بكل ما يعنيه
الأمر".
وزعمت أن مجموعة "كتيبة بلاطة" يسيطر
عليها بشكل أساسي مسلحون من حركة فتح، وبعضهم من النشطاء المتمردين في
"فتح"، الذين يأتون من "كتائب شهداء الأقصى"، مشيرا إلى أن
ظاهرة "عرين الأسود" تظهر أيضا استجابة لها في طولكرم، وقبل نحو شهر تم
الإعلان عن مجموعة مقاومة جديدة تحت اسم "حصن الصقور".
وفي نهاية تقريرها، أكدت بن شمعون أن
"السلطة الفلسطينية تتابع بقلق وانزعاج زيادة قوة النشطاء في الضفة الغربية،
ولا سيما "كتيبة جنين"، حتى أن السلطة أظهرت حتى الآن ضعفا وعجزا
أمامهم، ويبدو أنها واثقة من أن إسرائيل ستؤدي العمل وتخرج الكستناء من النار من
أجلها".
وخلصت إلى أن ما فعلته "إسرائيل" من
تصفية بعض نشطاء وقادة "عرين الأسود" في نابلس، ليس بالضرورة أن يكون
ناجحا في جنين، في إشارة إلى محاولة تصفية بعض قادة وعناصر "كتيبة جنين"
المسلحة.